حكومة العريّض ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

جزائريون يقودون التنظيم الإرهابي في "الشعباني"

حكومة العريّض ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حكومة العريّض ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس

رئيس الحكومة التونسية علي العريّض
تونس - أزهار الجربوعي

أكد رئيس الحكومة التونسية علي العريّض أن حكومته مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل تونس، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان عن جملة من الإجراءات، تُمكّن من المرور إلى انتخابات نزيهة وشفافة في أحسن الظروف، فيما كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي عن أن المدعو يحيى الجزائري، المطلوب دوليًا، هو قائد المجموعة الإرهابية في جبال "الشعانبي" التونسية، والمتكونة من 30 شخصًا، غالبيتهم من حاملي الجنسية الجزائرية، أما البقية فينحدرون من تونس ومالي وموريتانيا.
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي، أن المدعو يحيى (جزائري الجنسية) يقود المجموعة الإرهابية، التي تحاربها الحكومة التونسية منذ أكثر من شهر في جبال "الشعانبي" الحدودية، موضحًا أن "يحيى الجزائري"، المطلوب من السلطات الجزائرية والمفتش عنه دوليًا، هو المسؤول عن ذبح وقتل 8 عسكريّيين تونسيين في كمين إرهابي في آب/أغسطس الماضي، مؤكدًا أنه يقود مجموعة تتكوّن من 30 عنصرًا متطرفًا، فيما كشفت اعترافات أحد المتهمين أنهم يتبنون فكر "تنظيم القاعدة"، ويتلقون تمويلات بالعملة الأجنبية.
وأشار العروي إلى أن المتهم بقتل واغتيال شكري بلعيد، المدعو كمال القضقاضي، متورّط هو الآخر في "عملية ذبح شهداء الوطن من  جنود الجيش التونسي".
وقد بثّ التلفزيون الرسمي مقتطفات من عمليات استنطاق لعنصرين من المشتبه فيهم لتورّطهم في أعمال إرهابية في جبل "الشعانبي"، أحدهما قدّم الدعم اللوجستي، والأخر تم القبض عليه في جبل "الشعانبي"، وتحدث هذا الأخير عن مراحل التغرير به وإقناعه بالفكر السلفي الجهادي، وكيفية اصطحابه لجبل "الشعانبي"، مبينًا أن الجماعة المتحصنة في جبل "الشعانبي" تتكون من 30 شخصًا غالبيتهم جزائريون، والبقية ينحدرون من أصول تونسية ومالية وموريتانية، وأضاف المتحدث أن أعمار مجموعة جبل "الشعانبي" تتراوح  ما بين 18 إلى 45 عامًا.
أما العنصر الأول، الذي يقدم الدعم اللوجستي للمجموعة الإرهابية، فأوضح أنه كان  يزور المجموعة المسلحة مرة كل 15 يومًا، طيلة 5 أشهر لمدهم بكل ما يحتاجونه من مواد غذائية وأساسية، لافتًا إلى أنه يتقاضى مبلغًا بالعملة الصعبة، قدره  100 يورو بعد كل عملية تزويد.
وأفاد بأن شقيقه متورط مع تلك المجموعة، موضحًا أنهم يتبنون فكر "تنظيم القاعدة"، ويرون بأن تونس يجب تحريرها من مجموعة الطواغيت التي تحكمها لتطبيق شرع الله في البلاد.
من جانبه، كشف المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الدفاع التونسية العميد مختار بن نصر عن أن الطريقة التي تعتمدها المجموعات المسلحة في "الشعانبي" تركز أساسًا على التغرير بالشباب، وإدخالهم في منظومتهم الإرهابية، وتتدرّج من الإقناع إلى حدّ التهديد، موضحًا أنّ هذه المجموعات تعتمد المال والتركيز على مفهوم خاطئ للجهاد، لاستقطاب الفئات المستهدفة، وأضاف قائلاً "الإرهاب يستمد وجوده من الإعلام".
وأفاد بن نصر بأن أحد الموقوفين ذكر أن مجموعة جبل "الشعانبي" تستقي المعلومات من "الراديو"، مشيرًا إلى دور الإعلام في تنمية الظاهرة الإرهابية، وأردف أنه "لا معنى للإرهاب دون إعلام، فالحالة الإعلامية تعطي قيمة وحياة للإرهاب والإرهابيين"، موضحًا أنه "عن طريق العنف ووسائل الإعلام يتمكن الإرهاب من التغلغل وإدخال البلبلة في المجتمع،  ويمس من عزيمة الآمنيين والشعب ككل، وهنا يكمن نجاحه".
وقد انتقد مراقبون ﺑثّ اﻋﺗراﻓﺎت خطيرة تتضمن معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي للدولة التونسية عبر وسائل الإعلام، معتبرين عرض اﻻﺳﺗﻧطﺎق واﻻﻋﺗراﻓﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾﺔ ﯾطرح إﺷﻛﺎﻻً بشأن ظروف اﻟﺗﺳﺟﯾل، وﻣﺣﺗوى اﻻﻋﺗراﻓﺎت، ﻷن ﻋرﺿﮭﺎ تم قبل إنهاء الأبحاث والتحقيقات التي مازالت متواصلة إلى حد اللحظة، وهو ما يتناقض مع شروط المحاكمة العادلة، ويُعد خرقًا لمبدأ سرية التحقيق.
وبالتزامن مع الظروف الأمنية المتوترة التي تعيشها تونس خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخها، تمر البلاد بأزمة سياسية وصفها مراقبون بـ"الأشد والأعتى" منذ ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، والمترتبة أساسًا على الوضع الأمني، وحالات الاغتيال السياسي، التي دفعت بقوى المعارضة التونسية للنزول إلى الشارع والمطالبة برحيل الحكومة التي يقودها حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم، في ائتلاف ثلاثي إلى جانب حزبي "التكتل" و"المؤتمر من أجل الجمهورية".
وعقب إطلاق ائتلاف "الترويكا" الحاكم مبادرة تقضي بتخلي المعارضة عن حل المجلس التأسيسي (البرلمان) مقابل إعلان استقالة حكومة علي العريض الأسبوع المقبل، تزامنًا مع استئناف جلسات الحوار الوطني، على أن تواصل تصريف شؤون الدولة إلى حين الإتفاق على تشكيلة وزارية جديدة، ترأسها شخصية مستقلة، جاء رئيس الوزراء التونسي علي العريض ليعلن أن "الحكومة ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس"، وهو ما اعتبره مراقبون استعدادًا غير مشروط من الطرف الحكومي، وترجمة "للتنازلات" التي أعلن زعيم حزب "النهضة الإسلامي" الحاكم راشد الغنوشي عزمه تقديمها، لهدف إنقاذ البلاد من "خطر الفوضى والتمرد وحتى الانقلاب"، مؤكدًا أن تونس ليست بمنأى عن ما وصفه بـ"السيناريو المصري".
وقال رئيس الحكومة التونسية علي العريض "إن الحوار الذي يجري حاليًا سيُفضي إلى إخراج البلاد من حالة التفكّك إلى وحدة وطنية وذلك من خلال ضبط جدول المواعيد، الذي يخص الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي، وتدعيم السلم الاجتماعي، وذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة، شريطة توفّر الإرادة من جميع القوى السياسية، وإتباع التعقل وتجنب الأجندات الحزبية المسقطة".
وأفاد رئيس الحكومة أنه سيتم قريبًا الإعلان عن حزمة من الإجراءات، مصحوبة بجملة من القرارات، تسعى الحكومة إلى تطبيقها، من شأنها التمكين لتونس للوصول إلى انتخابات هادئة وشفافة في مناخ سليم ونقي، تسوده الثقة، بعيدًا عن التجاذبات والتوتر، لافتًا إلى أن "الحكومة تعمل ليلاً ونهارًا من أجل، بلوغ هذا الهدف"، معربًا عن أمله في أن يستأنف المجلس الوطني التأسيسي أعماله، سيما في ضوء وجود مشاريع عدة ذات الصبغة الإقتصادية والاجتماعية المعطّلة، في انتظار أن يفصل فيها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة العريّض ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس حكومة العريّض ستضحي بكل شيء من أجل مصلحة تونس



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya