قتل 15 شخصًا بينهم شرطيان، وأصيب أكثر من 50 مدنيًا جراء قصف استهدف عددا من المناطق في طرابلس خلال الساعات الـ48 الماضية، من بينها محيط سفارتي إيطاليا وتركيا ومقر وزارة الخارجية بحكومة السراج في العاصمة طرابلس، في وقت تصاعد فيه القتال مجددا بين "الجيش الوطني" وقوات "الوفاق"، التي استهدفت قاعدة الوطية مجددًا، فيما قام "الجيش الوطني" بقصف مصراتة.
وجاءت هذه التطورات فيما واصلت القوات التابعة لحكومة "الوفاق" هجومها على قاعدة عقبة بن نافع (الوطية) الجوية، وقالت عملية "بركان الغضب" الناطقة باسمها، في بيان لها فجر أمس، إن ستة أفراد تابعين لـ"الجيش الوطني" بالقاعدة سلموا أنفسهم لقوات المنطقة العسكرية الغربية. لكن الجيش قال في المقابل إن منصات دفاعه الجوي أسقطت صباح أمس طائرة تركية مُسيّرة، حاولت شنّ غارة جوية على القاعدة.
وأعلن "الجيش الوطني" في بيان لشعبة إعلامه الحربي أن مقاتلاته قصفت في سلسلة من الغارات الجوية عددًا من المواقع بمنطقة بوقرين شرق مدينة مصراتة. من بينها تمركزات لمجموعات الحشد الميليشياوي، وأخرى لمخازن الأسلحة والذخائر، بالإضافة لعددٍ من الضربات الجوية داخل مزارع خُصصت لتكون مواقع لهذه المجموعات بمنقطة القداحية جنوب بوقرين. وأدرج البيان هذه العمليات الجوية في إطار تنفيذ "عملية طيور الأبابيل"، التي دشنها الجيش أول من أمس.
وكان المتحدث باسم قوات "الوفاق" قد أعلن مساء أول من أمس، أن سلاحها الجوي نفّذ 12 ضربة جوية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، منها 9 ضربات على قاعدة "الوطية"، أدت إلى تدمير 5 آليات مسلحة، ومصرع 13 من قوات الجيش، من بينهم أحد المطلوبين في عدة قضايا جنائية. بينما استهدفت ثلاث ضربات جوية شاحنات وقود بمنطقة الشويرف، كانت في طريقها إلى ترهونة لإمداد قوات الجيش في طرابلس.
وفى العاصمة طرابلس أعلنت عملية "بركان الغضب" مقتل ثلاثة مواطنين، من بينهم عنصران من دوريات التأمين التابعين لوزارة الداخلية، وتسجيل عدة إصابات في قصف على منطقة زاوية الدهماني، وميناء طرابلس البحري ومحيط مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس. متهمة قوات "الجيش الوطني" بقصف الحديقة العامة بمحيط السفارتين الإيطالية والتركية في منطقة زاوية الدهماني، وسط طرابلس.
وأبلغ أمين الهاشمي، المتحدث باسم وزارة الصحة بحكومة "الوفاق"، وكالة الصحافة الفرنسية أن عدد القتلى الإجمالي منذ الأربعاء وصل إلى 15. هم 13 مدنيا وشرطيان، وأكثر من 50 جريحا من المدنيين، مشيرا إلى أن "القصف تسبب في أضرار مادية كبيرة خصوصا في بلديتي أبو سليم وتاجوراء بطرابلس".
بدوره، قال مسؤولون بحكومة السراج إن قذائف صاروخية سقطت بالمنطقة، التي تضم سفارات دول أجنبية، من بينها إيطاليا وتركيا ومقر وزارة الخارجية بحكومة السراج. بالإضافة إلى سقوط قذائف أخرى بالقرب من مطار معيتيقة الدولي، وميناء طرابلس البحري، لكن من دون أي إصابات.
ومباشرة عقب القصف، أجرى محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، اتصالًا مع السفيرين الإيطالي والتركي "للاطمئنان عليهما"، مستنكرا ما وصفه بالقصف الإجرامي على طريق الشط، واعتبر أن الاعتداء الذي كان قريبا من محل إقامة السفيرين "يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، الذي يدعو لحماية البعثات الدبلوماسية.
وأدانت سفارة إيطاليا بشدة الهجوم، الذي ضرب المنطقة المحيطة بمقر إقامة السفير الإيطالي عند نحو الساعة 11 مساءً أول من أمس، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل، ورأت في بيان لها أن "هذه الهجمات العشوائية غير مقبولة على الإطلاق، وتدل على ازدراء لقواعد القانون الدولي والحياة البشرية".
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة السراج عن مصدر عسكري أن قواتها أحرزت تقدما في محيط معسكر حمزة جنوب طرابلس، باتجاه مواقع تتحصن بها قوات الجيش الوطني، ودمرت آليتين خلال ما وصفه باشتباكات عنيفة، وتبادل مدفعي في الطرق المؤدية للمعسكر ومحيطه.
ودافع السراج عن الهجوم الذي تشنه قواته على قاعدة الوطية، وقال في تصريح وزعه مكتبه أمس، إن المعارك التي تخوضها قوات حكومته، والقوة المساندة في عدة مناطق ومحاور لتحرير الأراضي الليبية ممن وصفهم بالمعتدين، وبالأخص حول قاعدة الوطية، تستهدف "تحييدها حتى لا تكون كما كانت مصدرًا لشن الغارات والاعتداءات على المدنيين، وبؤرة تجمع الميليشيات والمرتزقة الإرهابيين".
وتابع السراج موضحا: "نقول لدعاة الفتنة أن يصمتوا، ونؤكد للجميع بأننا لا نستهدف من خلال هذه العمليات أي مدينة أو مكونا اجتماعيا، بل هدفنا أن تعيش جميع مدننا، وفي جميع المناطق في أمن وسلام، بعيدًا عن أي تهديد".
في المقابل، قال "الجيش الوطني" صباح أمس للناطق الرسمي، عبر الناطق باسمه اللواء أحمد المسماري، إن "عملية طيور أبابيل"، التي بدأتها قواته أول من أمس "مستمرة ولن تنقطع إلا بقطع قرون الخوارج التكفيريين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر