الدارالبيضاء_حاتم قسيمي
يسعى رفيق العاهل المغربي محمد السادس في الدراسة والذي كان يشغل مهمة الناطق الرسمي باسم القصر حسن أوريد ، إلى تأسيس منظمة جديدة تعنى بالشؤون الأمازيغية وفق ما أكدت مصادر لـ" المغرب اليوم"ومن المنتظر أن تتبنى هذه المنظمة، خطابًا أمازيغيًا جديدًا، وستنطلق من منطقة تسمى بتازكزاوت التي تتموقع إداريًا في جماعة أغبالة بأيت اسخمان إقليم بني ملال.وأفاد أحد المقربين من أوريد، أن "أعضاء لجنة التنسيق الوطني وأعضاء اللجان التحضيرية أجرت لقاءات متتالية بلغ عددها 50 تجمعًا لإعداد ورقة سياسية وأيدولوجية تحوي في سطورها خلاصات نتائج وقناعات الفاعلين والحاضرين في هذه اللقاءات" وأضاف" هذه الورقة السياسية والأيدولوجية ثمرة عمل استغرق سنتين ورافقته لقاءات وطنية ودولية واستشارات واسعة لإنشاء كتلة قوية في تصريف معانيها السياسية على أرض الواقع".
وأوضح اجغوغ أن دواعي هذه الورقة "ضرورة التفكير في خلق تنظيم سياسي أمازيغي جديد يعتمد في تطور فلسفته على الحداثة، العقلانية النسبية والجماهيرية التي تتجلى في الأساس في القناعات المبدئية الحاصلة لدى مجموعة من ناشطي الحركة الأمازيغية والمتمثلة بالأساس في ضرورة الإنتقال من الفعل الثقافي الأمازيغي إلى الفعل الأمازيغي ذي جرأة سياسية عالية".مؤكدًا أن "أعضاء لجنة التنسيق الوطني وجميع اللجان التحضيرية التي تأسست في إطار تنظيم جديد في وسط المغرب وجنوبه وشماله التي بلغ عددها 32 لجنة تحضيرية، وبلغ عدد أعضاء لجنة التنسيق الوطني 36، كلها جهود تضافرت في إطار تأسيس تنظيم سياسي أمازيغي جديد".
وأشار إلى أن اختيار منطقة تازكزاوت لإعلان الورقة يأتي من أجل "رمزية ودلالة المكان التاريخية حيث اختلطت تربتها بدماء 6000 شهيد من أطفال ونساء وشيوخ ولم تسلم فيها حتى الحيوانات في شبه حرب إبادة أتت على الأخضر واليابس بعد استعمال المستعمر الفرنسي للأسلحة المتطورة آنذاك صنفت ثاني حرب بعد الريف مما يحتم علينا تسمية هذه الورقة السياسية بأرضية تازكزاوت التي تتوخى منها انطلاقة قوية لسياسة أمازيغية بديلة".داعيًا جميع الشخصيات الأمازيغية والتنظيمات الأمازيغية إضافة إلى الصحافة الوطنية والدولية والحركات الديمقراطية والهيئات الديبلوماسية لشهود المحفل التأسيسي".
يذكر، أن حسن أوريد، كان قد صرح في وقت سابق، أن الحركة الأمازيغية، مهددة بالانقراض ما لم تتحول إلى حركة سياسية". ويعتبر واحدًا من أنشط الفاعلين الأمازيغيين، تم تعيينه في تموز/ يوليو 1999 كأول "ناطق رسمي باسم القصر الملكي"، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى شهر حزيران/ يونيو 2005. وتتلمذ في المدرسة المولوية في الرباط مع الملك محمد السادس الذي كان وليًا للعهد حينه، وقد التحق بالمعهد المولوي منذ كانون الثاني/ يناير 1977. حصل على البكالوريا ليدخل كلية الحقوق والعلوم السياسية في الرباط، ويتخرج منها بشهادة الإجازة في القانون العام، ودبلوم الدراسات المعمقة. وناقش رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية سنة 1999 في موضوع "الخطاب الاحتجاجي للحركات الإسلامية و الأمازيغية في المغرب".
بعد ذلك تم تعيين حسن أوريد مؤرخًا للمملكة المغربية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 خلفًا للمؤرخ السابق الدكتور عبد الوهاب بن منصور الذي توفي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008. و ظل أوريد يشغل منصبه مدة سنتين قبل أن يعين السيد عبد الحق لمريني المؤرخ الجديد للمملكة ابدءًا من 10 كانون الأول/ ديسمبر 2010.ويرأس حسن أوريد مركزًا للدراسات والأبحاث أسسه بنفسه، واسمه "مركز طارق بن زياد". يشتغل حاليًا أستاذا جامعيًا للعلوم السياسية في الرباط، ويتولى مهمة مستشار علمي في مجلة زمان المغربية المتخصصة في التاريخ، وبها ينشر مقالات متخصصة وعمودًا صحافيًا شهريًا بالنسختين الفرنسية والعربية.
وكان حسن أوريد أول من استقبل المناضل اليهودي المغربي أبراهام السرفاتي في المطار عند عودته من منفاه في فرنسا إلى المغرب. وبعدها انتقل إلى فتح حوار بين الملك محمد السادس وبعض الفرقاء السياسيين، ومهد في هذا الصدد لإجراء لقاء بين الملك بعد جلوسه على العرش والزعيم النقابي نوبير الأموي ومرشد جماعة العدل و الإحسان الشيخ الراحل عبد السلام ياسين. وحاور باسم المؤسسة الملكية أستاذه محمد شفيق الذي كان قد أصدر وقتها بيانًا من أجل الاعتراف الرسمي بـ أمازيغية المغرب، وتضمن عددًا من المطالب منها إنشاء مؤسسة خاصة باللغة والثقافة الأمازيغية.
وتميز حسن أوريد بأسلوب مميز في كتاباته باللغتين العربية والفرنسية. وقد شهد له الجميع بفصاحته واحترامه لقواعد اللغة وكذلك رقي أسلوبه والتفاصيل الجميلة في كل مؤلفاته بدأ الدكتور حسن أوريد عمله إطارًا في وزارة الخارجية بين سنتي 1987 و 1992 مكلف بالدراسات بمكتب وزير الخارجية المغربي الأسبق عبد اللطيف الفيلالي، قبل أن يعين مستشارًا سياسيًا في سفارة المغرب في واشنطن حتى سنة 1995. عاد بعد ذلك للمغرب ليبدأ عمله التعليمي كأستاذ في المدرسة الوطنية للإدارة وفي كلية الحقوق في الرباط ما بين سنتي 1995 و1999.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر