الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
السبت 5 نيسان / أبريل 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

انقسمت الآراء بشأن الدمار الذي لحق ببلدة نمرود على يد تنظيم "داعش" المتطرف

الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة

الدمار الذي لحق ببلدة نمرود العراقية
بغداد ـ نهال قباني

انقسمت الآراء بشأن الدمار الذي لحق ببلدة نمرود العراقية، على يد تنظيم "داعش" المتطرف، فرأى الشيخ عبد الله صالح، حارس الموقع القديم، والذي استمر هناك حتى سيطرة التنظيم على البلدة قبل عامين، أن الأنقاض تمثل الدمار والخسارة، بينما أكدت عالمة الأثار العراقية ليلى صالح، أن تلك الأنقاض تعدّ كنوزًا مهمة، لأن تلك الأكوام الثقيلة من الصخور، يمكن استخدامها في إعادة بناء أحد أكثر المواقع الأثرية أهمية.

الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة

ووقف الشيخ والباحثة على الأنقاض، فينظر هو إلى تلك البقايا متحسرًا، باعتبارها تمثل خسارة كبيرة، بينما هي تنظر إليها باعتبارها يمكن أن تكون وسيلة، لإعادة بناء العشرات من القطع الأثرية، التي لا تقدر بثمن من بينها الثور المجنح، والمعروف باسم "لاماسو"، والتي يرجع تاريخها إلى أربعة ألاف عام.

الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة

وأوضحت السيدة ليلى صالح، قائلة "هناك الكثير من الأجزاء التي يمكن إصلاحها، خاصة الثور المجنح، حيث أنه لا يضيع بالكامل. والمشهد حزين للغاية، ولكن هذا ما كنا نتوقعه، ولكن يظل الشيء الجيد، هو أننا يمكننا إعادتها مرة أخرى". أما الشيخ عبد الله فربما كان يحمل رؤية مختلفة بعد أيام من عودته من البلدة، التي ابتعد عنها لمدة عام كامل، وذلك بعد أن كان مطاردًا من قبل الميليشيات المتطرفة، بسبب حمايته للموقع الذي كان يقوم بحراسته، وينظر إليه باعتباره كنزًا وطنيًا إلى جانب كونه مصدر رزقه الوحيد.

وأضاف الشيخ، وهو قابع وسط أكوام من الصخور في تلك البلدة، التي كانت يومًا ما عاصمة للإمبراطورية الأشورية، قائلًا "لقد كان هذا متواجدًا هنا منذ الأف الأعوام قبل ميلاد المسيح. وكانت مصدر الرزق الوحيد لقريتنا، وكانت محل عمل المئات من أبنائها".

وتابع "إلى أن حلت تلك الليلة، عندما جاء هؤلاء على القرية على ظهر شاحنة ومعهم مكبرات الصوت، وطالبوا السكان بفتح نوافذهم لأنه سيكون هناك انفجارًا كبيرًا، وبالفعل كان الانفجار كبير للغاية حتى أن الصخور كانت تغطي بيوتنا".

ويقدّر نائب وزير الأثار العراقي قيس رشيد، أن حوالي 70 في المائة من البلدة، تم تدميره على يد التنظيم المتطرف، بينما وصف حجم النهب الذي ضرب المواقع الأثرية في البلدة بالمهولة، موضحًا في الوقت نفسه أنه يمكن انتقاء البقايا المبعثرة المتواجدة في المشهد، لاستعادة بعض القطع الأثرية، وبالتالي ضمان عدم ضياع ثروة البلدة الأثرية بالكامل.

وأكدت الباحثة "هناك العديد من القطع المتبقية التي يمكنني أن أتخيل وضعها مع بعضها، بحيث تستعيد أجزاء من القطع التي تم تدميرها على يد التنظيم المتطرف، منها أشياء صغيرة، وأخرى كبيرة، أتمنى أن أتمكن من تحقيق ذلك". وأضافت أن هناك بعض الإشارات التي تبدو مشجعة إلى حد كبير، موضحة أنها سبق لها وأن التقت مع مسؤولي اليونيسكو وكذلك محافظ نينوى، والذي أعربوا عن دعمهم الكامل لأي مشروع من شأنه إعادة بناء المناطق الأثرية في المدينة العراقية.

وأوضحت أن هناك التزامًا، قطعه المسؤولون الذين التقتهم يوم الثلاثاء الماضي، بتحويل الدعم المالي الموجه لعدد من المشروعات الأثرية المتوقفة لصالح إعادة بناء بلدة نمرود السورية، موضحة أنها ستبدأ بتوثيق الخسائر، ومتابعة إجراءات حماية الموقع. وأعربت عن أملها في أن يبدأ العمل بداية من الشهر المقبل.

وأكد الشيخ صالح، أن الأولوية في المرحلة الحالية تتمثل في تقديم الحماية للموقع الأثري، وذلك لمنع محاولات نهب ما تبقى منها، موضحًا أن هناك حاجة ملحة لوضع الحراس هناك بسرعة. وأشار الحارس القديم للموقع إلى إمكانية تكرار المشهد المؤسف الذي أعقب الغزو الأميركي العراقي، والذي كان مسرحه هو المتحف الوطني العراقي، وتمت سرقة العديد من القطع الأثرية الثمينة من المتحف، سواء من قبل بعض المدنيين العراقيين أو من جانب القوات الأميركية.

وواصل حديثه "بعد ثلاثة عشر عامًا، مازالت السلطات العراقية ليست قادرة على حصر المسروقات، بينما وضعت الكثير من القطع في قائمة المفقودين، في الوقت الذي تشهد فيه سوق الأثار المهربة من العراق رواجًا كبيرًا". ولا يقتصر الأمر على المتحف الوطني، ولكن هناك عدة مناطق أثرية أخرى تمت سرقتها في أعقاب الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، مثل متحف الموصل، والذي كانت ليلى صالح تعمل به لعام 2009، حتى جاء "داعش" في عام 2014، مصابًا بحالة من الهياج والرغبة، في محو أي أثار ترتبط بالفترة التي سبقت العصر الإسلامي.

وسهل نينوى، والتي تقع عليها بلدة نمرود، هي بمثابة أحد المناطق التي تمثل مهد الحضارة الإنسانية، وقلب الحضارة الأشورية والمسيحية في العراق، إلا أن التنظيم المتطرف عمل على تدمير تلك الأثار منذ سيطرته على المدينة قبل عامين، حتى تمكنت القوات العراقية من تحريرها مؤخرًا خلال الحملة العسكرية التي شنتها من أجل استعادة مدينة الموصل.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة الحارس عبد الله صالح يرى أن الأنقاض تمثل الخسارة وعالمة آثار تؤكد أنها كنوز مهمة



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 15:41 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج السرطان

GMT 01:09 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

راغدة شلهوب تبدأ تحضيراتها لموسم جديد من "تحيا الستات"

GMT 01:35 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مونيكا بيلوتشي في عيدها الـ 55 في البدلات الرسمية

GMT 22:58 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج مناعي جديد يبشر بالقضاء على مرض السرطان

GMT 16:42 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تُؤكّد أنّ القطط لا تهتمّ كثيرًا بصيد القوارض الكبيرة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya