خمسة آلاف تونسي لقوا حتفهم في قوارب الموت و35 ألف شخص انتقلوا إلى لامبيدوزا
آخر تحديث GMT 06:12:26
الاثنين 31 آذار / مارس 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

"الهجرة غير الشرعية" تجارة مربحة لعصابات الإجرام ومغامرة خطيرة قد تنتهي بالوفاة

خمسة آلاف تونسي لقوا حتفهم في "قوارب الموت" و35 ألف شخص انتقلوا إلى لامبيدوزا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خمسة آلاف تونسي لقوا حتفهم في

قارب ينقل مهاجرين
تونس ـ حياة الغانمي

كشفت دراسة ميدانية بعنوان "الشباب والهجرة غير النظامية في تونس"، أن 45 % من الشباب التونسي لديهم استعداد للهجرة، أو أنهم بصدد التفكير فيها، حتى ولو كانت غير شرعية، فيما أكد 9.2% من المستجوبين ضمن الدراسة، انخراطهم في مسالك الهجرة السرية، وأوضح 15% منهم أنهم بصدد الاتصال بوسيط للهجرة غير الشرعية.

ولا يعتبر هذا الأمر غريبًا بالنظر إلى ارتفاع عدد الإيقافات على الحدود البحرية، وتفيد المعطيات أن كل عملية هجرة سرية يتم ضبطها في تونس، يوجد في مقابلها 3 عمليات ناجحة.

وتتصدّر ولايتا نابل وبنرزت قائمة الولايات التونسية، في عدد محاولات الهجرة غير الشرعية التي تم إحباطها، فيما سجلتا أعلى نسبة في عمليات العبور، وارتفعت النساء الموقوفات إلى 10% من عدد المهاجرين الموقوفين خلال الشهر الماضي، ويعود  تصدر نابل وبنزرت، إلى كونهما أقرب منطقة إلى التراب الإيطالي، إذ تبعد سواحلهما 60 كيلومترًا عن صقلية. كما أن شباب الأحياء الشعبية في العاصمة يحبذون شواطئ بنزرت ونابل، بسبب طول شريطيهما الساحلي، وبسبب انتشار نشاط الوسطاء والسماسرة الذين يمارسون نشاطهم في تجميع المهاجرين من جميع أنحاء تونس بهما، وتبلغ أسعار المحركات الإضافية ما بين 400 دينار و800 دينار.

ورصدت البحرية التونسية تزايد اعتماد المهربين على زوارق متطورة وسريعة، تصل سرعتها إلى 200 حصان وتستغرق ساعة ونصف الساعة، من أجل قطع المسافة بين تونس وإيطاليا وتفوق سرعتها زوارق الحرس البحري التونسي، ويلجأ المهربون إلى تسلم المهاجرين من نقاط تجمّع وسط البحر، وعبر هذه الزوارق يتم نقل المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا، ويدفع التونسي ما بين 3 آلاف دينار و7 آلاف دينار، حسب شهادات العديد من المهاجرين الذين تم ضبطهم، وكلما قلّ ثمن الرحلة فإن العدد يزداد على متن القارب وتقل فرصة نجاة المهاجرين ووصولهم سالمين إلى وجهتهم في الضفة الأخرى. وعلى الرغم من أن حجم القارب المعتمد للتسفير صغير لا يتعدى طوله 12 مترًا إلا أنه قد يضم 110 شخصًا أو أكثر، وهو ما يجعله عرضه لعطب في أي لحظة.

ولقى خمسة آلاف تونسي حتفهم في قوارب الموت منذ عام 2011، وحتى اليوم، وفق إحصاء موثق، وتدفق على لامبيدوزا 35 ألف مهاجر تونسي، بينما وصل عدد المفقودين التونسيين في إيطاليا، وفق آخر إحصاء، بـ 504 أشخاص.

ويعاقب القانون التونسي مرتكب جريمة الهجرة غير الشرعية بالسجن مدة ثلاثة أعوام وبخطية قدرها ثمانية آلاف دينار كل من أرشد أو دبّر أو سهّل أو ساعد أو توسط أو نظم بأي وسيلة كانت، ولو من دون مقابل، دخول شخص إلى التراب التونسي أو مغادرته خلسة، سواء تم ذلك براً أو بحراً أو جواً، كما يكون العقاب بالسجن مدة خمسة عشر عاماً وبخطية قدرها خمسون ألف دينار، إذا نتج عن الجريمة سقوط بدني للأشخاص الواقع إدخالهم إلى التراب التونسي، أو إخراجهم منه، تفوق نسبتها عشرين في المائة، ويكون العقاب بالسجن مدة عشرين عاماً وبخطية قدرها مائة ألف دينار، إذا نتج عن الجريمة موت.

ولعل ما يقلق أكثر في تونس هو أن فكرة الهجرة لازالت تراود الشباب التونسي، على الرغم من ما تواتر على تونس  سمعه من قصص وشهادات لعائدين خاضوا مغامرة الهجرة في عرض البحر، واكتشفوا أن أحلام الثراء وجمع الأموال ليست إلا سراب يثير اللّعاب ولا علاقة له بحقيقة الأوضاع  في أوروبا، ولكن مع تفشي البطالة وتواصل الوضع الاجتماعي والسياسي على ما هو عليه في تونس وتنامي الأزمة الاقتصادية في بعض الدول الأوروبية، ومماطلتها في تحسين إجراءات الهجرة القانونية إليها يرى المراقبون أن تدفق المهاجرين لن يتوقف في المستقبل، خاصة وأن الظاهرة تحولت إلى تجارة مربحة لبعض الأطراف خصوصا منظّمي رحلات الهجرة، والعصابات الإجرامية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمسة آلاف تونسي لقوا حتفهم في قوارب الموت و35 ألف شخص انتقلوا إلى لامبيدوزا خمسة آلاف تونسي لقوا حتفهم في قوارب الموت و35 ألف شخص انتقلوا إلى لامبيدوزا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:04 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

هِزة أرضية تضرب مدينة مرتيل المغربية

GMT 23:38 2018 السبت ,23 حزيران / يونيو

مشروب"الحليب الذهبي" ينبوع الصحة والعافية

GMT 06:15 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

سيدة متزوجة تتعرض لاغتصاب جماعي في سطات

GMT 11:48 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

أسرار اختيار ديكورات غرف نوم أطفال بنات

GMT 01:36 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مستشفيات ليبيا كابوس يضاعف محنة المواطنين

GMT 03:27 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

عودة حقيبة "الرّغيف الفرنسيّ" من فندي للواجهة

GMT 02:23 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

الأكسسوارات الشفافة أحدث موضة لخريف 2018

GMT 09:10 2018 الخميس ,09 آب / أغسطس

داليا مجدى عبد الغنى تكتب" الثأر الشرعى"

GMT 17:34 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 04:42 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تعرف على أغلى 10 سيارات يمكنك شراؤها خلال 2018
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya