كشف تسجيل مصور نشره تنظيم "داعش" المتطرف، عن مبايعة العشرات من الرجال والفتيان والأطفال الأكراد في بلدة أخترتين الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.ويظهر في التسجيل مسجد ممتلئ بعشرات الرجال والفتيان والأطفال، في بلدة أخترين الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، إضافة إلى أحد خطباء "داعش" يقول "جئناكم بموضع قوة وعزة وتمكين، وجئنا بأنفسنا إلى إخواننا من المسلمين الأكراد، كي نقول لهم نحن إخوانكم في الله، الذي يصيبكم يصيبنا، وإن أصابكم مكروه، والله ستجدون جيشًا جرارًا أوله في ديالى العراق وآخره في أخترين السورية، يذود عن أعراض المسلمين، ويقاتل من أجل دمائهم"
وأضاف خطيب "داعش"، بأنَّ "هذه هي دولة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه هي دولة الإسلام اليوم، إنَّ داعش اليوم تقاتل "البيشمركة" في العراق، والـ PKK"" الأكراد في سورية في الشام، لا تقاتلهم لأنهم أكراد، ولكن تقاتلهم لأنهم كفار، مرقوا عن دين الله، ارتدُّوا عن الدين، بدعوتهم للعلمانية الديمقراطية، التي تكفر بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولا".
وتابع "اسمع مني أخي في الله، تبايعون أمير المؤمنين على إقامة دين الله عز وجل، واعلموا أنَّ هذه البيعة هي بيعة خلافة، ونحن يشرفنا أن تنتسبوا لهذه داعش، سوف أتكلم ورددوا ورائي".
ووجّه الخطيب الحاضرين إلى أن يخلصوا النية في بيعة زعيم التنظيم، وأن يردّدوا قوله "نبايع أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين إبراهيم ابن عواد ابن إبراهيم البدري الحسيني القريشي البغدادي، على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، وعلى أثرة من أمرنا، وعلى إقامة دين الله، وعلى جهاد عدو الله، وعلى ألا ننازع الأمر أهله، حتى نرى منهم كفرًا بواحًا، لدينا من الله فيهم برهان، والله على ما نقول شهيد".
وبدا في التسجيل، مجموعة من عناصر تنظيم "داعش" وهم يوزعون منشورات على المواطنين الأكراد الخارجين من المسجد، كما أظهر الشريط المصور أحد عناصر التنظيم، وهو يجري لقاءات ومقابلات مع مواطنين، حيث قال أحدهم "نوجه رسالة إلى أهلنا في الخارج، نحن هنا في قرية تل بطال من لم يقاتل داعش فليس عليه أي حكم أو ذنب".
فيما قال آخر من قرية تل بطال أنَّه بايع هو ووالده وأهل قريته، وأنَّهم "جاءوا إلى المبايعة بكل رحابة صدر" وذلك في رد على سؤال عنصر تنظيم "داعش" فيما إذا أجبره التنظيم على المبايعة.
وبيّن التسجيل رجلًا مسنًا يقول لعنصر "داعش" الذي كان يجري اللقاءات المصورة مع المواطنين، "نحن ديننا كله واحد، ونصلي الكردي والعربي والتركماني كتفًا إلى كتف وليس للغة علاقة بالدين، ونحن مسلمون سنة".
وسأل المسن عنصر "داعش" أليس معكم أميركان؟ وأليس معكم من روسيا؟ وأليس معكم من الشيشان؟"، فأجابه العنصر بـ "نعم"، وتابع الرجل المسن حديثه "منذ أن دخلت داعش نحن نعيش بأمان ولم يأخذ أحد أي شيء حتى من أموالنا وأملاكنا".
يُشار إلى أنَّ تسجيلًا مصوّرًا نشره التنظيم في شهر آب / أغسطس من العام الماضي، يظهر مقاتلي تنظيم "داعش"، باحتجاز نحو 30 شخصًا كرديًا في بلدة قباسين في الريف الشرقي لمدينة حلب، حيث ظهر حينها مقاتل من التنظيم، وهو يتكلم اللغة العربية الفصحى ومن ثم يتكلم بعدها باللهجة المصرية.
المتحدث دعا المحتجزين إلى التوبة إلى الله من الانتماء إلى حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، كون أنَّه بحسب قوله "خرج عن دائرة الإسلام " ومن ثم تلا عليهم شروط التوبة وهي:
1- إعلان التوبة التامة من الحزب بجميع الأشكال انضمامًا وتعاونًا وبكل الصور، وتسليم الأسلحة الثقيلة والخفيفة والسلاح الشخصي.
2- لا يجوز لأي من "التائبين" الانضمام إلى "الحزب أو النظام النصيري أو أي جهة محاربة لله ولرسوله".
3- لا يجوز الانضمام إلى أي كتيبة إسلامية، أو ممارسة أي عمل حيوي لمدة عام من تاريخ "التوبة".
4- إذا ثبت المشاركة مع حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" أو القوات الحكومية أو أي فصيل "محارب لله ورسوله"، سواء المشاركة بالكلام أو المال أو السلاح أو بأي صورة من صور الموالاة فإنّه يُعتبر "مرتدًا" عن دين الإسلام.
بعدها تم جمعهم في مسجد في البلدة ومن ثم توزيع كتب شرعية عليهم، وتليت عليهم التوبة علنًا وبحضور مواطنين من البلدة، ومن ثم تحدث أحد أمراء التنظيم ويدعى أبو عبد الرحمن، وتم توزيع بما يسمى "أوراق عدم تعرض للتائبين ممن كانوا محتجزين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر