المسيحيون في ليبيا يحتفلون بعيد الفصح داخل الأبواب المغلقة تحسبًا لهجمات المتشددين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

إطلاق نار على قس ونجاة كاهن من حريق واعتقال العشرات لتهمة التبشير

المسيحيون في ليبيا يحتفلون بعيد "الفصح" داخل الأبواب المغلقة تحسبًا لهجمات "المتشددين"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المسيحيون في ليبيا يحتفلون بعيد

الدخان يتسرب من نوافذ الكنيسة القبطية في بنغازي إثر تعرضها لهجوم في بداية هذا الشهر ونجاة القسيس بمساعدة السكان المسلمين
طرابلس ـ مفتاح السعدي

تعرض أحد قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في العاصمة الليبية طرابلس، إلى طلق ناري عند مدخل الكنيسة، ونجا آخر بعد إشعال متطرفين النيران في الكنيسة القبطية في بنغازي، فيما يُصِرّ مسؤول في كنيسة في طرابلس على استمرار صلوات عيد "الفصح" ولكنها ستكون داخل أبواب مغلقة، تظامنًا مع اعتقال العشرات من المسيحيين لتهمة التبشير للديانة المسيحية في البلاد، في الوقت الذي حذر فيه قائد وحدة الأمن الوقائي  العسكرية، من إنشاء أي كنائس جديدة في الوقت الراهن، وبخاصة أن الميليشيات "المتطرفة" تعمل في ظل فراغ أمني. وقال نائب كاهن كنيسة المسيح في ساحة البلدة القديمة في طرابلس، وهي ساحة عادة ما تجتذب المسيحيين البريطانيين والأميركيين والأفارقة والآسيويين، "إن أَحَد السّعْف أو ما يُسَمّى بأَحَد الشعانين، الذي عادة ما تعتبره الكنيسة الأنغليكانية مناسبة سارة ومبهجة، يحتفل خلالها المسيحيون الأجانب في ليبيا في ساحة الكنيسة الأمامية الواسعة وهم يحملون سعف النخيل، لكنهم عجزوا عن الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام، بعد أن ألغت الكنيسة فكرة الاحتفال لسبب المخاوف من الميليشيات الإسلامية المتطرفة، التي سبق وشنت هجمات في الآونة الأخيرة على الكنائس، وقاموا باعتقال العشرات من المسيحيين لتهمة التبشير للديانة المسيحية". وأضاف نائب كاهن الكنيسة، ويُدْعَى ريف فاشير باسكاران، "جرت العادة أن نحتفل كل عام في مواكب عظيمة، ولكنني رفضت ذلك هذا العام، لأني أعتقد أنه من الأفضل ألا نلفت انتباه العناصر الشريرة، وقد أبلغت الأبرشية أنه بعد الانتهاء من الصلاة والشعائر الدينية، لن يكون هناك وقفة في ساحة الكنيسة، ولن يتم تناول مشروب الشاي، ولن توجد أي مظاهر مرح، وسيتوجه المصلون مباشرة إلى منازلهم". وتكرر هذا المشهد أيضًا في كنيسة سانت فرانسيس الكاثوليكية القريبة، والتي باتت تغلق أبوابها خارج ساعات الخدمة، بعد قيام رجل مسلح في زي غير رسمي بإطلاق النار على أحد قساوسة الكنيسية عند مدخلها، فيما تحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تحقيق لها، عما يتعرض له المسيحيون من اضطرابات على يد "المتطرفين" الإسلاميين قبل عيد "الفصح"، وقالت "إنه لا يوجد في ليبيا مجتمع مسيحي مميز، وإنما هناك مجموعة صغيرة من الكنائس التي تخدم السكان الأجانب، والتي تواجه اضطرابات خلال طقوس أعياد (الفصح) مع نهاية هذا الأسبوع، وإنه من غير الواضح ما إذا كانت الميليشيات المتطرفة تحظى بدعم واسع النطاق، والواقع أنهم يعملون في ظل الفراغ الأمني في بلد تقوده حكومة عاجزة ومنقسمة وضعيفة، ومثلما حدث في أعقاب الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي، فقد تسبب الهجوم على كنيسة بنغازي في حالة من الغضب والاشمئزاز في المدينة التي كانت مهدًا للثورة الليبية على نظام معمر القذافي". وقد قامت الميليشيات المتطرفة في ليبيا، مطلع الشهر الجاري، بإشعال النيران في الكنيسة القبطية في بنغازي، وكان في داخلها في تلك الأثناء كاهن الكنيسة، والذي قام السكان المسلمون المحليون في المنطقة بإنقاذ حياته، بعد أن اندفعوا وسط النيران لإخراجه من النيران التي كانت تحاصره، وفي بداية هذا العام لقي اثنان من المسيحيين المصريين مصرعهم في انفجار في الكنيسة القبطية في مصراته، مما استدعى تعيين حرس من الشرطة على مدار 24 ساعة لحراسة الكنيسة القبطية، كما قامت الكنسية الأرثوذكسية اليونانية بإغلاق أبوابها، حيث عاد كاهن الكنيسة بعد تعرضه لإطلاق النار خارج منزله. وشنت وزارة الدفاع الليبية حملة ضد الكثير من المسيحيين لتهمة ممارسة التبشير، بدأت في شباط/فبراير الماضي بإلقاء القبض على أميركي ومصري وجنوب أفريقي وكوري جنوبي، لتهمة الترويج للأفكار المسيحية في بنغازي، في حين قامت باعتقال 48 من الأقباط المصريين في بنغازي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع تظاهرات احتجاج وحرق العلم الليبي في القاهرة في أعقاب وفاة أحد المعتقلين، حيث جرت تلك الاعتقالات على يد وحدة الأمن الوقائي، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع، وتنحصر مهمتها في الدفاع عن الثقافة الإسلامية في ليبيا، وفي مقر الوحدة العسكرية، قام قائد وحدة الأمن الوقائي عبدالسلام البرغثي، بعرض مجموعة من الأناجيل والمطبوعات الدينية باللغتين الإنكليزية والعربية، والتي كانت ضمن مجموعة من 55 ألف كتاب تم مصادرتها، في حملة شنتها الوحدة على مخزن لأحد المبشرين المسيحيين، حيث أوضح "إنهم يطبعون هذه الكتب في المدينة ويقومون بتوزيع بعضها على الأطفال، وأي شئ يأتي من الخارج يمكن أن يكون بمثابة غزو ثقافي ضد أفكارنا ومعتقداتنا، الأمر الذي يُشَكّل خطرًا على أمن الوطن، وأستدل بعبارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، التي قال فيها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لا تسأل عن حقوق الإنسان في الأمور التي تتعلق بأمن الوطن"، مضيفًا "سنفرج عن المسحيين المعتقلين في القريب العاجل كبادرة دبلوماسية، وستقوم القوات بحماية الكنائس"، فيما دان هجمات الميليشيات، ولكنه "نصح المسيحيين بعدم محاولة نشر عقيدتهم في ليبيا، وإن عليهم أن يتوخوا الحرص، لا سيما وأن أي تصرف يمس ديننا يُعد بمثابة إهانة قاسية جدًا، وأنا في الواقع لا أنصح المصريين بعمل كنيسة أخرى في الوقت الراهن". وعلى بُعْد أميال قليلة من ذلك الموقع، توجد كنيسة قبطية في المدينة، مُحَطّمة ومهجورة ويُغَطّيها السّواد، وفي الدّاخل بقايا أثاث مُحَطّمة وسط شظايا من الزجاج والمقاعد الخشبية المتفحمة، تفوح منها رائحة الدخان والفواكة المعطنة داخل المطبخ الذي تعرّض للنهب، حيث يقول أحد السكان المحليين المسلمين، ويُدعى عبدالله محمد، والذي أنقذ حياة كاهن الكنيسة التي أشعل المتطرفون فيها النيران، "لم نكن نعرف أن الكاهن في الداخل، ولكننا سمعنا صوته وهو يصرخ، وفي تلك الأثناء قام أحدنا برفع سلاحه وهدد بقتل أي فرد يتعرض لكاهن الكنيسة بأي أذى، وعلى الفور استطعنا أن نخرجه وننقله إلى القنصلية المصرية، صدّقني عندما أقول لك أن المسحيين أصدقاء لنا، وأننا نتعايش معهم، وأن ثورتنا كانت من أجل الحرية". ويتفق معه في هذا الرأي المسيحي المصري ماجد لبيب، وهو يحمل وشمًا أزرق للصليب على ساعده، ويعمل تاجرًا في السوق، حيث أوضح "هذا صحيح فنحن لا نعاني من أي إزعاج أو اضطراب مع غالبية الشعب الليبي، فأنا لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين هنا، إن كاهن كنيستنا فرّ إلى مصر، ولا أعتقد أنهم سيُرَمِّمُون الكنيسة، ونحن الآن نؤدي صلواتنا في المنزل". وفي طرابلس يصر وكيل كاهن الكنيسة باسكاران، على أن صلوات عيد "الفصح" ستستمر، ولكنها ستكون داخل أبواب مغلقة، حيث قال "سنستغل طقوس وشعائر عيد (الفصح) في الصلاة من أجل ليبيا، فالأمور ليست طيبة بالقدر الكافي في هذا البلد".  

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسيحيون في ليبيا يحتفلون بعيد الفصح داخل الأبواب المغلقة تحسبًا لهجمات المتشددين المسيحيون في ليبيا يحتفلون بعيد الفصح داخل الأبواب المغلقة تحسبًا لهجمات المتشددين



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 03:25 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بدران يؤكّد أن "الكاكا" تخفض مستوى الدهون في الدم

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 00:11 2018 الأحد ,15 إبريل / نيسان

اغتصاب فتاة "صماء" وحملها في الدار البيضاء

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 18:30 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

جمهور الكوكب المراكشي يطالب بإبعاد عاطيفي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya