أعلنت قوات تحالف "عاصفة الحزم"، أن ميليشيات الحوثي وصالح فقدت جزءًا كبيرًا من قواتها، خلال الأيام العشرين الماضية، مضيفة أن هجوم جماعة "أنصار الله" خسر زخمه وتحوّلت العمليات إلى الدفاع، كما أن العلاقة بين طرفي الحلف المتمرد متوترة، والتنسيق بينهما ضعيفًا، مع ظهور خلاف على الأهداف وتضارب المصالح بين الطرفين.
وكشفت قوات التحالف، عن فقدان الميليشيات عمليات "القيادة والسيطرة"، في وقت انضم فيه اللواء 90 مشاة بحرية إلى معسكر الشرعية، في حين كشف محافظ شبوة حمد باحاج، أن الحوثيين بدأوا في الانسحاب من مركز ديحان في محافظة شبوة بسبب مقاومة رجال القبائل الذين أجبروهم على التراجع في اتجاه البيضاء.
وكشف باحاج، أن اللواءين العسكريين في كل من مشاة البحرية والبرية الموالين لجماعة الحوثي، وعددهم يراوح بين 2500 و3000 عسكري، استسلموا لرجال القبائل في شبوة، وسلّموا ما لديهم من أسلحة ومعدات ويجري العمل الآن على إعادة تنظيمهم، ونقلهم بسلام إلى أماكن آمنة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وأعرب نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة خالد بحاح، عن أمل بلاده في تفادي التحالف شن حملة برية على الحوثيين. وذكر: "نأمل بأن يدرك الشعب اليمني ذلك"، داعيًا كل أفراد القوات المسلحة "إلى الصمود والمحافظة على البلاد ودعم الشرعية".
ونفى بحاح في أول مؤتمر صحافي له، بعد تأديته القسم بمناسبة تعيينه نائبًا للرئيس الأثنين الماضي، أن تكون حكومته "تسلمت أي مبادرة لتسوية الأزمة من أي طرف"، وقال: "لم نتسلم أي مبادرة حتى الآن، ولا بدّ من وقف العنف على الأرض أولًا من الميليشيات، والإفراج عن جميع المعتقلين، وعلى رأسهم وزير الدفاع" وعودة الحكومة الشرعية الى عدن، قبل البحث بوقف العمليات مشيرًا إلى أن كل من ساهم في العبث في اليمن "سينال الجزاء بعدما تتحسن الأمور". وانتقد التدخلات الإيرانية، لكنه زاد: "نرحب بإيران في أن تكون جارة نافعة لا مضرة، وكفى كفى كفى عبثًا باليمن، وما تم في عاصفة الحزم رسالة واضحة".
وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري وضع ميليشيات الحوثي على الأرض بـ"الوضع الدفاعي" في كل مناطق اليمن، "وهو ما سيسهل استهدافها".
وشدد عسيري خلال الإيجاز الصحافي اليومي الخميس، على أن عمليات التحالف متواصلة، "والوضع في اليمن بعد العاصفة لن يكون كما كان قبلها".
واتهم ميليشيات الحوثي بأنها تجعل من "حركة اللجان الإغاثية صعبة"، في حين أوضح أن تركيز قوات التحالف على تفتيش السفن وتسهيل عبور سفن الإغاثة، لإيصال المعونات إلى المواطن اليمني، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من السفن الإغاثية ستصل خلال اليومين المقبلين.
في الوقت ذاته، لا تزال المناوشات مستمرة على الحدود السعودية – اليمنية، وإن كانت قليلة بحسب العميد عسيري، الذي عزا انخفاض وتيرتها إلى استهداف العمق الحوثي في صعدة.
ووجه المتحدث باسم التحالف رسالتين، أولاهما إلى قادة ألوية الجيش المتمردة، ينصحهم فيها بـ"مراجعة النفس"، وإلا فإنهم سيستهدفون مع جنودهم ورسالة ثانية إلى الجنود وضباط الصف في الألوية ذاتها، يطالبهم بالعودة إلى الشرعية، خصوصًا مع حالة فقدان السيطرة والتحكم، وانقطاع الاتصالات. وقال موجهًا حديثه لهم: "قادتكم يستغلون الأحداث لتحقيق مكاسب شخصية".
وركزت قوات التحالف الخميس غاراتها على مواقع المعسكرات وتحركات الآليات، أثناء عملية نقل كبيرة للمعدات بين المدن، لافت عسيري إلى تنفيذها عملية نوعية فجر الخميس في أبين، استهدفت تجمعات وتكتلات للمتمردين.
وكشف عن إحباط هجوم كبير على الحدود السعودية كان الحوثيون يخططون له عبر قصف التجمعات الحوثية.
وفي شأن عدن، أوضح العميد عسيري أن الأهداف باتت أكثر دقة، مع استمرار إسقاط الأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي العسكري. فيما أحرزت المقاومة الشعبية في اليمن تقدمًا في جبهة ردفان - العند، في المواجهات التي تشنها ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، في حين طالبت قيادات داخل المقاومة بالمزيد من الدعم العسكري وإمدادات السلاح.
وردًا على اتهام قوات التحالف بقتل 31 مدنيًا يمنيًا في إحدى الغارات على ميناء يطل على البحر الأحمر، طالب العميد عسيري بأدلة على سقوط مدنيين، وعدم الاعتماد على تقارير إعلامية فقط.
وأكدّ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أن الجهود المباركة والمبادرات الخيرة والمقدرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "كان لها بالغ الأثر في تجنيب المنطقة الكثير من الأخطار".
وأضاف: "هي جهود تجسد الدور الرائد والقيادي المستمر الذي تضطلع به السعودية، خصوصًا في هذا الوضع الإقليمي الحرج والدقيق".
وفي نيويورك، تكثفت المشاورات بعد استقالة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر إثر تبني مجلس الأمن القرار ٢٢١٦ تحت الفصل السابع.
وقال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لن يكتفي بتعيين خلف لبنعمر بل سيعين إلى جانب المبعوث الأممي الجديد نائبًا له من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي".
وذكر دبلوماسيون في مجلس الأمن أن عددًا من الأسماء يتم تداولها الآن لاختيار أحدها خلفًا لبنعمر، بينها الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة وباء الإيبولا.
لكن المصادر أوضحت أن "التعيين يتم بالتشاور بين الأمين العام للأمم المتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن" وأن هذه الدول "لم تجمع على تعيين ولد الشيخ أحمد حتى الآن".
وأعلنت مصادر الأمم المتحدة أن مهمة البعثة المقبلة للمنظمة الدولية في اليمن، بعد تعيين خلفًا لبنعمر ونائبًا له، ستعيد التركيز على كيفية العودة إلى الحل السياسي وجهود الوساطة على أسس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر