الجزائر ـ خالد علواش
كشفت اعترافات أحد عناصر تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، وجود شبكة دعم وإسناد تتكون من مواطنين يقطنون بلدية بني بوسعيد الحدودية مع المغرب، تعمل على ايصال أكبر كمّ من المعلومات عن تحركات قوات الأمن وحرس الحدود.وقال المتطرف، الذي سلّم نفسه برفقة اثنين آخرين إلى عناصر الأمن في ولاية تلمسان أقصى غرب الجزائر، "إن المجموعة المسلحة التي تتخذ من جبل العصفور الشاهق معقلاً لها، تستغل نفوذها في توظيف سكان المناطق المجاورة لرصد تحركات القوات الجزائرية،
وأنه حاول خلال المرحلة التي قضاها في الجبل تحت إمرة القيادي (ص.م) معرفة أسماء الأشخاص المتصلين بالكتيبة التي تنشط في المنطقة الحدودية بين ولايتي تلمسان وسيدي بلعباس، إلا أن غياب الثقة باعتباره عنصرًا جديدًا على التنظيم حال من دون بلوغه الهدف".
وأضاف القاعدي السابق، أثناء التحقيق، أن "عناصر مجموعة الدعم والإسناد غالبهم من مدينة بني بوسعيد المحاذية لجبل العصفور، وأن لقاءات خفية تجمعهم بقادة الكتيبة في أماكن بعيدة عن أعين الأمن، وأنه تمكن من الفرار من المجموعة المتطرفة التي تنشط في الشريط الغابي بين سيدي بلعباس وتلمسان أقصى الغرب الجزائري، بعدما قرر التخلي عن العمل المسلح والعودة إلى حياته العادية، وكان بحوزته قطعتي سلاح من نوع (كلاشينكوفّ)".
وأفاد مصدر أمني محلي، أن المتطرف الذي سلم نفسه غلى عناصر الأمن قبل أيام، التحق بـ"القاعدة" في جبل العصفور أخيرًا، وأن المنطقة الحدودية التي تنشط بها المجموعة صعبة المنال، حيث يسمح علو الجبل بالسيطرة على المناطق الحدودية حتى مدينة وجدة المغربية.
ونفذت عملية إجرامية في منطقة حيداس نهاية الأسبوع الماضي، في حق 3 مواطنين، أحدهم شقيق عضو في مجلس الأمة، ونكلت بجثة اثنين منهما، في عملية أثارت ذعرًا كبيرًا في المناطق السكانية المجاورة، وهي المنطقة ذاتها التي شهدت مقتل 4 من حرس الحدود رمضان العام الماضي.
وقررت قوات الأمن المشتركة، تكثيف عمليات التمشيط في المناطق الغابية والجبال التي تتحصن بها المجموعة المسلحة، وهي المنطقة التي كانت أحد أهم معاقل التنظيم المتطرف خلال الأزمة الدموية التي عاشتها الجزائر مطلع تسعينات القرن الماضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر