طرابلس - ليبيا اليوم
أكدت مصادر صحافية، إن الليبيين يترقبون بحذر شديد التحركات الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حل توافقي ينهي الأزمة المستحكمة منذ عام 2011، حيث يتم استئناف جولة من المحادثات في المغرب تهدف إلى التوصل لتسوية جديدة تنزع فتيل حرب متوقعة في سرت والموانئ النفطية وتنهي سنوات من الانقسام السياسي.
ووصف مراقبون، الأوضاع الحالية بأنها معركة “كسر عظم” في ظل الاستقطاب بين الفرقاء مع تزايد النفوذ الخارجي، وخاصة المساعي التركية للسيطرة على منابع النفط الليبي، بينما اعتبر برلمانيون ليبيون أنه من المستحيل إعادة إحياء اتفاق الصخيرات الذي أثبتت الأحداث المتتالية فشله، فيما كشفت مصادر ليبية عن تحرك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للعمل على تفعيل خطة المبعوث الأممي المستقيل غسان سلامة المعروفة بـ(الخطة الثلاثية).
هذا، ويحتضن المغرب اليوم لقاءً بين رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح، وما يسمى بمجلس الدولة، خالد المشري، لبحث التوصل إلى نسخة منقحة من اتفاق الصخيرات، يتفق عليها الفرقاء السياسيون. لكن هذا التوجه يلقى معارضة واسعة بين عدد من نواب البرلمان بشرق ليبيا، فاعتبر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، محمد المُبشر، هذه التحركات السياسية ضوءًا في نهاية النفق، وتفكيراً مغايرًا للحرب، لكنه رأى أنه من المبكر الحكم عليها، معتبرًا أن تعديل الاتفاق مجرد مناورات، ورفع لسقف التفاوض وتحسين للتموضع، فالكل سيذهب وسيشارك توجيه القوى العظمى.
ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب، محمد العباني، إن تعدد التحركات قد يصيب أزمة البلاد في مقتل، وينهيها، ليوضح أن المبادرات المتعددة المُستندة إلى اتفاق الصخيرات (المنتهية صلاحيته)، لن تتمكن من بعث الحياة فيه، أو تخليصه من المثالب والمغالطات التي احتواها، معتبرًا أن محاولة ترميم اتفاق الصخيرات غير قانونية، موضحاً أن مجلس النواب قرر إلغاء مصادقته على اتفاق الصخيرات، وعليه فإن محاولات البعض لترميمه، يعد انتهاكاً صارخاً لقرارات البرلمان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن المحادثات الليبية التي ستجري اليوم في المغرب ستناقش تركيبة المناصب السيادية وتوزيعاتها دون التطرق إلى الأسماء، نافية بشكل قاطع القوائم التي يتم الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أضافت المصادر، أن المحادثات لن تتطرق لمنصب القائد العام للجيش الذي يعد واحدا من أهم المناصب السيادية الجدلية، مشيرة إلى أن هذا الأمر موكل للجنة العسكرية 5+5.
وقال رئيس مؤسسة “سلفيوم” الليبية للأبحاث، جمال شلوف، إن الخيارات المحدودة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تفرض عليها أن تستمر في خطة غسان سلامة الثلاثية والتي أنجز منها المرحلتان الأولى والثانية (الهدنة، ومؤتمر برلين).
بدوره، رأى المستشار في وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة، سامي البركي، أن الأمم المتحدة غير جادة في إنهاء الأزمة الليبية في أسرع وقت في حين بإمكانها ذلك وتمتلك أدوات التنفيذ، موضحًا أن بعثة الأمم المتحدة ستعمل على تعديل رؤية غسان سلامة.
كما لفت البركي، إلى أن أفضل الطروحات الآن هي مرحلة انتقالية وفق توقيت زمني محدد لتصريف الأعمال، موضحاً أن الانتخابات في ظل الوضع الراهن لا يمكن أن تكون شفافة ونزيهة في ظل فوضى السلاح والانقسام
قد يهمك ايضًا:
غسان سلامة يُؤكَّد أنَّ الحوار مع المشير خليفة حفتر لم ينقطع وليبيا تُسلِّم هشام عشماوي
غسان سلامة يناقش مع السويحلي التحضيرات لعقد "الملتقى الوطني الجامع" قريباً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر