لندن - ليبيا اليوم
سلط تقرير تحليلي أعدته مجلة “سبايكد” السياسية البريطانية الضوء على معالم التشدد والإرهاب في بريطانيا والممتدة جذوره بالأصل إلى ليبيا، فالتقرير أشار إلى أن الفترة الممتدة بين تفجير “مانشستر أرينا” و”هجوم ريدينغ” أظهرت وجود رابطة جهادية ليبية في بريطانيا، مؤكدًا أن انشغال بريطانيا في جهودها للتصدي لوباء كورونا لم يمنع مراقبتها لارتفاع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد إلى مرتبة مرتفع، في ظل استمرار تمدد الإرهاب الذي يتخذ من الدين الإسلامي غطاء له.
وتطرق التقرير إلى الإرهابيين المتسترين زورًا بالإسلام ممن فرضوا أنفسهم كعامل تهديد لأمن بريطانيا في أكبر مدينتين فيها، وهما لندن وبرمنغهام؛ إلا أن مدينة مانشستر تشهد تطرفًا ليبيًا واضحًا متسترًا بالإسلام، ناقلًا عن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا “نيل باسو” تأكيده أن العلاقة الجهادية الليبية البريطانية لم تحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام من قِبَل السلطات البريطانية.
وأضاف أن سلمان العبيدي ولد في مانشستر بعد منح أسرته حق اللجوء السياسي في بريطانيا، بعد أن دعم والده رمضان القوى الإسلامية الساعية إلى الإطاحة بالنظام السابق في ليبيا، لينفذ سلمان بمساعدة شقيقه هاشم الذي يقضي حاليًا عقوبة السجن لمدة 55 عامًا كحد أدنى التفجير الإرهابي في مانشستر أرينا في العام 2017، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا.
وتحدث التقرير عن عبد الرؤوف عبد الله، وهو ليبي يحمل الجنسية البريطانية تم سجنه في العام 2016 لمساعدته آخرين في الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، مبينًا أن عبد الله عمل على إنشاء مركز اتصال للمقاتلين الجهاديين في منزله في مدينة مانشستر بمن فيهم شقيقه السجين محمد.
ونقل التقرير عن النيابة تأكيدها أثناء محاكمة عبد الرؤوف عبد الله أن الأخير كان يدير العمليات بشكل يومي من خلال معارفه في بلجيكا والأردن وسوريا، موضحًا أنه تم التعرف على عبد الرؤوف وهو مصاب بشلل نصفي بعد تعرضه لجروح بالغة أثناء قتاله مع الجماعات الإسلامية في ما وصف بـ”ثورة” عام 2011.
وبين التقرير أن عبد الله المتوقع الإفراج عنه قريبًا صاحب تأثير محتمل على تطرف سلمان العبيدي وفقًا لما أظهرته المراسلات بين الرجلين عن موضوع الاستشهاد، مؤكدًا أن التفجير لم يأتِ من فراغ بعد أن أصبحت المدينة مضيفًا لمجموعات إسلامية ليبيبة مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين والجماعة الليبية المقاتلة.
وأضاف التقرير أن الأخوين العبيدي ارتبطا بهذا المضيف، ولهما خلفية من العلاقات الأسرية الوثيقة مع الشخصيات المتطرفة التي شرعت في تنمية الروابط مع الأصوليين المحليين، كاشفًا عن زيارتين قام بهما سلمان العبيدي لعبد الرؤوف عبد الله في سجنين مختلفين.
وأوضح التقرير أن بريطانيا لم تتصدَّ بحزم للتطرف، ولم تراعِ الظروف الاجتماعية في منح اللجوء، وهو الأمر الذي قاد لهجوم “ريدينغ” في يونيو الماضي، حيث طعن اللاجئ الليبي خيري سعدالله 3 أشخاص حتى الموت، مختتمًا بالإشارة إلى العمل الكبير الذي يتعين على السلطات البريطانية القيام به لمواجهة خطر عناصر الجماعات الإسلامية من حملة الجنسية البريطانية من ذوي الأصول الليبية.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
فتحي باشاآغا يبحث مع سفير بريطانيا سُبل تدريب عناصر داخلية الوفاق
السفارة الأميركية تؤكّد أنّ الانتخابات تمكّن الليبيين من اختيار قادتهم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر