دمشق - جورج الشامي
تمّت السيطرة على النيران التي اشتعلت في مصفاة حمص لتكرير النفط، بعد استهدافها من قبل كتائب المعارضة مساء الأربعاء، بعدة قذائف، وعثر في مدينة حماة على 11 جثة متفحمة لنساء دفنتهم القوات الحكومية بالقرب من حاجز بريديج العسكري، وتقدمّت قوات المعارضة إلى حيّ الأعظمية في حلب بعد السيطرة على حاجز ملعب الحمدانية العسكري الفاصل بين حيّي صلاح الدين والأعظمية، وقضى أكثر من 20 مدنيًا في غارة
جوية على مدينة السفيرة في ريف حلب.
شهدت العاصمة السورية دمشق، الخميس، اشتباكات عنيفة على الجسر الخامس على طريق مطار دمشق، دمرت خلالها كتائب المعارضة دبابتين وقتل 8 جنود من القوات الحكومية، وقتلت كتائب المعارضة حوالي 25 عنصرًا من قوات الحكومة بينهم ضابط في مدينة داريا في ريف العاصمة.
واندلعت في مطار دمشق الدولي حرائق ضخمة عقب قصفه من قبل قوات المعارضة في القلمون براجمات الصواريخ، وذكرت تقارير أن مجموعات أجنبية موالية للحكومة السورية اجتاحت ضاحية في العاصمة. وتزامن القصف مع تحركات تجريها الحكومة لقواتها العسكرية المتمركزة في المطار إلى الجبهة الشرقية لغوطة دمشق.
وفي تطور ميداني آخر، أكد نشطاء في المعارضة السورية، أن مليشيات شيعية عراقية ولبنانية مدعومة بقوة نيران من القوات الحكومية اجتاحت ضاحية جنوبية في دمشق الأربعاء في ضربة لمقاتلي المعارضة المسلحة الذين يحاولون التشبث بضواح إستراتيجية على مشارف العاصمة.
وأوضح النشطاء أن 20 على الأقل من مقاتلي المعارضة سقطوا، حين سيطر مقاتلو "حزب الل"ه ومليشيات عراقية على بلدة الشيخ عمر تحت ستار من قصف المدفعية والدبابات والطيران من القوات الحكومية، وسقط عشرات من المقاتلين الشيعة بين قتيل وجريح. وتقع الشيخ عمر بين طريقين سريعين يؤديان إلى الجنوب من دمشق ولهما أهمية حاسمة في إمداد القوات الحكومية في محافظتي درعا والسويداء على الحدود مع الأردن.
وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن خسائر المعارضة بلغت 22 قتيلاً سقطوا في اشتباكات عنيفة، الأربعاء في مناطق الحسينية والذيابية والبويضة.
وأكد مسؤولو أمن في المنطقة أن زهاء 60 ألف مقاتل من العراق وإيران واليمن وحزب الله موجودون في سورية لمساعدة الأسد.
ونقلت مصادر في المعارضة ومسؤولو أمن أن نشر مقاتلي المليشيات العراقية واللبنانية كان حاسمًا في منع سقوط المداخل الجنوبية لدمشق في أيدي قوات المعارضة.
وأفاد سكان بأن المقاتلين الأجانب بالتعاون مع جنود ومسلحين موالين للحكومة حاصروا على مدى الأشهر الـ 6 الماضية الضواحي الجنوبية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق قرب ضريح السيدة زينب.
وفي حماة، أكدت مصادر ميدانية أن الأهالي في بلدة بريديج عثروا على مقبرة جماعية فيها جثث متفحمة لـ11 امرأة دفنتهم القوات الحكومية بالقرب من حاجز بريديج العسكري. واعتقلت القوات الحكومية مجموعة النساء، الثلاثاء، من البلدة واقتادتهن إلى جهة مجهولة، لتعيدهن بعد ذلك إلى أحد المنازل وتضرم النار فيه وهن يتواجدن في داخله.
يذكر أن انقطاعًا للكهرباء والماء والاتصالات تشهده مناطق بريديج والشنابرة والمغير في ريف حماة الشمالي منذ 3 أشهر، ما يفسر صعوبة نقل الأحداث من تلك المناطق.
وفي حمص، أفاد شهود عيان من المدينة أنه تمّت السيطرة على النيران التي اشتعلت في مصفاة حمص لتكرير النفط مساء الأربعاء، واستمرت حتى منتصف الليل، وسمعت أصوات سيارات الإطفاء وسادت حالةٌ من التشديد الأمني حول وداخل المنشأة. وتبنت كتائب من "الجيش الحر" مساءَ الأربعاء، قصفَ مصفاةِ حمص بعدّة قذائف، ما أدّى لاشتعال حرائق فيها، دون أن يتم التصريح حتى الآن عن وقوع خسائر بشرية. ضمن عمليةٍ أطلق عليها اسم "معركة صبّ النيران". وتعد مصفاة حمص من أهم المنشآت الاقتصادية في سورية، وتعتبر المؤسسة النفطية الثانية بالحجم والإنتاج بعد مصفاة بانياس. وكانت المصفاة مستمرةٌ بعملها خلال الفترة السابقة رغم الوضع الأمني العام للبلاد، وتبلغ قدرتها التكريرية حوالي 5.7 مليون طن من النفط سنوياً.
وتشير مصادر اقتصادية سورية أنّ عمل المصفاة خلال الفترة الماضية اقتصرَ على 20 في المائة من قدرتها الإنتاجية الطبيعية، بعد سيطرة قوات المعارضة على عددٍ كبير من الحقول النفطية في الشرق السوري.
وفي حلب، تقدمّت قوات المعارضة إلى حيّ الأعظمية في المدينة بعد السيطرة على حاجز ملعب الحمدانية العسكري الفاصل بين حيّي صلاح الدين والأعظمية، حيث وصلت القوات إلى مشارف جامع بلال. وما زالت كتائب من المعارضة في المنطقة تتقدم في معركة أطلق عليها ناشطون اسم "معركة الواقعة"، كانت نتيجتها مقتل أكثر من 10 مقاتلين في صفوف القوات الحكومة.
وقصفت قوات النظام حيّي المشهد وصلاح الدين بأكثر من 10 قذائف، نتج عنها مقتل 4 مدنيين وسقوط عددٍ من الجرحى. وتعرضت بلدة السفيرة في ريف حلب لقصفٍ مدفعي عنيف الخميس، من قِبل مدفعية ودبابات القوات الحكومية المتمركزة على جبل الواحة بالقرب من البلدة، وقضى أكثر من 20 مدنيا في غارة جوية على المدينة. وقصفت القوات الحكومية قرية أبو جرين في محاولة لاقتحامها بعد أن تمكنت من السيطرة على عناصر ومجموعة من القرى المجاورة.
ورصدُ، الخميس، رتلاً عسكريًا تابعًا للقوات الحكومية يتوجه من قرية تل عابور باتجاه معامل الدفاع بالقرب من السفيرة، ونقل شهود عيان أنه يتألّف من عددٍ من الدبابات وأكثر من 30 سيارة نقل محملة بالعناصر المقاتلة والقواذف.
وعلى جبهة الصاخور، دمّرت قوات المعارضة مساء الأربعاء، سيارة نقلٍ تابعةٍ للقوات الحكومية، ما أدى لمقتل ضابطٍ وعدة عناصر كانوا يستقلونها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر