دمشق - جورج الشامي
دمشق - جورج الشامي
ما أن غادر المفتشون الدوليون دمشق بعد انتهاء مهمتهم ، حتى استأنفت القوات الحكومية هجماتها المدفعية و الصاروخية، فشهدت العاصمة السورية دمشق وريفها قصفاً عنيفاً على مختلف الأحياء والبلدات، في حين أفادت مصادر ميدانية أن الجيش الحر استهدف بعدد من القذائف فرع المخابرات الجوية في ساحة العباسيين بدمشق، ونقلت المصادر عن ناشطين معارضين أن "الجيش الحكومي يحاول
منذ ساعات الصباح الأولى اقتحام معضمية الشام بريف دمشق، وأنه قصف المنطقة بصواريخ أرض - أرض".
وقالت شبكة "شام" من جهتها أن "قوات الحكومة تقوم بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق، منها القابون وجوبر وبرزة ومخيم اليرموك، وسط اشتباكات عنيفة في حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات الحكومة".
وفي ريف دمشق قصَفَ الطيران الحربي الحكومي مدينة معضمية الشام، بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم ومعضمية الشام وداريا والزبداني وزملكا ، وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية، وسُجلت اشتباكاتٌ عنيفة في محيط مدينة معضمية الشام بين الجيش الحر وقوات الحكومة.
وفي غضون ذلك تعرضت مدينة الطبقة في محافظة الرقة اليوم لقصف عنيف من مطار الطبقة العسكري استهدف المباني السكنية في المدينة، ما أدى إلى وقوع أضرار اقتصرت على الماديات، بينما نقل ناشطون قيام حوامات بإلقاء براميل متفجرة بشكل عشوائي في المناطق المحيطة بالمطار.
وقد نقل شهود عيان، كانوا متواجدين بالقرب من المطار، أنّ أصوات نيران واشتباكات سمعت بالأمس في المطار بشكل واضح يُعتقد أنه اشتباك بالأسلحة الثقيلة بين عناصر النظام المتواجدين عند حاجز الطيارة وآخرين منهم متواجدين داخل المطار.
وأفاد النشاط الميداني أبو عمر الفراتي عن قيام إحدى الطائرات بالتحليق فوق المطار على ارتفاع شاهق وألقت براميل متفجرة على حرمه، وسقط أحد هذه البراميل بالقرب من مستودع الذخيرة لكنه لم يحدث أية اضراراً داخله، بينما سقط برميل آخر بالقرب من خزان المياه إلى جوار سرية المدفعية ، فيما توجّهت الطائرة شرقاً.
ويتابع أبو عمر، انه "بعد إلقاء البراميل داخل المطار قامت المدفعية المتمركز فيه بقصف عشوائي على محيط المطار، ومن ثم قامت باستهداف المدينة قذائف عدة سقط بعضها على مزرعة الصفصافة ما أدى الى مقتل طفل ".
كما سقط قتلى آخرون جراء إلقاء الطيران الحربي براميل متفجرة على قرية الشغور بريف إدلب، فيما استهدف الجيش الحر بصواريخ محلية الصنع مدفعية "الجبل" التابعة للقوات الحكومية في مدينة دير الزور.
وأعلن ناشطون أن محافظة السويداء شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في محيط مطار خلخلة، بينما سقط قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز ل"حزب العمال الكردستاني" على الطريق الدولي بين حلب و الحسكة.
ويأتي هذا الوضع الامني المضطرب في دمشق وبقية المناطق السورية متزامناً مع انهاء فريق خبراء الأمم المتحدة عملهم اليوم الجمعة، أي قبل ثلاثة أيام، من الموعد المحدد لانتهاء مهمته رسميا، وأظهرت صور بُثت من دمشق فريق المفتشين وهو يستعد صباح الجمعة لمغادرة العاصمة السورية.
وقبيل المغادرة توجه الفريق إلى مستشفى المزة العسكري لمعاينة جنود الجيش السوري الذين أصيبوا بالكيماوي في حي جوبر.
وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، إنه سيتسلم تقرير الفريق الذي يتضمن نتائج التحقيق السبت المقبل، وسيطلع أعضاء مجلس الأمن عليه.
من جهة ثانية، أعلن اللواء المنشقّ عن الجيش السوري مُحمّد حسين الحاج علي (59 عاماً)، الذي كان مُديراً لـ"أكاديميّة الدفاع الوطني" في دمشق، أنّ "48 ساعة من الضربات الجوية المتواصلة قد تكون كافية لإسقاط النظام السوري".
وقال الحاج علي الذي كان يدرِّب ضبّاط الجيش في هذه الأكاديميّة قبل انشقاقه في آب العام 2012 وانضمامه إلى المُعارضة السوريّة: "أنا كعسكري وضابط أرغب في حصول هذا الأمر. لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة. إنّ إيران وروسيا وحزب الله تدعم النظام بشكل مكثّف. هناك كارثة تحصل في سوريا وعدد القتلى بلغ نحو 300 ألف، إلّا أنّ الأمم المتّحدة لا تملك للأسف سُبل تعدادهم بالكامل. كلّ يوم يُقتل أكثر من مئة شخص في السجون والنظام يتحرّك بجنون، ولا بُدّ من وقف المجزرة". وأضاف: "من دون دعم دولي نحن عاجزون، والمعركة غير متكافئة، فالنظام يملك ترسانة أسلحة كيماويّة كبيرة وخطرة جدّاً نتيجة تنسيق وثيق مع إيران وكوريا الشماليّة".
وعن المواقع التي يجب أن تُستهدف برأيه، أشار إلى أن "الأهداف الأساسيّة يجب أن تكون منصّات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى والرادارات وأنظمة الدفاع الجوّي ومراكز القيادة ومراكز الإستخبارات والمطارات". وتابع: "إلّا أنّني لا أعتقد أنّ الغربيّين سيقصفون كلّ هذه المواقع. وسيناريو الهجمات المتواصلة والواسعة المدى غير مرجّح كثيراً. لا توجد إرادة دولية للقيام بذلك، إلّا أنّني أستطيع التأكيد لكم أنّه في حال تواصلت عمليّات القصف من دون انقطاع طيلة 48 ساعة، فإنّ النظام سيسقط. نحن أمام نظام مُتهاوٍ مُتورِّط في حرب أهليّة مُنذ سنتَين ونصف السنة، وقد استنفر الجميع إمكاناتهم العسكريّة. إنّ معنويّات الجنود سيّئة، وأنا على اتّصال يومي ببعضهم".
وأضاف: "بصفتي العسكريّة، أعتقد أنّ الأهداف الأولى يجب أن تكون على مراكز القيادة وهي أربعة أساسيّة: ثلاثة منها في دمشق والرابع في حمص. وبعدها يجب التركيز على منصّات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. وأعتقد أنّ هذا التدخّل مُرجَّح، وكلّ صدقيّة الغرب مُرتبطة به".
وعن سبب انشقاقه، أجاب اللواء الحاج علي إنه اشقّ في آب العام 2012، عندما شاهدت النظام يستخدم السلاح الثقيل ضدّ السكّان المدنيّين. لا يُمكن أن تكونَ ضابطاً وطنيّاً وتكون شاهداً على قصف الطائرات المُقاتلة للشعب السوري ولا تُساورك الشكوك. لقد بدأ استخدام السلاح الثقيل في مطلع العام 2012، وفي آب من السنة نفسها انضمّيت إلى المُعارضة على الحدود بين تركيا وسورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر