الغارديان البريطانية تتوقع تحول الحرب السورية لصراع إقليمي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد الغارات الإسرائيلية والتصريحات الإيرانية

الغارديان البريطانية تتوقع تحول الحرب السورية لصراع إقليمي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الغارديان البريطانية تتوقع تحول الحرب السورية لصراع إقليمي

آثار الدمار نتيجة الحرب السورية
 لندن ـ سليم كرم

 لندن ـ سليم كرم قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن تسلسل أحداث الأزمة السورية كان واضحاً ولم تخطئه العين، مشيرة في ذلك إلى تأكيد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وللمرة الأولى أن مقاتلين من حزب الله يقومون بدعم بشار الأسد وتحذيره من تًعَرُّض مزار السيدة زينب الشيعي في جنوب دمشق لأي هجوم من جانب المقاتلين السُّنّة سيكون عقابه وعواقبه خطيرة.
   ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها، الاثنين، إلى تدفق مقاتلين من شيعة العراق ولبنان تجاه المزار، وذلك في أعقاب تعرض ضريح شيعي آخر في شمال العاصمة السورية للتدنيس وانتهاك القدسية، وأشارت أيضاً في هذا السياق إلى قيام إسرائيل بشن غارتين أخيراً على مخازن تضم صورايخ إيرانية وتزعم أنها كانت في طريقها إلى حزب الله ؛ وإلى جانب ذلك أعلنت إيران استعدادها لتدريب جيش بشار الأسد.
   وتقول الصحيفة إنه بات من المؤكد وبصورة راسخة أن كلاً من إيران ومليشيات حسن نصر الله الشيعية القوية متورطة في الحرب الأهلية السورية، إلا أنه وفي غضون أقل من أسبوع أصبح ما كان خفياً ظاهراً للعيان. لقد شهدت الخريطة الإقليمية فجأة تقاطعات بخطوط حمراء، ومهما كان الأمر فإن الأزمة السورية الآن، وفي ضوء تلك التصريحات كافة وفي ضوء الغارات الإسرائيلية، تنذر بنشوب صراع إقليمي على نطاق أوسع وأكثر اشتعالا.
   ومن الواضح أن إسرائيل تراهن على عدم قيام سورية أو حزب الله بأي رد فعل على غاراتها، فهي تراهن على أن الأسد لديه ما يكفيه من الهموم الحالية، وأن حزب الله غير مهيأ بعد لخوض حرب شاملة مع إسرائيل. وجرت العادة دائما في الشرق الأوسط أن يكون من السهل معرفة كيف تبدأ الأحداث ولكن من الصعب معرفة إلى أين سينتهي بها المطاف . والواقع أن إسرائيل من خلال ما تقوم به من تصرفات، باتت قريبة من الإعلان على نحو خطير بأن حدودها الشمالية لن تعرف الهدوء ثانية وأن حالة السلم التي استمرت 40 عاما مع جارها العدو الساكن ، قد انتهت.
   وتقول إسرائيل إن خطها الأحمر يتمثل في الصاروخ الإيراني من طراز فتح 110 وهو أحدث نسخة إيرانية تتميز بدقة أعلى من صواريخ أرض أرض التي يعتقد البنتاغون أن حزب الله حصل عليها أخيراً. والسؤال الذي يطرح نفسه في المرحلة المقبلة هو ما إذا كان السلاح الجوي الإسرائيلي سيستبيح الأراضي السورية مثلما يفعل مع كل من غزة وجنوب لبنان. ومن المحتمل أن الغارات الإسرائيلية لن تكون الأخيرة، وفي ضوء المبررات الواقعية التي تطرحها إسرائيل حتى الآن ، فإنها تبدو قانعة على أن تظل نار الثورة السورية مشتعلة إلى تنطفئ وحدها دون الحاجة إلى استخدام خراطيم خارجية لإطفائها. فهي لا ترى أن من مصلحتها أن يتم استبدال نظام الأسد بجماعات مقاومة تضم عناصر إسلامية راديكالية. وعلى النقيض من ذلك فإن إسرائيل ترى أن من مصلحتها أن يظل الأسد ضعيفاً ولكن لا ينبغي إسقاطه، إلا أنها قد رمت بهذا الحذر أخيراً أدراج الرياح.
  ولفتت الصحيفة إلى أن رد الفعل الإيراني على غارات الأحد الإسرائيلي تمثلت في الإعراب عن استعدادها لمساعدة قوات الأسد بما هو أكثر من السلاح، فقد قال الجنرال أحمد رضا قائد القوات البرية الإيرانية إن بلاده ستدعم الجيش السوري بتدريبه ولكنه عاد ونفى أي تورط إيراني مباشر في العمليات العسكرية الحالية في سورية، ووصف نائب وزير الخارجية السوري الغارات الإسرائيلية الأخيرة بأنها تصرف عدواني وعَمَل من أعمال الحرب يهدف إلى مساعدة الإرهابيين، ولكن الصحيفة تقول إن الغارات في الواقع لم تسفر عن شيء سوى دعم حجة الأسد بأن المقاومة السورية ما هي إلا قطع شطرنج تحركها مؤامرة غربية الهدف منها تقويض أي مقاومة لإسرائيل في المنطقة، وشهدت المقاومة السورية انقساما في ردود أفعالها إزاء الغارات الإسرائيلية. فاستغلتها المقاومة التابعة لمجلس دمشق العسكري في دعوة جماعات المقاومة كافة للعمل معا وتصعيد هجماتها على القوات الحكومية، بينما يقول التحالف المعارض في المنفى إن النظام السوري القادر على قتل عشرات الآلاف من مواطنيه غير قادر على منع هجمات من قوات احتلال خارجية.
   وتشير الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية تكشف عن فقدان إدارة أوباما القدرة على التوجيه في هذه الأزمة على عكس ما كان الدور الأميركي في أزمة ليبيا فهو في سورية غير قادرة على قيادة الصراع في سورية من وراء الكواليس ، فعندما تقول إدارة أوباما أن إسرائيل لديها حق التصرف على هذا النحو فإنها تقول إنه ليس لمثل هذه التصرفات أي عواقب إقليمية، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل بإمكان الأسد أن يبقى في الحكم عاماً آخر مع مزيد من المذابح وقتل الآلاف؟ والإجابة أنه لا توجد مؤشرات تشير إلى عكس ذلك، والواقع أن عدم قيام أميركا بعمل شيء هو استعداد لهذا الاحتمال.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارديان البريطانية تتوقع تحول الحرب السورية لصراع إقليمي الغارديان البريطانية تتوقع تحول الحرب السورية لصراع إقليمي



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya