الحكومة الجزائرية تكلف القضاء والجيش إنهاء أعمال العنف بين الأمازيغ والعرب في الجنوب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المعارضة تُحمل السلطات مسؤولية الأحداث "الخطيرة" وسقوط قتلى

الحكومة الجزائرية تكلف القضاء والجيش إنهاء أعمال العنف بين الأمازيغ والعرب في الجنوب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحكومة الجزائرية تكلف القضاء والجيش إنهاء أعمال العنف بين الأمازيغ والعرب في الجنوب

الحكومة الجزائرية
الجزائر - كمال السليمي


كلفت الحكومة الجزائرية الجيش والقضاء إنهاء أعمال العنف التي اندلعت قبل ثلاثة أيام بين العرب والأمازيغ في منطقة غرداية في الجنوب، التي أسفرت عن أكثر من 20 قتيلًا وعشرات الجرحى، وإحراق مراكز تجارية ومنازل وسيارات في مدينة القرارة.
واتخذت هذه الأحداث الدموية أبعادا وطنية حملت الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على عقد اجتماع طارئ مساء الأربعاء، مع رئيس الوزراء عبدالمالك سلال، ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح. وإثر الاجتماع كلف الرئيس بوتفليقة قائد المنطقة العسكرية الرابعة، التي تتبعها ولاية غرداية، بـ"الإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية المعنية من أجل استتباب النظام العام والحفاظ عليه عبر ولاية غرداية"، وفق بيان للرئاسة.
كما كلف بوتفليقة رئيس الوزراء بـ"السهر بمعية وزير العدل على أن تتكفل النيابة العامة بسرعة وبحزم بكل خروقات القانون عبر ولاية غرداية، لاسيما المساس بأمن الأشخاص والممتلكات".
إلا أن صحيفة "لا تريبون" ذكرت أن "الأزمة هي وجه من الوجوه التي تعبر عن أزمة الدولة الوطنية التي لم تعمد إلى الاستفادة من خصوصية المناطق، بل تجاهلت أشكال التنظيم الذاتي المتوارثة عبر الأجيال".
وشنت أجهزة الأمن الجزائرية أمس حملة بحثا عن المتورطين في أحداث العنف المذهبية بين العرب (المالكيين) والأمازيغ (الإباضيين)، التي شهدتها ولاية غرداية، لاسيما يومي الثلاثاء والأربعاء، كما كشفت مصادر إعلامية عن أن مصالح الأمن أوقفت 27 شخصا للاشتباه بتورطهم في هذه الأحداث.
وذكرت مصادر إعلامية محلية أنَّ النائب العام أصدر أمرًا بتوقيف الناشط كمال فخار وأتباعه، المحسوبين على الأمازيغ لاحتمال ضلوعهم في هذه الأحداث، وأنه تم الشروع في ملاحقة المحرضين على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أن الدولة بكل مؤسساتها "ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة مواطنيها، ولكل من يحاول المساس بوحدة البلاد واستقرارها"، وذلك في أول تعليق له على أحداث العنف المذهبية التي شهدتها مدينة غرداية.
وأضاف سلال في رسالة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنَّ "الدولة الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، تتابع بكل اهتمام وعن قرب مجريات هذه الأحداث الأليمة وآثار هذه التصرفات غير المسؤولة الغريبة على مجتمعنا المسلم والمتسامح، والمتشبع بروح التكفل والإخاء التي تحلى بهما على مر العصور".
وسيطر هدوء حذر، أمس الخميس، على ولاية غرداية، بعد يومين من أحداث العنف الدامي، حيث أكدت مصادر محلية أنَّه لم يتم تسجيل أي تجاوزات أو أحداث عنف ليلة الأربعاء والخميس، رغم أن الخوف لا يزال يسيطر على السكان. في حين أشارت مصادر محلية إلى أنه لم يلاحظ أي انتشار لأفراد الجيش، رغم أن الرئيس بوتفليقة كلف الجيش باستتباب الأمن والحفاظ عليه في غرداية من خلال الإشراف على عمل المصالح الأمنية والسلطات المحلية المعنية.
من جانبها، حملت المعارضة في الجزائر الحكومة مسؤولية الأحداث "الخطيرة" التي تشهدها مدينة غرداية على خلفية الصدامات العنيفة بين العرب والأمازيغ، إذ أكد رئيس حركة "مجتمع السلم" المحسوبة على التيار الإخواني عبد الرزاق مقري، أنَّ ما يحدث في ولاية غرداية أمر خطير للغاية، وأنَّ الفتنة في مدينة القرارة التي سجل بها أكبر عدد من القتلى، وبعض المناطق الأخرى بلغت مستوى ينذر بعواقب وخيمة على سلامة المواطنين وعلى وحدة البلد برمته، لافتا إلى أن غياب السلطة في هذه المنطقة أمر غير مفهوم، وأن بقاء الاقتتال لساعات طويلة بين الجزائريين دون تدخل من الأجهزة الأمنية أمر غير مستساغ.
وناشد مقري السلطات الرسمية أن تقوم بواجبها لإيقاف الفتنة، والعمل على إنهائها كلية وحدها، أو بالتعاون مع كل من يستطيع أن يقدم شيئا للمساعدة، داعيا سكان المنطقة جميعا إلى التعقل والتروي.
ومن جانبه؛ أشار رئيس الحكومة الأسبق، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية العام 2014، رئيس حزب "طلائع الحريات" ـ قيد التأسيس ـ علي بن فليس إلى أنَّه يتابع بقلق كبير تحول منطقة غرداية إلى بؤرة توتر حقيقية وأزمة خطيرة، محملا المسؤولية لـ"الشغور في السلطة، وعدم شرعية المؤسسات وافتقادها المصداقية وعدم ثقة المواطنين بها".
وذكر بن فليس أنَّ أزمة غرداية الخطيرة كان يجب التكفل بها على أعلى مستوى في الدولة منذ مدة، موضحا وجود تقاعس غير مقبول وغير مسموح بالنظر لضخامة آثار هذه الأزمة على الوحدة الوطنية والأمن الإقليمي.
بدورها، دعت زعيمة حزب العمال اليساري لويزة حنون، الحكومة إلى تغيير طريقتها في التعاطي مع أزمة غرداية، والتحرك بشكل عاجل من أجل "وضع حد للانزلاقات الخطيرة"، مشيرة إلى أنَّ "الحديث عن حل أمني فقط للأزمة أثبت محدوديته، لاسيما مع تزايد العنف"، ودعت السكان إلى التعقل.
ويرى رئيس حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" موسى تواتي، أنَّ الوضع قي غرداية ناجم عن عدم قدرة الدولة على التكفل بمشاكل كل الجزائريين، مشددًا على أنَّ المشكلة في غرداية ليست مذهبية أو عرقية وإنما اقتصادية. فيما أوضح رئيس حزب "رئيس جيل جديد" سفيان جيلالي، أن مأساة غرداية كانت متوقعة منذ مدة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الجزائرية تكلف القضاء والجيش إنهاء أعمال العنف بين الأمازيغ والعرب في الجنوب الحكومة الجزائرية تكلف القضاء والجيش إنهاء أعمال العنف بين الأمازيغ والعرب في الجنوب



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:11 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الميزان

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف"يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 10:54 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامي أسامة منير يقدم نصائح للشباب عن فترة "الخطوبة"

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان

GMT 17:15 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

رجاء بني ملال يهزم الماص في عقر داره بهدفين

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya