طهران تتوقف عن تقديم المساعدات لحركتي حماس والجهاد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في ظل توقعات بأن يكون القرار ضمن الاتفاق النووي

طهران تتوقف عن تقديم المساعدات لحركتي "حماس" و"الجهاد"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طهران تتوقف عن تقديم المساعدات لحركتي

القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق
غزة – محمد حبيب

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أنّ الدعم الإيراني الموجه لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" توقف بشكل تام، الأمر الذي لم يستطع القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق، أن ينفيه في مقابلة صحافية، الأسبوع المنصرم، حينما أكد أن المساعدات الإيرانية للحركة وقطاع غزة متوقفة.

وأضاف أبو مرزوق أن العلاقة بين طهران والحركة ما زالت على جمودها، مشيرًا إلى أن "حماس" تسعى إلى تقوية علاقتها مع ايران، و"عدم تحول المنطقة إلى تدافع طائفي أو إقليمي بين دولها". لكنه شدد على أن "العلاقات تقوم عادة بين طرفين، ولا بد أن تكون وجهة العلاقة مشتركة حتى تتحسن".

  وفي موضوع ثورات الربيع العربي، الذي أظهر الفروق والاختلافات العميقة بين الطرفين،  شدد أبو مرزوق على عدم وجود مبرر "للتراجع عن موقفنا كي تعود العلاقات مع إيران، أو أن يتراجعوا هم عن مواقفهم".

  وربط محللون توقف هذا الدعم باعتباره أحد إفرازات الاتفاق النووي الإيراني- الدولي؛ مما يعزز فرضية أنّ المتغيرات الإقليمية هي الأساس في هذا التراجع، وإن كان يمكن توقع أن تصبح هناك استراتيجية إيرانية جديدة بعد الاتفاق، أكثر تشدداً في اختيار الحلفاء.

    ويثبت توقف الدعم الإيراني للجهاد و"حماس" أنّ محور الاستراتيجية الإيرانية وأولويتها ليس فكرة الممانعة والمقاومة، بل هو شبكة تحالفاتها الإقليمية التي تريدها جزءا من مشروع نفوذ وتمدد.

   وتساوت"الجهاد الإسلامي" و"حماس" رغم ميل الأولى للحفاظ بقدر أكبر، نسبياً، على الصمت والحياد إزاء مشكلات "الربيع العربي" التي تزعج إيران، مثل سورية واليمن. فالحياد، بأي درجة، غير مقبول من قبل طهران، وهي تطلب الانحياز، ولا تعتقد أنّ فلسطين والفلسطينيين يسمح لهم بأن يقفوا على الحياد خدمة لقضيتهم التي يفترض أنّها قضية إسلامية مركزية.

  ورجح محللون أن يتجه دعم إيران لأجنحة أو منشقين في"حماس" وعن "الجهاد"، أو حركات جديدة منافسة لهما، مثل الحديث عن دعم حركة تسمى "الصابرين" في غزة، الذين يقودها أعضاء كانوا في"الجهاد"؛ والحديث عن خصوصية العلاقة بين الجناح العسكري في "حماس" وطهران. ولكن الانشقاقات في هذه الحالة قلما تنجح، خصوصاً عندما تأتي على خلفية مكاسب واعتبارات مالية.

  وأثر توقف الدعم الإيراني على القدرات العسكرية لحركة "حماس" التي أكدت مصادر فيها أن "كتائب القسام اتخذت قراراً بتطوير قدراتها الصاروخية المحلية، مع فتور العلاقات مع إيران، رغم عدم قطعها كلياً معها، لكن التراجع بدا واضحاً في المجالين المالي والعسكري، ما دفع القسام للشروع بحملة تصنيع داخلية على قدم وساق لتعويض النقص الذي حصل بفعل هذا التراجع".

 وأضاف المصدر أن "حافزاً آخر دفع القسام للشروع بمسيرة تصنيع الصواريخ المحلية هو إغلاق مصر للأنفاق، ما حدّ من دخول المواد الخام اللازمة لصناعة الصواريخ، لكنه لم يمنعها".

 ونقل عن قائد ميداني من "كتائب القسام" أن "توقف الدعم العسكري الإيراني حرمنا من قدرات تسليحية كبيرة، ودعم لوجستي كنا في حاجة إليه، في ضوء ما لديها من ترسانة صاروخية تحدث تغييراً كبيراً في موازين القوى لصالح حماس أمام إسرائيل، وقد اجتهدنا ألاّ يؤثر خلافنا السياسي مع طهران على استمرار الدعم العسكري، لكنه أثر سلباً"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأضاف "بعد تراجع علاقات حماس وإيران، كان لابد لكتائب القسام من التحرك بميادين أخرى لتعويض النقص من صواريخ إيران، فنجحنا بالعثور على موارد جديدة دخلت على خط تزويدنا بالسلاح، (رفض أن يسميها)، كي تجعلنا نصمد بأي مواجهة مع إسرائيل، صحيح أن الصواريخ الإيرانية أشد فتكاً وأدق تركيزاً، لكننا مع حصار مصر وإسرائيل، والعلاقة الفاترة مع إيران، نحفر في الصخر لتطوير قدراتنا التسليحية".

وكشفت مصادر مختلفة من داخل وخارج فلسطين عن أن أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح غادر طهران بشكل مفاجئ، متوجها إلى بيروت التي تقيم فيها قيادات من الحركة بينهم نائبه زياد النخالة الذي كان يتنقل ما بين العاصمتين وقيادات أخرى.

وتشير المصادر إلى أنه منذ عودة شلح إلى بيروت، توجه إلى طهران مجددا مرتين قبل أن يعود إلى العاصمة اللبنانية وسط اتصالات ومحاولات من "حزب الله" للحد من الأزمة التي نشبت بين الحركة وإيران.

 وأوقفت طهران الدعم المالي للحركة التي تمر بأزمة مالية خانقة ولم تصرف رواتب ومخصصات عناصرها للشهر الرابع على التوالي. مبينةً أن الخلافات تعود بالأساس إلى طلب إيراني من الجهاد بإصدار بيان واضح بشأن الأزمة في اليمن تدعم من خلاله "الحوثيين" وترفض الهجوم السعودي – الخليجي وهو ما رفضته حركة الجهاد وأكدت على مواقفها بالتزام الحياد.

 والتزمت حركة الجهاد بالوقوف إلى جانب محور طهران- دمشق- حزب الله، حتى في ظل الأزمة السورية التي دفعت بحماس للانسحاب من هذا المحور ما شكل أزمة كبيرة في العلاقات بين حماس وطهران ودمشق وحزب الله وسط محاولات جديدة منذ الحرب الأخيرة على غزة لتجديد العلاقات.

وتتحدث المصادر عن أن حركة الجهاد الإسلامي باتت تبحث عن بدائل للدعم الإيراني منها الدعم الذاتي كبعض المشاريع التي تشرف عليها في غزة ومن جهات أخرى.

 وكشفت مصادر فلسطينية مقربة من حركة الجهاد الإسلامي، أن"حالة من الغضب" تسود أوساط الحركة وقياداتها بسبب عدم التزام إيران بدفع تعهداتها المالية التي وعدتهم بها، مشيرة إلى أن المشكلة المالية للحركة"ما زالت قائمة".

 واعتبرت المصادر أن "حالة الغضب التي تسود أوساط الحركة وقيادتها، تجلت في عدم حضور الأمين العام لحركة الجهاد الدكتور رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد النخالة الإفطار الذي أقامه الحرس الثوري الإيراني في بيروت، وحضرته قيادات كبيرة من حماس على رأسها موسى أبو مرزوق، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد جبريل، وممثلين عن حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية وممثل الجهاد في لبنان أبو عماد الرفاعي".

 وأضافت أن"الخلافات في المواقف الإقليمية أهمها ملف اليمن، لا زالت قائمة بين إيران وحركة الجهاد، إذ لم تقم الأخيرة بدعم موقف إيران في الأزمة اليمنية".

وشددت في حديثها, على أن"حركة الجهاد الإسلامي كحركة إسلامية سنية، ترفض أن يملي أحد عليها أي موقف كان وبالذات فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية والتي تملك الحركة فيها رؤية خاصة مستقلة لم تتغير منذ عشرات الأعوام".

 وذكرت تقارير في وقت سابق أن حركة الجهاد الإسلامي تعاني من أزمة مالية كبيرة، دفعتها إلى تقليص النفقات خصوصًا في المجال الإعلامي والرواتب.

وعزت تلك التقارير هذه الأزمة إلى"توقف الدعم الإيراني، الذي يعد المصدر الأساسي لتمويل الحركة، بسبب الخلافات في المواقف على عدة ملفات أهمها ملف اليمن، خاصة بعد تصريح لأحد قادة الحركة نفى خلاله أن يكون قد أصدر موقفا تجاه هذه الأزمة، مؤكدا التزام حركته الصمت".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران تتوقف عن تقديم المساعدات لحركتي حماس والجهاد طهران تتوقف عن تقديم المساعدات لحركتي حماس والجهاد



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:11 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الميزان

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف"يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 10:54 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامي أسامة منير يقدم نصائح للشباب عن فترة "الخطوبة"

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان

GMT 17:15 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

رجاء بني ملال يهزم الماص في عقر داره بهدفين

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya