كتاب قارّة متوحشة أكثر مبيعًا حسب الصاندي تايمز
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كتاب "قارّة متوحشة" أكثر مبيعًا حسب "الصاندي تايمز"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

لندن - وكالات

هناك كتب تأخذ منذ صدورها مكانة خاصة بين مختلف الإصدارات، بل وربما يغدو صدورها «حدثاً» استثنائيا في سياقها الزمني. وكتاب «القارّة المتوحشة» للمؤرّخ البريطاني الشاب كيت لاوو، أحدها، إذ سرعان ما عرف الترجمة إلى عشر لغات أجنبية منذ صدوره. موضوع الكتاب هو القارّة الأوروبية خلال سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، كما يدل عنوانه الفرعي. ويبين الباحث أنه انتهت الحرب العالمية الثانية لكن العنف الذي ولّدته استمر سنوات عديدة، بعد ذلك. وهذا ما يشرحه كيت لاوو في أقسام الكتاب الأربعة التي تحمل العناوين التالية: «إرث الحرب» و«الثأر» و«التنقية العرقية» و«الحرب الأهلية». هذه العناوين الرئيسية ذات الدلالة الواضحة، تجد تفصيلها في مجموعة من العناوين الفرعية، مثل : «التدمير المادي» و«الترحيل» و«التعطش للدم» و«تحرير معسكرات الاعتقال» و«متابعة الثأر عبر الأشغال الشاقّة» و«خيارات زمن الحرب». كذلك: التصفية العرقية في اوكرانيا وبولندة، العنف السياسي في إيطاليا وفرنسا، الحرب الأهلية اليونانية. ويوضح المؤلف أنه خلّفت الحرب العالمية الثانية 35 مليون قتيل على مختلف جبهات الحرب، وزالت من الخرائط مدن كثيرة وتركت مؤسسات وأجهزة عديدة بحاجة إلى «إعادة بناء»، ليس أقلها أجهزة الشرطة ومؤسسات النقل العام ووسائل الإعلام وحكومات البلدان والدوائر المحلية. وفي سياق ما بعد الحرب، تعاظمت ظواهر الجريمة، وانهار اقتصاد البلدان الأوروبية التي ساهمت في الحرب، ذلك إلى درجة أن شرائح واسعة من سكان القارّة الأوروبية القديمة كانت على حافة المجاعة. وبشكل عام، كانت أوروبا تعاني من حالة انقسام وتشرذم مخيفة للبلدان الأوروبية الممتدة بين بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط. ومثل تلك الحالة استمرت واقعيا حتى إشادة نظام عالمي جديد جلب الاستقرار لجيل محطّم في أوروبا. ويؤكد المؤلف أن سنوات 1945 ــ 1950 كانت فترة مضطربة في حياة أوروبا والأوروبيين. ونقرأ: «لم يعد هناك بنوك» ولكن ذلك لم يكن يشكّل خسارة كبيرة. ذلك أن المال فقد كل دلالة وكل قيمة. كما لم يعد هناك مخازن ومتاجر، ذلك أنه لم يكن هناك ما هو معروض للبيع. ولم يعد هناك تصنيع، ذلك أن المصانع والشركات الكبرى كان قد جرى تدميرها أو تفكيكها، وباقي الأبنية كلها تقريبا كانت قد عرفت المصير نفسه. ولم تعد هناك أدوات سوى تلك التي كانت مغمورة في الأنقاض. ولم يعد هناك ما يمكن أن يقتات به البشر. ويركز المؤلف في حديثه عن «القارة المتوحشة»، على شيوع حالة من الفوضى وغياب الأمن والقانون، إذ إن الحياة العامة نفسها، أصيبت بالعطالة. ويلفت إلى أن النظام العام اختفى ولم يكن يعمل تقريبا أبدا. ذلك بسبب زوال قوات الشرطة والمنظومة القضائية. ويذهب المؤلف أبعد من ذلك، في تأكيده على تعمّق الفوضى، حيث بدا أن كل مفهوم للتمييز بين الخير والشر، اختفى في بعض المناطق الأوروبية. وأصبحت السلع وكل الممتلكات، تعود إلى من يملكون من القوة. ما يسمح لهم بالتمسّك بها مهما كان الثمن. وكان المسلّحون يتجولون في الشوارع ويأخذون ما يريدون مع تهديدهم كل من يعترض طريقهم. وبالتوازي، مارست نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية ومن مختلف الأعمار، مهنة بيع الجسد لتأمين الغذاء والحماية، لم يبق هناك من هدف سوى البقاء. ويشبّه «كيت لاوو» أوروبا في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، بـ«سفينة عاتمة في بحر مضطرب، بحيث لا تهدأ حركتها إلا بعد عدة سنوات». ثم إن رغبة الثأر دفعت الميليشيات ذات النزعة القومية المتزمتة في بولندة، إلى الفتك بسكان مناطق سكنتها الأقلية الأوكرانية منذ قرون. كما ذبح الأوكرانيون «أقليتهم البولندية». وفي يوغسلافيا ـ تيتو، جرى الثأر من الكرواتيين ـ الاوستاشي، الذين تعاملوا مع هتلر. وكانت الحصيلة أكثر من 7000 قتيل. ثم إن معسكرات الاعتقال استعادت نشاطها، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. واستقبلت سجناء مدنيين ألمان. وفي عام 1945 فُرض في براغ على الناطقين باللغة الألمانية، تعليق علامة مميزة على ثيابهم. ومنعوا من ارتياد المسارح والمطاعم والحدائق العامة. وفي اليونان اندلعت، حتى عام 1950، حرب أهلية تواجه فيها الشيوعيون مع القوميين. المؤلف في سطور  كيت لاوو، مؤرّخ بريطاني شاب. يعتبره النقّاد أحد المؤرخين الأكثر موهبة بين أبناء جيله. هذا هو كتابه الأول، والذي ترجم إلى عشر لغات، من اللغة الانجليزية. واختارته «الصاندي تايمز» من بين الكتب العشرة، الأكثر مبيعاً، طوال أسابيع.  الكتاب: قارّة متوحشة.. أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تأليف: كيت لاوو الناشر: فايكنغ، لندن ــ 2012 الصفحات: 480 صفحة القطع: المتوسط

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب قارّة متوحشة أكثر مبيعًا حسب الصاندي تايمز كتاب قارّة متوحشة أكثر مبيعًا حسب الصاندي تايمز



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya