عمان - بترا
يقرأ كتاب ( الإسلاميون والدين والثورة في سورية ) لمؤلفه الباحث الدكتور محمد ابو رمان الصادر حديثا عن مؤسسة فريدريش ايبرت باللغتين العربية والانجليزية , مكونات واتجاهات الجماعات الإسلامية المسلحة في سورية .
وقال ابو رمان لوكالة الأنباء الاردنية ( بترا ) ان الكتاب لا يشير الى اجندة اسلامية واحدة بل الى جملة من الاجندات ذات الحضور المتفاوت في المشهد السياسي السوري حيث تختلف في أيديولوجياتها في صيغة فهمها للنظام السياسي وفي مواقفها من الديمقراطية والتعددية السياسية والدينية وحقوق الأقليات .
واعتبر ابو رمان الذي وقع كتابه الجديد مساء امس الثلاثاء في فندق لاند مارك بحضور العديد من المثقفين والسياسيين الأردنيين ان هناك خمس أجندات رئيسة تحكم مفاصل المشهد الاسلامي في سوريا اليوم هي : الأجندة الإخوانية ، السلفية، السلفية الجهادية والقاعدة، الأجندة المشيخية/ الصوفية، وأخيراً الإسلامية الوسطية العامة.
واشار الباحث ابو رمان في كتابه الى ان الأجندة السلفية تتشكّل من مجموعات مسلحة ومجموعات اخرى تنشط على الصعيد المدني مثل اعمال الأغاثة والاسعاف الطبي والتعليم.
وقال في كتابه ان هذه الفصائل مع الفصائل الإسلامية الأخرى تشترك في العمليات المسلّحة وفي إدارة المناطق التي يجري الهيمنة عليها وتعمل على تجاوز صيغة العمل المسلّح في علاقتها بالمجتمع ، نحو شبكة من المؤسسات المختلفة، وإن كانت إلى الآن الطبيعة المسلّحة للاحتجاجات السورية تفرض نفسها على أولويات هذه الحركات ومواقفها .
واضاف ان هذه الفصائل تتوافق جميعاً على مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية، خلال الثورة وما بعدها ويشارك بعضها في تأسيس ودعم الهيئات الشرعية، التي تتولى القضاء وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وفي دعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يطرح تساؤلات على إيمانها بالحريات الفردية والقوانين الوضعية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة.
وحول الأجندة المشيخية - الصوفية بين ابو رمان انها تتبع الجماعات الصوفية ذات الادوار المحدودة في العمليات المسلحة وتنتشر بينها الانقسامات في المواقف من الثورة , وان تركيزها هو في العمل الدعوي والخيري والتربوي، مع اختلاف وتباين التصورات التي تقدّمها للنظام الإسلامي المنشود .
ولفت الى ان هناك اجندة تعود الى الاسلاميين الديموقراطيين الذين يشتركون مع جماعات وتيارات إسلامية أخرى في إعلان القبول بالديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة ، وتكريس مبدأ المواطنة.
يعاين الباحث في الكتاب كذلك موضوع العلاقة بين التدين والمجتمع ومستقبل هذه الجماعات سياسياً وفقا للسيناريوهات التي تشهدها تداعيات الصراع على السلطة في سوريا او وفقا لترتيبات دولية يجري تحضيرها لوقف حالة الحرب في سوريا ,ملخصا بدقة اتجاهات المجموعات والفصائل المسلحة وحجمها في الساحة السورية ونموها ، استنادا إلى التمويل والدعم الخارجي كعامل رئيس ، لافتا إلى أن طابع الفصائل المسلحة (متحرك) وعرضة للانشقاقات بحكم حجم السلاح والدعم الذي تقدمه الأطراف الخارجية مبينا أن تغيير النظام بدون وجود بديل سياسي مباشر من شأنه أن ينمي تيار القاعدة وفرض سيطرته .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر