الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"المغرب اليوم" يكشف في تقرير أن قضايا الأمن تُعبر عن"الإجرام الظاهر"

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء
الرباط ـ رضوان مبشور

يكشف "المغرب اليوم" من خلال تقرير أمني صادم، أن الإجرام تفشى بشكل كبير بين القاصرين، رغم أن معدل الجريمة في المدن المغربية عرف نوعاً من الاستقرار في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2013، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما حافظت مدينة الدار البيضاء أكبر مدن المملكة على صدارتها من حيث معدل الجرائم المرتكبة بها يليها مدينة وجدة.

ويشير التقرير إلى أنه في المغرب ترتكب 28 ألف جريمة بشكل شهري، يعيش على وقعها المواطن المغربي، ولا تتسع لها صفحات الإعلام المغربي بفعل كثرتها. تطور الجريمة في العقد الأخير(العشرة أعوام الأخيرة) في المملكة بشكل مثير، وضع المجتمع برمته وأجهزة الدولة موضع مسائلة، كما يدفع المتتبع إلى طرح أسئلة عدة بشأن نجاح مجموع المقاربات الأمنية والعقابية والتربوية المعمول بها، والتي لم تستطع حتى الآن وقف النزيف، رغم الإمكانيات البشرية والمالية المرصودة لذلك.

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة
وسجل التقرير ثباتاً في معدلات الإجرام على مختلف المناطق الحضرية في المملكة، فتبعاً للتقرير عرفت الأشهر الأولى للعام 2013 تسجيل 169412 قضيةً مقابل 169366 قضيةً خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وباستثناء الارتفاع الذي سجلته الجرائم الاقتصادية والمالية لنسبة 8.75 في المائة، والتي بلغ عددها 23918 قضيةً، فإن باقي الجرائم عرفت تراجعاً ملحوظاً. وعالجت مختلف المصالح الأمنية حسب التقرير أكثر من 150 ألف قضية، أي بمعدل بلغ 90.41 في المائة، وقدمت أمام القضاء أكثر من 168 ألف شخص، من بينهم 16.745 امرأةً و 7359 طفل قاصر.

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة
ويلاحظ من خلال الأرقام الواردة في التقرير، أن القاصرين أصبحوا يحتلون موقعاً رئيسياً في عالم الجريمة، فتقديم ما يزيد عن 7000 شخص من هذه الفئة أمام القضاء، يُعد رقماً مخيفاً، وبخاصة وأن التقرير نفسه يشير إلى أن عدد القاصرين المقبوض عليهم في العام الماضي بلغ حوالي 3200 شخص، وتُعد السرقة والاعتداء بالسلاح الأبيض، والسرقة الموصوفة أهم التهم الموجهة إلى هذه العينة.
واعتبر باحثون ومهتمون بظاهرة الإجرام في المغرب أن هذه الظاهرة تُعبر عن إفلاس المشروع المجتمعي، وتستوجب أكثر من وقفة تأمل لمداواة الخلل، وربطوها أساساً بالفقر والتهميش والإقصاء الذي يعاني منه جزء مهم من المجتمع المغربي، كما أشارت بعض التقارير إلى أنه لم يثبت علمياً أن الأغلبية القصوى من جانحي المغرب تمارس فعلها الإجرامي بقوة المرض فقط، وإنما أيضاً لسبب الفقر والخطأ.
كما أكدت دراسات أخرى أن هذا الفعل الإجرامي لدى الأطفال القاصرين يعكسه كذلك فشل النظام التعليمي في المغرب، والنظام الأسري أيضاً، مشيرةً إلى أن المؤسسات العاملة في مجال حماية الطفولة، تقف بدورها عاجزة عن تأهيل هذه الفئات، وأن السجن أصبح مؤسسة لتخريج المجرمين وتطوير احترافيتهم.
وبخصوص الجرائم المقرونة بالعنف، والتي تؤثر سلباً على الإحساس بالأمن لدى المواطن، فقد مكنت المجهودات الأمنية المبذولة حسب ما جاء به التقرير الأمني من تسجيل تراجع ملحوظ في مؤشرات هذا النوع من الإجرام، بلغ 2 في المائة مقارنة مع العام الماضي، بحيث تراجعت نسبة السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض بــ 377 قضيةً، والسرقات بالخطف بـ 275 قضيةً، وسرقات السيارات بـ 76 قضيةً.

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة
وذكر التقرير أن مدينة الدار البيضاء التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين تقريباً، تحتل المركز الأول في خريطة الإجرام في المغرب، بحسب التوزيع الجغرافي، تليها مدينة وجدة، ثم مراكش فالرباط، فاس، مكناس، طنجة.
ويبدو أن احتلال الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة للمركز الأول على مستوى الخريطة الجغرافية للجريمة يُعد أمراً عادياً بالنسبة إلى بعض الباحثين، لكونها تشكلت تاريخياً عبر موجات الهجرة، ولكونها أكبر قطب اقتصادي وتجمع سكاني على مستوى المملكة، وبالتالي فإن النازحين إليها وبخاصة من البوادي والمدن الصغرى، يعيشون مشكلة الاندماج ولا تكون لهم القدرة على مواكبة التوسع العمراني والحضاري للمدينة.
وقال الباحث في علم الاجتماع محمد المباركي، أن هذه الفئات المهاجرة والتي اعتادت على التضامن الاجتماعي والعائلي، تواجه صعوبة العيش والتنقل والاستقرار الاجتماعي والنفسي في مدينة عملاقة في حجم الدار البيضاء، وحين تحس بالإحباط واليأس تلجأ إلى سلوكيات اجتماعية منحرفة لتحقيق بعض الحاجات، وشيئاً فشيئاً تستسلم لإكراهات أخطبوط الدار البيضاء، وتسقط في الممنوع وفي براثن الجريمة.
وبخصوص احتلال مدينة وجدة للمركز الثاني على مستوى الإجرام في المملكة يقول محمد المباركي، إنه من الطبيعي أيضاً، نظراً لكونها مدينة حدودية لم تعرف بعد إقلاعاً اقتصادياً، وتكاد تنعدم فيها فرص العمل، باعتبارها مدينة على الحدود الجزائرية وقريبة أيضاً من إسبانيا، وذلك يعني أن نشاطها الاقتصادي بالدرجة الأولى يرتكز على التهريب، كما تُعد منفذاً رئيسياً للأقراص المهلوسة وللهجرة غير الشرعية للأفارقة، الذين بدأت الشبكات الدولية للإتجار في"الكوكايين" توظيفهم لتصريف هذه المخدرات في المغرب وأوروبا.
ويؤكد التقرير في نهايته على مُعطى مهم جداً، يتمثل بالأساس في أن الأرقام المقدمة من قِبل الأمن الوطني، لا تعكس سوى القضايا المسجلة المعالجة من قِبل مختلف المصالح الخارجية للمديرية العامة للأمن الوطني، أي أنها لا تعبر سوى عن الإجرام الذي يصطلح عليه في القاموس الأمني بـ"الإجرام الظاهر".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة الجريمة تتفشى في أوساط الأطفال المغاربة والدار البيضاء على رأس القائمة



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya