طرابلس - فاطمة سعداوي
لم يتمكن المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) أمس الثلاثاء، من عقد جلسته الاعتيادية بسبب عدم اكتمال النصاب . وقد اقتصر الحضور على 20 عضواً من المسجلين الذين كانوا نحو 60 عضواً. وكانت الجلسة مخصصة لمناقشة إقالة النائب العام عبد القادر رضوان المثيرة للجدل، واعتماد ميزانية العام 2014، إلى جانب اختيار رئيس لهيأة مكافحة الفساد التي اختيرت مدينة سبها مقراً دائماً لها.
وسط ذلك فرضت السلطات الليبية مساء الثلاثاء حظراً حركة السيارات في مدينة بنغازي بدءاً من منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً في محاولة لمنع العنف المتزايد والفوضى، فيما سُجل سقوط 12 قتيلاً، هم 3 مسلحين و9 من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إثر المعارك جرت في بنغازي خلال اليومين الماضيين.
وقال القائد الميداني في كتيبة "17 فبراير" في بنغازي عبد الناصر بنور، إن اللواء المتقاعد حفتر ما زال يرفض الحوار الذي قبلنا به استجابةً لوساطة حكماء جنوب ليبيا الذين جلسوا معنا ظهر السبت الماضي في فندق "تيبستي" لوقف القتال وحقن الدماء، ولكننا فوجئنا يومي الأحد والإثنين الماضيين بنيران كثيفة من المدرعات والأسلحة الثقيلة التابعة لحفتر، على مواقعنا غداة قبولنا بوقف النار، رغبةً منا في الابتعاد من القتال وسفك الدماء، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حفتر وجماعته يرفضون الحوار الذي يبدد آمالهم في تنفيذ مشروع سياسي يهدفون من ورائه إلى الاستيلاء على السلطة تحت ستار مكافحة الإرهاب الذي نحن أيضاً نرفضه وندين من يمارسه، مشيراً إلى أن قرار إعلان حظر التجول في بنغازي يستفيد منه حفتر لاجتياح بنغازي التي لم يتمكن من البقاء فيها واضطراره إلى مغادرتها تحت نيران الثوار.
من جهة أخرى، أفاد شهود من بنغازي أن الحركة تتوقف في المدينة منذ الساعة التاسعة ليلاً وحتى شروق الشمس، بينما الوقت المشار إليه في إعلان حظر التجوال هو من الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى السادسة من صباح اليوم التالي.
على صعيد آخر، قال مصدر في بنغازي بأن أحد وجهاء المنطقة الغربية الشيخ محمد المبشّر الذي كان يقود محاولةً لرأب الصدع والوصول إلى التهدئة بين المسلحين وقوات حفتر، تلقّى تهديداً بعيد اجتماعه مع مندوبين عن المجموعات المسلحة مفاده أن دمه مهدور في حالة عدم مغادرته المدينة ووقف مساعيه للتوفيق بين الطرفين المتناحرين، الأمر الذي اضطره إلى تعليق جولاته ليأمَن شر التهديدات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر