داعش يمطر تدمر بالقذائف والصواريخ والعالم يتباكى على أطلال بالميرا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خبراء يدعون المجتمع الدولي للتدخل من أجل حماية الحضارة الإنسانية

"داعش" يمطر تدمر بالقذائف والصواريخ والعالم يتباكى على أطلال "بالميرا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"داعش" يمطر تدمر بالقذائف
بغداد ـ نجلاء الطائي

حذر خبراء آثار من أنَّ سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرمادي العراقية واستقراره فيها، سيعطيه فرصة كبيرة للعودة مجددًا لتهديد مدينة تدمر السورية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام.

وأعرب الخبراء عن مخاوفهم الكبيرة إزاء آثار المدينة التاريخية التي تعرضت خلال اليومين الماضيين إلى موجة كبيرة من القذائف والصواريخ التي استهدفت أحياء عدة فيها وأدت إلى قتل أكثر من 5 مدنيين بينهم طفلان.

وصرَّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأنَّ "هذه المرة الأولى التي يطلق فيها داعش هذا الكم الكبير من الصواريخ على المدينة"، مشيرًا إلى أنَ اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي "داعش" والقوات الحكومية على مقربة من آثار المدينة.

وأكد مدير الآثار السوري مأمون عبد الكريم، أنَّ عددًا من الصواريخ سقطت في حديقة متحف تدمر الذي يحتوي على تماثيل وآثار ثمينة،

وكان تنظيم داعش قد حاصر تدمر بعد شنه هجوما عنيفا عليها في الـ13 من الشهر الجاري تمكن خلاله من اجتياح أجزائها الشمالية والشرقية لبرهة وجيزة، قبل أن ينسحب ليدعم مقاتليه في محافظة الأنبار العراقية التي أسفرت المعارك فيها عن سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي.

ويتحصن المسلحون منذ السبت الماضي على مسافة كيلومتر واحد من آثار تدمر الواقعة جنوب غربي المدينة، في الوقت الذي يواصل الطيران الحربي الحكومي شن غاراته على الأطراف الشمالية من تدمر التي انسحب منها المسلحون بعد أن احتلوها لأقل من 24 ساعة.

وأوضح المختص في شؤون الآثار التاريخية، جوناثان جونز، أنَّ تنظيم "داعش" في الوقت الذي يهدد فيه الروائع المعمارية السورية فقد بدا من الواضح أنَّ هذه الأحجار تمر في أسوء فتراتها حيث أنها معرضة للقصف الجوي الحكومي أيضًا.

وتساءل جونز: "هل قضية الآثار القديمة تقارن مع حياة الإنسان ؟ هو بحق سؤال مؤلم حينما يكون موقع أثري واقعًا تحت تهديد المطارق والجرافات التابعة للتنظيمات المتطرفة وهو الأمر الذي بات أشبه بالسيناريو المعتاد، فلقد وضعت داعش يدها على واحدة من الكنوز الأثرية العالمية التي تثري كلاً من العراق وسورية".

وأضاف: "المثقفون الغربيون يبكون بحسرة على الخسارة التي تتعرض لها الحضارة بفعل الأعمال الغاشمة التي ينفذها المتطرفون بحق هذه الآثار، وبالفعل فإن اختفاء الآثار يعد أمرًا مأساويًا؛ ولكنه بالتأكيد ليس مثل فقدان حياة شخص، فكيف نبكي على الأحجار في الوقت الذي يموت فيه طفل؟".

وأشار إلى أنَّ إحدى المواقع الأثرية القديمة المعرضة للخطر بفعل تنظيم "داعش" هي مدينة تدمر في سورية، مضيفًا: "على الرغم من تراجع هذه الميليشيات المسلحة الآن عن أعمالها الهمجية إلا أن هذا الاسم يدفع الكثيرين إلى التضامن والشعور بالحزن والأسى على المصير الذي يترقبه".

واستدرك جونز: "هناك ارتباط عاطفي وثيق بين الفن والحياة الواقعية ويظهر هذا الارتباط من خلال إحدى اللوحات الجدارية بالحجم الطبيعي داخل المتحف البريطاني في لندن والتي توثق حياة الناس والشخصيات المختلفة في بالميرا القديمة".

واسترسل: "هناك صور كثيرة لتلك الروائع المعمارية توضح كيف أنَّ هذا المكان في أمس الحاجة للحفاظ عليه، وإذا كان هناك من يعتقد بأنه يوجد اختلاف بين حماية الأحجار وحماية الأشخاص فلينظر إلى وجوه من كانوا يعيشون في بالميرا القديمة عاصمة مملكة تدمر".

واختتم: "الماضي ليس بمكان بعيد وإنما هو مرآة لأنفسنا، كما أن التقدير والاعتزاز بالتاريخ والفن هو اهتمام بالمستقبل، فما زالت آثار تدمر لم تختف بعد بل هي موجودة ولابد من حمايتها من الغارات الجوية وذلك من أجل مستقبلنا".

يُذكر أنَّ "بالميرا" تعني واحة النخيل، وهي إحدى أهم المدن الأثرية عالميًا لها شهرتها ومكانتها، حيث تقع في وسط سورية وتتبع لمحافظة حمص، وهي مدينة ذات أهمية تاريخية حيث كانت عاصمة مملكة تدمر.       

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يمطر تدمر بالقذائف والصواريخ والعالم يتباكى على أطلال بالميرا داعش يمطر تدمر بالقذائف والصواريخ والعالم يتباكى على أطلال بالميرا



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجوهرات "Gasia" للمرأة المُحبِّة للإطلالة الاستثنائية دومًا

GMT 01:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يفرض التعادل على سريع وادي زم من دون أهداف

GMT 23:36 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الجهة الشرقية في المغرب تسجل أعلى نسبة الإعاقة بنسبة 4%

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس عمالة الصخيرات تمارة يصادق بالإجماع على نظامه الداخلي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya