طرابلس-ليبيا اليوم
زادت المخاوف في مختلف الأوساط الليبية، أمس، عقب ارتفاع الإصابات بوباء «كوفيد-19» إلى 16 حالة بعد تسجيل 6 حالات جديدة، وسط تصاعد أزمة المواطنين العالقين في بعض الدول، في ظل معاناة غالبية المستشفيات بجنوب البلاد من نقص حاد في المستلزمات الوقائية من الفيروس، واتجهت مدن ليبية، خصوصاً في الجنوب، إلى تصنيع الكمامات والملابس اللازمة للأطقم الطبية، بطريقة يدوية لسد احتياجات المستشفيات، في إطار إجراءات منع تفشي فيروس «كورونا» المستجد في البلاد.
ففي مدينة الجميل الواقعة قرب مدينة زوارة (100 كيلومتر غرب طرابلس)، اضطر بعض مصانع الملابس إلى تغيير نشاطه مؤقتاً لتصنيع المستلزمات الوقائية اللازمة لمستشفى المدينة، وقال مدير المصنع علي لمليلي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أمس، إنه أقدم على الخطوة بمبادرة شخصية وبمساعدة «أهل الخير» من المتبرعين بعد تجاهل الدولة لمنطقتهم، مشيراً إلى أنهم يعملون على مدار ساعات اليوم لتوفير ما يلزم من كمامات وأغطية للرأس، بالإضافة إلى حياكة لوازم الأطقم الطبية.
ولم يكن الوضع في مدينة الجميل أفضل حالاً من مناطق أخرى مثل غريان، جنوب طرابلس، وأوباري، الواقعة جنوب ليبيا، حيث تطوعت نساء بالمدينة مبكراً منذ بداية الأزمة، لتصنيع كمامات لمستشفى أوباري العام. وتأتي هذه المبادرة في ظل شكاوى من بلدات ومدن بجنوب البلاد من نقص حاد في الإمكانات المتاحة لمواجهة فيروس «كورونا».
وقال المجلس البلدي بغريان، في بيان أمس، إن المدينة تعاني من نقص المستلزمات الطبية والمعدات اللازمة لمواجهة الفيروس، لافتاً إلى وجود 10 أسرّة فقط في مركز العزل الطبي المخصص لاستقبال الحالات المصابة في حال وجودها.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا تسجيل 6 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد في الساعات الأولى من صباح أمس، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في ليبيا إلى 16 حالة، وكان المركز الوطني أعلن، الخميس الماضي، تسجيل أول حالة وفاة بفيروس «كورونا» لسيدة تبلغ من العمر85 عاماً.
وفي الإطار ذاته، تواجه حكومة «الوفاق» اتهامات بالتخلي عن الرعايا العالقين في دول العالم، لكن «لجنة الأزمة» التابعة لوزارة الخارجية في هذه الحكومة، قالت، أمس، إنها اتخذت إجراءات عاجلة لتوفير الإقامة والإعاشة بالقدر المستطاع للرعايا الليبيين العالقين في الخارج، مؤكدة أنها تسعى مع الجهات الداخلية المعنية إلى ترتيب عودة العالقين وإنهاء معاناتهم فور انتهاء الترتيبات التي تضمن سلامة المواطنين «حتى لا يتسرب الفيروس داخل البلاد».
وفي المقابل، حض سعد عقوب، وزير الصحة في الحكومة الموازية بشرق البلاد، المواطنين على تجنب الزحام والتجمعات والأماكن التي تفتقر للتهوية الجيدة لتلافي أي عدوى محتملة للفيروسات، مشدداً على ارتداء الكمامات أثناء الوجود في تلك التجمعات.
قد يهمك أيضًا:
وزارة الصحة الليبية تطالب بتفعيل العيادات المجمعة والمراكز الصحية
الحكومة الليبية تجهز مستشفيات درنة والبريقة تحسباً لكورونا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر