سكان العاصمة الليبية طرابلس يستقبلون رمضان بالقصف العشوائي والجيوب الفارغة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يشتكون من ارتفاع أسعار السلع الغذائية وعدم انتظام الأجور

سكان العاصمة الليبية طرابلس يستقبلون رمضان بالقصف العشوائي والجيوب الفارغة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان العاصمة الليبية طرابلس يستقبلون رمضان بالقصف العشوائي والجيوب الفارغة

حظر تنقل كلي بين المدن في طرابلس
طرابلس - ليبيا اليوم

ضاعفت الأزمات المتتالية من معاناة سكان مدن الغرب الليبي. فمن جهة، يجدون أنفسهم مرغمين على مقاومة فيروس «كورونا» المستجد بإجراءات احترازية تتمثل في حظر تنقل كلي بين المدن. ومن جهة ثانية، يعيشون تحت قصف عشوائي لمناطقهم، لكنهم يتخوفون من تفاقم هذه الأزمات مع قدوم شهر رمضان، وفي ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

وشهدت بعض أحياء العاصمة طرابلس ليلة نادرة من القصف الصاروخي المتواصل على مناطقهم، أول من أمس، قضى فيه 3 مدنيين وجُرِحَ 16 آخرون، بينهم 5 حالات حرجة بسبب القصف العشوائي على طريق الشوك، ومنطقة محلة الهجارسة بمنطقة سوق الجمعة.

وتتخوف غالبية الأسر في أحياء طرابلس من أنها «ستكون صيداً سهلاً» لهذه القذائف العشوائية، نظراً لأنهم يلتزمون ديارهم، بسبب إجراءات الحظر الكلي الذي بدأ أول من أمس، معولين على إبرام هدنة إنسانية مع قدوم شهر رمضان.

وقال إدريس الريس، وهو صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة بالقرب من شارع عمر المختار بالعاصمة، إن الحرب المستمرة منذ 13 شهراً «أتعبت المواطنين اقتصادياً ونفسياً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أمس: «أنا أعول أسرة مكونة من سبعة أفراد، وقد أغلق متجري وألزم منزلي. لكننا لا ننام الليل بسبب دوي القذائف، وبالأمس قتل ابن جاري في محلة الهجارسة، ولا يمر يوم دون سقوط ضحايا (...) المواطنون هنا يتمنون وقف الحرب نهائياً، أو توقيع هدنة خلال شهر رمضان كي يتمكنوا من ممارسة حياتهم ولو بأقل القليل».

وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا قد عبرت عن قلقها إزاء تواصل الحرب على أطراف العاصمة طرابلس، وقالت إنها «تؤثر على أمن وسلامة وحياة المدنيين الأبرياء، خصوصاً الفئات الأكثر ضعفاً من الأطفال والنساء والعجزة والمهاجرين».

وتحدثت اللجنة في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء أول من أمس، عن «الاستخدام العشوائي وغير المتناسب للأسلحة الثقيلة، لا سيما في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين»، ورأت أن هذه «الجرائم البشعة والصادمة بحق الأبرياء والمدنيين في مدينة طرابلس، تمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحرّم استهداف المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، واستهانة بكل الشرائع والأعراف».

ومنذ الرابع من أبريل (نيسان) العام الماضي، يشنّ «الجيش الوطني» هجوماً على العاصمة طرابلس، حيث مقرّ حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً، مما خلف وفق أحمد عبد اللطيف حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، 4518 قتيلاً، بينهم 530 مدنياً و44 عنصراً طبياً، بالإضافة إلى 13438 جريحاً، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه حصيلة ضحايا الاشتباكات (منذ بدايته حتى الآن) بناءً على مصادر طبية في 12 مستشفى عاماً وميدانياً.

وإلى جانب تسبب الحرب في نزوح أكثر 57 ألف أسرة من طرابلس، فإن غالبية المواطنين الذين تزاحموا أمام المحال التجارية لشراء ما يلزمهم خلال أيام الحظر اشتكوا من ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ما دفعهم لشراء كميات قليلة، وفي هذا السياق قال الريس: «الأسعار هذا العام مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، وكثير من الأسر أصبحت لا تجد أموالاً لشراء ما تحتاجه، بعد أن أفرغت الأزمات جيوبهم، كما أن أجور الموظفين في الدولة غير منتظمة بسبب خلافات (الكبير) مع السراج»، في إشارة إلى رئيس المصرف المركزي بالعاصمة الصديق الكبير، وفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق».

وسبق واطلع يوسف جلالة، وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين في حكومة «الوفاق»، «الشرق الأوسط» على أوضاع النازحين، الذين قدر عددهم بنحو 342 ألف مواطن، وقال إنهم يعيشون «أوضاعاً معيشية قاسية». وقال: «توجد نسبة لا تقل عن 10 في المائة من النازحين تسكن في مراكز الإيواء، كما أرغمت الظروف عديد الأسر على الإقامة في بنايات مهجورة غير مهيأة للسكن، بسبب ارتفاع قيمة الإيجارات، في ظل تزايد أعداد النازحين، وهو ما يعني تعرض هؤلاء لظروف غاية في الصعوبة من جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية».

وجددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مطالبتها المحكمة الجنائية الدولية، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ولجنتي الخبراء والعقوبات الدولية بمجلس الأمن الدولي، بتشكيل فريق تقصي حقائق دولي مستقل للتحقيق في «الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، والتي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء بمناطق النزاع بمحيط العاصمة طرابلس، وتحديد الطرف المسؤول عن استهداف المدنيين، وضمان ملاحقته ومحاسبته، والعمل على إنهاء حالة الإفلات من العقاب».

واستقبل سكان طرابلس إعلان جهاز النهر الصناعي «منظومة الحساونة - سهل الجفارة» بحدوث انفراج في أزمة انقطاع المياه عن العاصمة، بالابتهاج. وقال جهاز النهر في بيان أمس، إن المياه ستصل تدريجياً مساء السبت (أمس، أو صباح اليوم، وأرجع التأخر في الإعلان عن زمن توقع وصول المياه إلى صعوبة الحصول على المعلومات الفنية، لافتاً إلى أنه «تعذر على الكوادر الفنية مراقبة مسارات أنابيب نقل المياه وتحديد موقع نقطة وصول المياه بسبب الظروف الأمنية السيئة، وأيضاً لأن مسارات أنابيب نقل مياه المنظومة تعد مناطق عسكرية مغلقة».

قد يهمك أيضًا:

لجنة مكافحة وباء كورونا بنغازي تؤكد الوضع الوبائي المحلي لازال جيداً

مصر تبحث مواجهة فيروس كورونا في إفريقيا عبر "F-15"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان العاصمة الليبية طرابلس يستقبلون رمضان بالقصف العشوائي والجيوب الفارغة سكان العاصمة الليبية طرابلس يستقبلون رمضان بالقصف العشوائي والجيوب الفارغة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 22:25 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

محمود العسيلي يكشف عن حقيقة ابتعاده عن التمثيل

GMT 23:09 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أصوات "شيطانية" تنبعث من منزل في آيت ملول

GMT 15:58 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أرقى وجهات المغامرة حول العالم

GMT 00:51 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على حقيقة زواج الأميركي ترافيس سكوت من كايلي جينر

GMT 03:13 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

موضة "الكاب" لا تنتهي على مر العصور

GMT 00:34 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

صفاء سلطان تتحدّث عن كواليس المسلسل السوري "كوما"

GMT 21:57 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

ابنة علي الحجار تشن هجوماً على محمد رمضان

GMT 16:51 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

فركوسي تمنح المغرب ذهبية في سباق 5000 متر

GMT 09:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"Chaumet"تطلق مجموعة مجوهرات خاصة بالشرق الأوسط

GMT 16:14 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

أول رصد للحوت الأزرق في البحر الأحمر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya