كشفت مصادر قيادية في مدينة عين العرب"كوباني"، أنه سيتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات "البيشمركة" العراقية، التي دخل 10 من عناصرها، صباح الخميس، إلى المدينة، عبر البوابة الحدودية مع تركيا، تمهيدًا لدخول بقية العناصر برفقة عتادهم، فيما نفّذت طائرات التحالف 3 ضربات على تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في القسم الشرقي لمدينة عين العرب "كوباني".
وتقترب قوات الأمن الكرديّة العراقيّة "البيشمركة" من الوصول إلى مدينة عين العرب "كوباني"، لمساعدة الأكراد في كسر حصار تنظيم "داعش"، بالتزامن مع دخول قوة أخرى من "الجيش السوري الحر" إلى المدينة، التي لم تفلح الضربات الجوية الدولية في فك حصارها.
وأكّدت مصادر ميدانية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية هبطت في مدينة سانليورفا في جنوب شرقي تركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة، وغادرت قافلة حافلات بيضاء ترافقها سيارات جيب مدرعة وسيارات شرطة المطار بعد ذلك بوقت قصير".
وأشار عضو "المجلس الوطني الكردي" السوري في عين العرب، أدهم باشو إلى "وصول مجموعة تضم ما يتراوح بين 90 و100 مقاتل إلى مدينة سانليورفا، الليلة الماضية".
وتسافر مجموعة منفصلة من مقاتلي "البيشمركة" إلى منطقة الحدود التركية، برًا، ومعها أسلحة أثقل، فيما بثت قناة تلفزيونية كردية لقطات لما ذكرت أنها "قافلة من مركبات البيشمركة محملة بالأسلحة في طريقها إلى المنطقة".
وأعلن الرئيس المناوب لـ"حزب الاتحاد الديموقراطي" الكردي السوري صالح مسلم أنّ "مقاتلي البيشمركة العراقيين سيجلبون معهم أسلحة ثقيلة، مدفعية وأسلحة مضادة للعربات المدرعة والدبابات".
وأوضح متحدث باسم الحزب الكردي يدعى نواف خليل أنّ "مقاتلين مسلحين من الجيش الحر دخلوا مدينة كوباني، عبر الحدود التركية"، مشيرًا إلى أنَّ "دخولهم تمّ بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردي، التي تتولى حماية الإدارة الذاتية، وهي التي تملك القرار في الشؤون العسكرية على الأرض".
وأكّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ "الاستعدادات لاستقبال "البيشمركة" تجرى عند بوابة حدودية، حاول مقاتلو "داعش" مرارًا السيطرة عليها، مضيفًا أن 50 مقاتلًا سوريًا دخلوا عين العرب من تركيا، ومعهم أسلحتهم، ويعتقد أنهم من "الجيش الحر".
من جهتها، تخشى أنقرة من أن يستغل أكراد سورية الفوضى، وأن يسيروا على درب إخوانهم في العراق، ويسعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال سورية، ما يشجع المسلحين الأكراد في تركيا، ويعرقل عملية السلام "الهشة".
وأطلقت الشرطة التركية النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من أنصار الأكراد، تجمعوا عند معبر خابور الحدودي، ليل الأربعاء ـ الخميس، لاستقبال "البيشمركة"، بعدما ألقوا الحجارة على مجمع للشرطة.
ومن جهة أخرى، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، أنَّ الجيش الأميركي شن 14 ضربة جوية، في اليومين الماضيين، على مقاتلي "داعش".
وأكّدت القيادة، في بيان لها، أنّ "القوات الأميركية شنت ثماني ضربات في سورية قرب مدينة عين العرب "كوباني"، ودمرت وحدة لمقاتلي داعش، ونقطة للقيادة والتحكم، ومباني أخرى، وعربات ومواقع قتال للجماعة المتشددة".
وأضاف البيان أنّ "القوات الأميركية شنت ست ضربات جوية في العراق ثلاث منها قرب الفلوجة، وثلاث قرب سنجار، ودمرت وحدات صغيرة وعربتين لداعش".
وقتل ما لا يقل عن 11 مقاتلًا من وحدات حماية الشعب الكردي، وأصيب نحو 20 آخرين بجراح، أثناء الاشتباكات العنيفة التي دارت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم "داعش" في منطقة مسجد الحاج رشاد، في محاولة من التنظيم للتقدم نحو حي الجمرك، الواقع شمال مدينة عين العرب "كوباني"، إلا أنّ الهجوم الليليّ باء بالفشل، وسط اشتباكات متقطعة على محاور عدة في المدينة بين الطرفين.
وفتح تنظيم "داعش" نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه منطقة المعبر الواصل بين مدينة عين العرب "كوباني" والأراضي التركية، في حين تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي من سحب جثث 7 عناصر من التنظيم.
ويسود الهدوء في جبل الزاوية، بعد موافقة كل من "جبهة النصرة" و"جبهة ثوار سورية" على "التحكيم الشرعي"، حيث كانت اشتباكات قد دارت، منذ الـ 26 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بين كل من "جبهة النصرة" وتنظيم "جند الأقصى" من طرف، و"جبهة ثوار سورية" من طرف آخر، في جبل الزاوية في ريف إدلب، تمكنت أثنائها "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" من السيطرة على مقرات "جبهة ثوار سورية" في معرة النعمان، وعلى قرى مشون وشنان وابديتا والمغارة وكنصفرة وابلين وبليون.
وقصفت القوّات الحكوميّة، ليل الأربعاء، مناطق في بلدة كنصفرة، في جبل الزاوية، في حين اقتحم مسلحون مجهولون، مقرًا لتجمع ألوية مقاتلة في بلدة التمانعة، في ريف إدلب الجنوبي، واستولوا على أسلحة وذخائر موجودة، وآلية كانت قرب المقر، كما قتل عنصر من تنظيم "داعش" في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة في منطقة جبال شاعر، في ريف حمص الشمال شرقي، الأربعاء.
واشتبكت القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والمدنيّة، في محيط حي العامرية الحلبيّ، كما قصفت القوّات الحكوميّة مناطق في حي المشهد، كذلك درات، بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، اشتباكات عنيفة بين الكتائب و"جبهة أنصار الدين" (التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) و"جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة والقوات الحكوميّة مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء "القدس" الفلسطيني ومقاتلي "حزب الله" اللّبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من ج
أخرى، في منطقة حندرات شمال حلب، وفي محيط قرية سيفات شمال غربي سجن حلب المركزي، كذلك دارت اشتباكات بين الطرفين عند المدخل الشمال شرقي لمدينة حلب.
وتعرضت، بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، مناطق في حي الوعر، في مدينة حمص (غرب سورية)، لقصف من طرف القوّات الحكوميّة.
إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في ناحية عقيربات، في ريف حماه الشرقي، وأنباء عن سقوط جرحى، كما قُتل رجل من بلدة عقرب تحت التعذيب داخل سجون القوّات الحكوميّة.
وفي محافظة ريف دمشق (جنوب سورية)، دارت بعد منتصف ليل الأربعاء- الخميس اشتباكات عنيفة بين القوّات الحكوميّة مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي "حزب الله" اللّبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في جرود بلدة فليطة، في القلمون، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقتل عنصر من القوّات الحكوميّة أثناء اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة" في تلة الرادار، قرب مدينة دير عطية، الأربعاء، بينما قصفت القوّات الحكوميّة أماكن في منطقة وادي بردى.
ويشهد محيط دمشق استقرارًا في جبهات القتال، عدا جوبر، ولا تغيير في خطوط التماس بين الطرفين، وفي تطور على صعيد المصالحات، سجل دخول سكان منطقة القدم، والعسالي، الخميس، إلى المنطقة بعد أكثر من شهرين على توقيع المصالحة بين الحكومة ومقاتلين محليين، يسيطرون على الحي، ويتوقع أن يخرج الحي من خارطة القتال، ويدخل في تعداد المناطق الآمنة.
ويعود الهدوء إلى منطقة ببيلا، جنوب دمشق، وحديث عن تفعيل المصالحة في الأيام المقبلة، بعد انسحاب المقاتلين، منها وفتح الطريق من طرف القوات الحكومية، والسماح للسكان بالدخول والخروج في ساعات محددة.
وتبقى منطقة بيت سحم تنتظر نجاح مساعي لجان المصالحة وأعيان المنطقة لإقناع المسلحين بالخروج، في الوقت الذي أجّلت فيه القوات الحكومية اقتحام المنطقة، فيما سجل، الخميس، دخول مساعدات غذائية و طبية إلى مخيم اليرموك المحاصر.
ويتوقع مراقبون أنَّ جنوب دمشق بأكمله يتجه إلى توقيع مصالحات، باستثناء منطقة الحجر الأسود، التي تستعد القوات الحكومية لشن عملية عسكرية كبيرة فيها، لإخراج الفصائل المتشددة، فيما تتعرض المنطقة لقصف متقطع بالمدفعية الثقيلة وصواريخ "أرض ـ أرض".
وفي جوبر تدور معارك عنيفة يسمع صداها في جميع أرجاء العاصمة، تستعمل فيها كل أنواع الأسلحة، وتتركز على محور طيبة وجسر زملكا.
وأعلن مصدر في القوات الحكومية أنَّ عناصر "جبهة النصرة"، الذين يقاتلون في جوبر، جميعهم انتحاريون، ولا يريدون الانسحاب، مما يصعب مهمة القوات الحكومية، ويجعل الخسائر أكبر، لذا تعتمد قوات الجيش السوري على القصف الناري المكثف للقضاء على تجمعاتهم".
وقُتل رجل من بلدة جلينفي محافظة درعا الحدوديّة، الأربعاء، متاثرًا بجراح أصيب بها في وقت سابق، وتعرضت أماكن في مخيم درعا لقصف من طرف القوّات الحكوميّة، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين، مساء الأربعاء، على مناطق في بلدة دير العدس.
يذكر أنَّ مصادر كردية أعلنت، الأربعاء، أنَّ تنظيم "داعش" أفرج عن ما لا يقل عن 25 طفلًا كرديًا من طلاب المرحلة الإعدادية، كان قد اختطفهم التنظيم في منطقة منبج، في الـ 29 من أيار / مايو الماضي، مع مجموعة مؤلفة من 150 طالبًا في المرحلة الإعدادية، من منطقة عين العرب " كوباني"، لدى عودتهم من تقديم امتحانات الشهادة الإعدادية في مناطق سيطرة القوّات الحكوميّة في مدينة حلب.
وأكّد أهالي الأطفال، في الـ 30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أنّ تنظيم "داعش" أفرج يومها عن أكثر من 70 طفلًا من طلاب المرحلة الإعدادية، وتمكن 5 منهم لاحقًا من الفرار، وأفرج التنظيم تباعًا عن 37 آخرين، وأبقى 108 منهم قيد الاختطاف، بحجة أنّ أقاربهم أعضاء في حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي".
فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في الجهة الغربية لبلدة خشام في ريف دير الزور الشرقي ومناطق أخرى في البلدة، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل، ومعلومات أولية عن سقوط عدد من الجرحى، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في قرى الريف الغربي لدير الزور، دون معلومات عن خسائر بشرية، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على أماكن في منطقة المعامل الواقعة في الجهة الشمالية لمدينة دير الزور، ولم ترد معلومات عن إصابات، في حين تتعرض أماكن في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور، لقصف من القوات الحكومية.
وارتفع عدد الغارات التي نفذتها طائرات القوات الحكومية الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية، خلال 10 أيام من القصف الجوي، على عدة مناطق في مدن وبلدات وقرى في عدة مناطق سورية، منذ منتصف ليل الأحد - الاثنين الفائت، وحتى منتصف ليل أمس الـ 29 من شهر أكتوبر / تشرين الأول الجاري، إلى 769.
حيث نفذت الطائرات الحكومية الحربية ما لا يقل عن 415 غارة، منذ منتصف ليل الأحد - الاثنين، وحتى منتصف ليل أمس، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور وحمص ودمشق وريف دمشق، واللاذقية والقنيطرة وحماه وحلب وإدلب ودرعا.
بينما قصفت الطائرات المروحية بـ 354 برميلًا متفجرًا على الأقل، منذ منتصف ليل الأحد - الاثنين الفائت، وحتى منتصف ليل أمس، عدة مناطق في محافظات حمص وحماه وإدلب ودرعا وحلب، واللاذقية، وريف دمشق والقنيطرة.
وتمكن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" من توثيق مقتل 221 مواطنًا مدنيًا، هم 69 طفلًا دون سن الثامنة عشر، و47 مواطنة، و105 رجال نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، خلال الأيام العشرة الفائتة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 500 آخرين من المدنيين بجراح.
وأعرب المرصد استهجانه، من استمرار المجتمع الدولي في صمته، عن هذه المجازر التي ترتكبها القوات الحكومية يوميًا، بحق أبناء الشعب السوري، والذي يستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة، غير آبه بالقوانين الدولية، بسبب تقاعس مجلس الأمن عن إحالة ملفات جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، إلى المحاكم الدولية المختصة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر