تعهّد التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بمواصلة حملته الجوية إذ دخل القصف يومه الثاني على التوالي.
واستهدف القصف معقل المتمردين الشيعة الشماليين والمنشآت العسكرية الرئيسية الأخرى كما كانت هناك ضربات جوية ثقيلة على العاصمة صنعاء.
وصرّح مسؤولون في وزارة "الصحة" التي يسيطر عليها المتمردون، بأنه تم قتل حوالي 39 مدنيًا حتى الآن.
وأكدّ مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد بن حسن عسيري في أول مؤتمر صحافي للحملة, مساء الخميس, أن قوات التحالف التي تقودها السعودية أظهرت تفوقًا جويًا على اليمن ونفذت الأهداف الأولية لتدمير أنظمة الدفاع الجوي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأضاف أنه لم يكن هناك خطة لحملة برية، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال, قائلًا: "في المراحل الحالية لا يوجد تخطيط لعمليات القوات البرية، ولكن إذا تطلب الوضع ذلك فالقوات البرية السعودية مستعدة, وكذلك قوات الدول الحليفة, وسيتم الرد على أي شكل من أشكال العدوان".
ورأت المملكة العربية السعودية وحلفاء القادة السنة في الخليج والشرق الأوسط، سيطرة الحوثيين في اليمن على أنها محاولة من جانب إيران لإقامة وكيل على الحدود الجنوبية للمملكة, وتهدد عملية "عاصفة الحزم"، بإشعال مواجهة إقليمية بين إيران وخصومها العرب، الذين يتزايد قلقهم تجاه النفوذ الإيراني المتنامي في اليمن والعراق وسورية ولبنان.
ولا يزال يأمل المسؤولون العرب بأن تضعف الحملة الجوية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، والخليج ومصر وتركيا موقف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وتجنب الحاجة للهجوم البري.
وصرّح عسيري، بأن الضربات الجوية استهدفت بطاريات صواريخ أرض-جو ومدافع مضادة للطائرات ومراكز القيادة والاتصالات الحوثي, وتم ضرب القاعدة الجوية "دليمي" أيضًا، وتدمير الأسلحة والذخيرة ومستودعات الصيانة الخاصة بالحوثيين.
ولفت مستشار وزير الدفاع السعودي، إلى أن العمليات سوف تستمر طالما هناك حاجة لمواصلتها، ولحين تحقيق جميع أهدافها, مضيفًا أن الهدف من ذلك هو منع الميليشيات الحوثية من إيذاء الشعب اليمني وجيران اليمن وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، مشددًا على أنه "لن نسمح للتمرد الحوثي بتلقي أي دعم حتى نهاية العملية".
ونمت احتمالية شن هجوم بري في اليمن بشكل ملحوظ يوم الخميس عندما أعلنت مصر استعدادها لإرسال قوات برية إلى البلاد "إذا لزم الأمر".
وصرّح ثلاثة مسؤولون أمنيون وعسكريون مصريون رفيعو المستوى لوكالة "أسوشيتد برس"، بأن المملكة العربية السعودية ومصر من المحتمل أن تقودا عملية برية في اليمن بعد حملة من الغارات الجوية لإضعاف المتمردين، ويمكن أن تدخل القوات عن طريق البر من المملكة العربية السعودية وعن طريق البحر من خلال البحر الأحمر وبحر العرب.
وقال التلفزيون الحكومي السعودي أن هادي، الذي رحل إلى عدن في وقت سابق من هذا الشهر، وصل إلى الرياض يوم الخميس.
وتدخلت دول الخليج من قبل في السنوات الأخيرة، مع القوات السعودية لقمع الإنتفاضة في البحرين في عام 2011 لدعم النظام الملكي السني, ولكن من شأن الحملة البرية في اليمن أن تشكل تحديات كبيرة، للتحالف ضد حركة التمرد المدعومة من إيران في معاقل مهمة في شمال البلاد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر