الأقصر بلد السياح تتحول مدينة أشباح
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الأقصر بلد السياح تتحول مدينة أشباح

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأقصر بلد السياح تتحول مدينة أشباح

الاقصر - أ.ف.ب

من قبل كانت اعياد الميلاد بالنسبة لصلاح فترة ازدهار ولكنه اليوم يقف عاطلا الى جوار حصانه الذي اعتاد في الماضي ان يجوب بالسياح مدينة الاقصر. فبعدما كان يرزق ما يكفيه بفضل الكنوز الفرعونية، لم يعد الان يعرف كيف يعيل أولاده.بالنسبة لهذا الرجل الذي بدأ للتو عقده السادس والذي يرتدي جلبابا تقليديا اسود اللون فان السياح اختفوا من الاقصر منذ 25 كانون الثاني/يناير 2011 عندما هبت رياح الربيع العربي على مصر واخذت معها نظام حسني مبارك.يقول صلاح وهو سائق حنطور واب لأربعة ابناء انه كان يكسب قبل ثورة 2011 "ما بين 2000 و3000 الاف جنيه شهريا (200 الى 300 يورو) واليوم عندما يكون في جيبي عشر جنيهات اكون سعيدا". في هذه المدينة الواقعة على ضفاف النيل، تعتمد كل الاسر بشكل كامل او يدرجة كبيرة على السياحة وهو قطاع كان حتى وقت قريب يساهم ب 11% من اجمالي الدخل القومي ويوفر فرص عمل لاكثر من اربعة ملايين مصري.ولكن الايام الحلوة التي كانت تشهد تدفق 10 الاف سائح يوميا على معبد الكرنك او على وادى الملوك انقضت. ففي سوق المدينة ورغم موسم الاعياد يعد السياح على اصابع اليدين بينما يزور عشرات اخرون متحف حتشبسوت الملكة التي حكمت مصر قبل 3500 سنة.في كل هذه المواقع الاثرية التي لم يكن المرء يجد فيها موطئ قدم قبل ثلاث سنوات، لم يعد هناك الا بضعة اشخاص، كثير منهم مرشدون لا يجدون عملا، يتسكعون وسط الاعمدة المهيبة للمعابد الفرعونية. في منزله المكون من ثلاث غرف، احداها حظيرة صغيرة مخصصه لحصانه وبعض الدواجن، يحكي صلاح معاناته: "كان لدى حصان اخر ولكنني بعته، هل يعقل ان اشتري غداء لحيوان بدلا من ان اوفر الاكل لابنائي".ويضيف ان 20 من سائقي الحنطور، وهم في الاجمالي 340 سائقا في الاقصر، لم يتمكنوا من شراء العلف لجيادهم فنفقت. ولكي يتمكن من تغذية الحصان، الذي يشكل رأسماله ورأسمال والده من قبله، يذهب صلاح لقطع العشب من على صفاف النيل ويعود محملا بأكياس كبيرة لانه لم يعد بوسعه ان يدفع 16 جنيها يوميا لشراء العلف.وليس صلاح حالة فردية اطلاقا، فالاقصر باتت اليوم مدينة اشباح: مدرج المطار خال وسائقو الحنطور وسيارات التاكسي يقفون بلا أمل امام ابواب الفنادق التي لا يخرج منها احد. ووجهت ثورة 2011 ضربة قوية الى السياحة ولكن الضربة القاضية جاءت هذا الصيف، فمع عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي والحملة الامنية ضد انصاره (التي اسفرت عن سقوط قرابة الف قتيل) فرضت معظم العواصم الغربية قيودا صارمة على سفر مواطنيها الى مصر. وفي الاقصر، التي ظلت حتى الان بمنأي عن العنف، يحمل البائعون والمرشدون محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مسؤولية فرار السياح. وعودة الاستقرار مرهونة لديهم جميعا بشيء واحد وهو انتهاء المرحلة الانتقالية في منتصف 2014 بعد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. ماري فرانس جربر، وهي قنصل فخري لفرنسا في الاقصر، تقيم في مصر منذ 14 عاما وتلاحظ انه "اصبح هناك فقر لم تره من قبل" حتى لو كانت بعض الدول بدأت ترفع الحظر المفروض على السفر الى مصر.اما محافظ الاقصر طارق سعد الدين فيؤكد انه متفائل ويقول "قبل ثلاثة اشهر كانت نسبة الاشغال في الفنادق اقل من 1%، اليوم بلغت 18% وهي تتزايد كما بدأت البواخر السياحية في العمل.ويتابع "من بين 255 باخرة سياحية كانت واحدة فقط تعمل خلال الشهور الاخيرة اما الان فان 26 مركبا تعمل". في السوق، يشكك البائعون القليلون الذين لم يغلقوا بعد محلاتهم في هذه الارقام ويقسم محمد حسين انه لم يبع شيئا منذ شهور ويؤكد انه اذا كان هو وزملاؤه ما زالوا قادرين على العيش فذلك بفضل مدخراتهم ولانهم يبيعون حلي زوجاتهم الذهبية. ومثل كثيرين غيره، لم يعد محمد حسين قادرا على دفع فاتورة استهلاك الكهرباء الخاصة بمحله "منذ سنة اشهر". ولجذب السائحين النادرين، يقوم الباعة بعرض بضاعتهم بأبخس الاثمان وبعضهم يجدون رغم كل شيء مكانا للسخرية. فقد وضع بائع لافتة كتب عليها بالفرنسية "هنا اقل سعرا من تاتي" في اشارة الى سلسلة محلات فرنسية شهيرة تبيع بضائع رخيصة ويقول البائع ضاحكا "ان الاسعار منخفضة الى حد انه يمكنك حتى شراء هدايا لاشخاص لا تحبهم".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقصر بلد السياح تتحول مدينة أشباح الأقصر بلد السياح تتحول مدينة أشباح



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya