الضغوط تتزايد على حماس مع تضاؤل الدعم السوري والإيراني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"لمُّ الشمل الفلسطيني بات أمرًا بعيد المنال بعد خسارة حكومة "الإخوان

الضغوط تتزايد على "حماس" مع تضاؤل الدعم السوري والإيراني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الضغوط تتزايد على

قيادات من حركة حماس
واشنطن - يوسف مكي

أدت الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي حاليا إلى قطع حبل النجاة الحيوي الذي كان يربط بين حركة "حماس" الفلسطينية ، وبين اثنين من أهم انصارها وداعميها وهما إيران وسوريا. وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن "قيام الحكومة المصرية المؤقتة التي يدعمها الجيش المصري بتفكيك جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، أدى إلى ترنح حركة "حماس" في ظل افتقادها إلى دعم اقتصادي ودبلوماسي مصيري وغاية في الأهمية ، لاسيما انه وعلى مدى الأسبوعين الماضيين يشهد قطاع غزة يوميا اجتماع ما يسمى بخلية أزمات وزارية، بحيث يواجه اقتصاد قطاع غزة خسائر اقتصادية قدرها 250 مليون دولار منذ قيام السلطات المصرية بإغلاق المئات من أنفاق التهريب الأمر الذي دفع بحكومة حماس إلى البدء بعمليات ترشيد لبعض مواردها.
كما أن قادة "حماس" يفكرون ملياً وبصورة علنية في ما لم يكن يخطر على بالهم قبل سنوات، وهو اللجوء إلى حركة "فتح" للمساعدة في الحفاظ على الحدود مع مصر مفتوحة ولكنهم سرعان ما تراجعوا.
وتقول الصحيفة: "إن تأثير الضغوط المتصاعدة على حماس لا ينحصر فقط في شريط قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 141 ميلا مربعا والذي تحكمه الحركة منذ عام 2007، إذ أن هذه الضغوط يمكن أن تدعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح الأكثر اعتدالا والتي تدير شؤون الضفة الغربية، في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية التي ترعاها واشنطن. كما أنها تضيف عنصرا آخر متقلبا إلى مشهد التغيرات السريعة الذي تعيشه المنطقة، حيث أدى التوتر الطائفي إلى أحداث عنف دموية وحرمان الإسلاميين من السلطة التي وصلوا إليها من خلال صندوق الانتخابات الديموقراطية.
ويقول أكرم عطا الله المحلل السياسي أن "حماس الآن صارت يتيمة، مشيرا بذلك إلى حقيقة كونها حركة انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين في مصر قبل ربع قرن من الزمان. وقال أيضا أن "حماس كانت تحلم وأن أحلامها وصلت إلى إمكانية قيام الإسلاميين بالاستيلاء على السلطة في كل العواصم ولكن هذه الأحلام سرعان ما تبددت".
وكان تيار ثورات ما يسمى بالربيع العربي في بداياته قد شد من أزر حركة حماس بالإضافة إلى دعم كل من إيران وسوريا اللذين قاما بإمداد حماس بالسلاح والأموال النقدية، وذلك في الوقت الذي سقط فيه نظام حسني مبارك الذي كما تقول الصحيفة كان "معاديا للحركة ولم تكن تثق فيه". لكن حماس في نهاية المطاف انحازت إلى المعارضة السنية في الحرب الأهلية في سوريا وبالتالي معاداة الرئيس بشار الأسد وأنصاره من الإيرانيين. وكان ذلك أمرا متكافئا مع استبدال مبارك بالرئيس الإخواني محمد مرسي حليفهم الأيديولوجي الذي خفف القيود على الحدود وتوسط بين حماس والغرب المعادي لها ، وكذلك حركة فتح المنافسة لها.
لكن الأمور تبدلت بعد حملة فرض النظام التي الجيش المصري واعتقال مرسي ومقتل أو اعتقال أو اختباء قيادات الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى أن توقف عمليات التهريب في ما بين غزة ومصر على أرض الواقع. وهذا يعني أن غزة باتت محرومة من مواد البناء والوقود الذي تقل أسعاره عن نصف سعر الوقود المستورد من إسرائيل، وكذلك العديد من السلع الأخرى الرخيصة التي كان يعتمد عليها سكان غزة.
كما قامت السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح أياما عدة، الأمر الذي تسبب في معاناة الآلاف من الطلبة والتجار والمرضى والأجانب وسكان غزة الذين يقيمون في الخارج. أضف إلى ذلك أيضا ما يتردد بأن أمير دولة قطر أقل عطاء من والده في الإغداق على حماس الأمر الذي يزيد من عزلة الحركة.
وخلال هذا الأسبوع أصر عدد من قادة حماس عبر العديد من المقابلات والخطب العامة على "أن أزمة مصر جعلت من لمّ الشمل الفلسطيني أمرا عاجلا ، إلا أنه وعلى ما يبدو فإنه بات أمرا بعيد المنال في ظل خسارة الحكومة المصرية التي كانت تتوسط بين التطرفين الفلسطينيين وتستضيف محادثات المصالحة الفلسطينية.
وفي ضوء وضع حماس الضعيف تدرس حركة فتح إعلان قطاع غزة إقليما متمردا خلال اجتماع يعقد يوم الأحد مع الرئيس عباس، الأمر الذي يضيق الخناق من خلال منع السلطة الفلسطينية تمويل أي عمليات في غزة. كما أن مسؤولين بكل من فتح وحماس يقولون بأن كلا الطرفين قد زاد من عمليات الاعتقال لعملاء الطرف الأخر خلال الأسابيع الأخيرة ، ويتهم زعماء حماس قيادة فتح بشن حملة شريرة عليهم في وسائل الإعلام المصرية.
وقد ازداد التوتر في العلاقة بين غزة ورام الله بصورة ضخمة وأصبح كل طرف يرتاب في الطرف الآخر بعد ما حدث في مصر.
وفي مقابلات صحافية منفصلة جرت هذا الأسبوع قال ثلاثة من كبار قيادات حماس بمن فيهم محمود الزهار أنهم كانوا  يتبنون اسلوب "لننتظر حتى نرى" بالنسبة لما يحدث في مصر، على أمل أن ينجح رد الفعل الجماهيري في مصر ضد ما يسمى بانقلاب العسكر في عودة السلطة لجماعة الإخوان من جديد.
 ويقول الزهار أن "سياستنا الآن هي الحفاظ على هدوء الناس وتحصينهم ضد الاتجاه المتطرف".
وقد ساهمت تلك  الأحداث عبر الحدود في تشجيع المعارضة في القطاع، فقد نشأت حركة شبابية جديدة تطلق على نفسها حركة "تمرد" شبيهة بتلك التي ساهمت في إسقاط مرسي، وقد قامت تلك الحركة بالدعوة عبر تسجيل فيديو على "اليوتيوب" إلى إسقاط حماس، كما دعت على "الفيس بوك" إلى مظاهرات جماهيرية حاشدة يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ويقول أحد أعضاء تلك الحركة أن "حماس قامت حتى الآن باعتقال ما لا يقل عن 50 من مؤيدي حركة تمرد على الفيس بوك هذا الأسبوع خوفا من أن تعرض حماس لما تعرض له الإخوان في مصر".
ويقول عدد من الخبراء أن "إسقاط حماس أمر صعب فهي على عكس جماعة الإخوان في مصر تتحكم في اجهزة الأمن ومؤسسات الخدمات في غزة. وحتى  الآن فإن نظام الحياة اليومية في غزة لم يتغير بعد".
وفي الوقت الذي تعاني فيه غزة من تكرار إغلاق معبر رفح على فترات متقطعة على مدار السنوات الماضية، إلا الكثير من سكان القطاع يرون أن ذلك بمثابة عقاب سياسي لهم. ويعلق أحد المواطنين الذي يحاول العودة إلى تركيا لاستكمال دراسة الطب هناك، على ذلك بقوله "أن الحكومات تتصارع ونحن من يدفع الثمن".
وتقول مي جواد وهي طالبة بالجامعة التونسية أنها "لن تعود الى غزة مرة أخرى حيث لا يتوفر أبسط حقوق الإنسان المتمثلة بالكهرباء والماء وحرية التنقل"، كما تقول أن "حماس تتدخل في الشأن المصري وأننا نتيجة لذلك ندفع الثمن".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضغوط تتزايد على حماس مع تضاؤل الدعم السوري والإيراني الضغوط تتزايد على حماس مع تضاؤل الدعم السوري والإيراني



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:46 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

وظائف تزيين وتجميل في المغرب

GMT 08:15 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تكناتين تنظم دوري الجمعيات لكرة القدم المصغرة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 02:51 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات لاب توب Dell Precision 5530 الجديد

GMT 20:32 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات إعداد علب تخزين الإكسسوارات
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya