وزير الخارجية الألماني يؤكد أن أحداث مصر غير قابلة للتكرار في تونس
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نفى اضطلاعه بدور الوساطة وأكّد رفع التعاون الأمني والاقتصادي

وزير الخارجية الألماني يؤكد أن أحداث مصر غير قابلة للتكرار في تونس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وزير الخارجية الألماني يؤكد أن أحداث مصر غير قابلة للتكرار في تونس

الوزير الألماني غويدو فيسترفله و رئيس الحكومة التونسية علي العريض
تونس - أزهار الجربوعي

اختتم وزير الخارجية الألمانية غويدو فيسترفله الزيارة الرسمية التي يؤديها إلى تونس، الخميس، مؤكّدًا مواصلة دعم بلاده لتونس في هذه المرحلة الدقيقة من مسارها الانتقالي، معلنًا رفع مستوى التعاون الأمني بين تونس وألمانيا التي قرّرت تزويدها بكاشفات ألغام لدعم عملياتها في مكافحة الارهاب، وشدد فيسترفله على أن ما يحدث في مصر لا يمكن له أن ينتقل على تونس بأي حال من الأحوال، نافيًا قيامه بدور الوساطة بين الفرقاء في تونس، الذين دعاهم إلى التوصل إلى توافق بشأن النقاط الخلافية في الدستور.
والتقى رئيس الحكومة التونسية علي العريض، الخميس، في قصر الحكومة في القصبة وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفيله، الذي كشف أن بلاده تتابع الأوضاع الراهنة في تونس عن كثب، وترى أن الطريق للحل في الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد هو الحوار والاستعداد لإيجاد حلول وسطى من قبل الجميع، وأن الحلول المشتركة والمتفق عليها ممكنة، شرط تمتّع جميع القوى المشاركة بروح المسؤولية وبُعد النظر.
وتعيش تونس أزمة خانقة منذ اغتيال المعارض السياسي محمد البراهمي يوم 25 تموز/ يوليو الماضي، عمّقها تنامي الحركات المتطرفة واستهدافها لمقرات أمنية وعناصر من الجيش التونسي في جبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية، الأمر الذي أدّى إلى استقالة أكثر من 50 نائبًا من "التأسيسي" التونسي، وتعليق أشغاله بقرار من رئيسه مصطفى بن جعفر.
واعتبر وزير الخارجية الألماني غويدو فسترفيله أن عمل المجلس التأسيسي مهم جدًا، ويساهم في إرساء الديمقراطية.
وأكد غيدو فيسترفيله أن الهدف من زيارته، ليس في مبادرة وساطة، قائلاً "نحن هنا لتبادل الأفكار، ومستقبل تونس في النهاية مسألة تونسية، والمسؤولون التونسيون على دراية كاملة بمسؤوليتهم تجاه الشعب التونسي"، موضحًا أن بلاده "لا تدعم حزبًا بعينه، بل تدعم الديمقراطية والمستقبل الجيد لتونس في ظل سيادة القانون".
وأوضح الوزير الألماني أن لقاءه رئيس الحكومة التونسية علي العريض كان جيدًا وبنّاءً، واتسم بالانفتاح، وأن علاقات بلاده مع تونس عريقة ووثيقة، خاصة من حيث المصالح الاقتصادية المتبادلة، مؤكدًا أن ألمانيا ستواصل دعمها لتونس في مسارها الديمقراطي وفي مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وفي مجال الاقتصاد والاستثمار، مستشهدًا بانتصاب حوالي 300 شركة ألمانية ناشطة في تونس و100 مشروع ألماني لتدريب الشباب من أجل إدماجهم في الدورة الاقتصادية.
وأكّد وزير خارجية ألمانيا الاتحادية غيدو فسترفيله، عقب اللقاء الذي جمعه مع رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي بقصر قرطاج، أن بلاده تقف دائمًا إلى جانب تونس في هذه المرحلة الدقيقة من مسارها الانتقالي، اعتبارًا لكونها ليست مجرد شريك إستراتيجي فحسب، بل هي مهد لثورات الربيع العربي، وفي حاجة إلى دعم خاص لاستكمال ما بدأته منذ ثورة الحرية والكرامة، وفق قوله.
وأثناء لقائه رئيس الجمهورية التونسية الدكتور محمد المنصف المرزوقي دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفله جميع القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني  إلى الوصول إلى توافقات حقيقية تُنهي المرحلة الانتقالية، من خلال إيجاد حلول للمسائل الخلافية في الدستور، معتبرًا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لإيجاد توازن تُجمِع عليه كل الفعاليات السياسية يقود البلاد نحو مرحلة جديدة من تاريخها.
واعتبر غويدو فيسترفيله أن ّما عاشته مصر من أحداث سياسية متلاحقة عقب عزل الرئيس محمد مرسي يُستبعد حصوله في تونس، نظرًا إلى وجود فوارق كبيرة بين المسارين الانتقاليين في البلدين، مؤكّدًا في السياق ذاته ثقته في قدرة التونسيين على إنجاح ثورتهم المتميزة، مشيرًا إلى أنّه تقدم لرئيس الجمهورية التونسية بمقترحات عدّة لتعزيز التعاون التونسي الألماني، من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، قائلاً في هذا الصدد" تعاوننا أكثر بكثير من مجرد تعاون اقتصادي، وسنواصل شراكة التحول بين تونس وألمانيا".
وبيّن الوزير الألماني أن بلاده على أتم الاستعداد لرفع مستوى تعاونها مع تونس في المجال الأمني، وخاصة في مجال نزع الألغام، لافتاً إلى أن ألمانيا ستُقدّم لتونس التقنيات المتاحة لها وخبرتها في مجال مكافحة الإرهاب.
ولدى تطرّقه للأحداث الأخيرة في مصر أكد غيدو فيسترفيله أن تونس ليست مصر، وأن السيناريو المصري لا يمكن أن يتكرر في تونس بأي حال من الاحوال، مشيرًا إلى أن ألمانيا تدين بشدة ما حدث من أعمال عنف، الأربعاء، في مصر وتدعو الأطراف كافة إلى التهدئة، مضيفًا أن بلاده باشرت سلسلة من المحادثات مع شركائها لبلورة موقف موحّد مما تشهده مصر.
وأضاف الوزير الألماني "قد حان الوقت لعودة مختلف الأطراف المصرية إلى طاولة المفاوضات، وعلى حكومة هذا البلد أن تتحمّل مسؤوليتها في ضمان حق التظاهر السلمي وحمايته".
وشدّد على ضرورة وقف عمليات سفك الدماء في مصر عبر الاعتماد على الخيارات السياسية والوفاقية والحوار الشامل، موضحًا أن الأسرة الدولية لن تسمح بأيّ تصعيد جديد للعنف في هذا البلد.
وأفاد فسترفيله أنه طلب من لجنة الأزمات في الخارجية الألمانية الاجتماع لتقييم تطور الاحداث في مصر، ومتابعة وضع رعاياها.
وتعيش القوى السياسية في تونس خلال الفترة الراهنة على وقع حراك داخلي ودولي كثيف، من أجل تجاوز الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد، فيما يسعى حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم إلى حشد أكبر دعم دولي من أجل مواصلة قيادة البلاد في ما تبقى من مرحلة الانتقال الديمقراطي، والتصدي لدعوات المعارضة بإسقاط الحكومة وحل التأسيسي، ودرء السيناريو المصري الذي أجمع مراقبون أنه أحدث رجّة خلخلت إسلاميي تونس، إلا أن هذه الرّجّة ترجمها، الخميس، زعيم النهضة راشد الغنوشي، عبر التلويح مجددًا باستعمال ورقة قانون العزل السياسي ضد قيادات نظام الرئيس السابق، معلنًا رفض حزبه الاستجابة للمعارضة وتشكيل حكومة إنقاذ غير حزبية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير الخارجية الألماني يؤكد أن أحداث مصر غير قابلة للتكرار في تونس وزير الخارجية الألماني يؤكد أن أحداث مصر غير قابلة للتكرار في تونس



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya