الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
توقّعت هيئة المخابرات الدفاعيّة الاستراتيجيّة أن ترفع إسبانيا من قيمة الميزانية المخصصة للدفاع، على امتداد الخمسة أعوام المقبلة، بسبب الخلافات التاريخيّة مع المغرب، بشأن مدينتي سبتة ومليلية.وأشار التقرير، الذي يحمل عنوان "مستقبل سوق الدفاع الإسباني.. جاذبية السوق والمحيط التنافسي وتوقعات 2019"، الذي أعدته الهيئة، إلى أنَّ "إسبانيا سترفع من مخصصات الدفاع، خلال الخمسة أعوام المقبلة، بسبب خلافاتها مع المغرب، بشأن المناطق المتنازع عليها، لاسيما سبتة ومليلية المحتلتين".وأوضح التقرير أنَّ رفع مخصصات الدفاع الإسبانية يقف وراءه كذلك تزايد المخاطر الأمنيّة المرتبطة بالجماعات الإرهابية، فضلاً عن طلبات اقتناء الأسلحة المبرمجة التي انخرطت فيها إسبانيا.
وبيّن أنَّ مخصصات الدفاع في إسبانيا، التي تقدر قيمتها بنحو 8 مليارات دولار في الوقت الراهن، ستسجل ارتفاعًا في معدل النمو السنوي، يصل إلى 1.76%، مع توقع أن تستقر قيمة نفقات التسليح عند 8.2 مليارات دولار مع حلول العام 2019.وستمثل، على امتداد الخمسة أعوام المقبلة، ميزانية الجارة الشمالية للمغرب في مجال الدفاع نسبة متوسطة من الدخل المحلي الخام الإسباني تصل إلى 0.51%.يذكر أنَّ العلاقة بين المغرب وإسبانيا تعرف توترًا تاريخيًا، ولّد سوء تفاهم مستمر، حيث يرى الخبير الإسباني ألفونصو دي لاسيرنا أنَّ "الاستمرار في خلق الزوابع المتحركة في رمال الصحراء، هو محاولة لشد الرباط إلى جنوبها الموجع، لكي لا تطالب بتحرير سبتة ومليلية"، مشيرًا إلى أنّه "منطق التاريخ وحقيقة الجغرافيا، على الرغم من أنَّ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان دائمًا يطالب بلجنة حوار مشتركة بين البلدين، فيها خبراء وحكماء، بغية البحث عن حل عادل للمدينتين".وظهر تقرير عسكري إسباني، أعده "المركز الأعلى لدراسات الدفاع الوطني" قبل ثلاثة أعوام، يبيّن أنَّ الحل لوضعية سبتة ومليلية يتمثل في الحفاظ على تواجد عسكري دائم وثابت، والحفاظ على قوة للتدخل السريع دورها الرد الفوري على أي اعتداء ومواجهة أيّة محاولة لإنزال قوى مناوئة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر