احمد اباد - أ ف ب
يمكن للسياح الساعين الى الهدوء والبساطة ان ينزلوا للمرة الاولى في اشهر صوامع المهاتما غاندي في الهند.. لكن ينبغي عدم توقع اي من وسائل الرفاهية الحديثة والتزام العفة.
في مقابل الف روبية (16 دولارا) لليلة الواحدة يمكن للسياح ان يتآلفوا مع نمط حياة اب الاستقلال الهندي من خلال الاقامة في اول صومعة (اشرام) اقامها غاندي العام 1915 في ولاية غوجارات الغربية.
النزلاء في الصومعة التي فتحت ابوابها امام السياح الشهر الماضي يمكنهم ان يغزلوا النسيج ويزوروا الجماعات المحلية والصلاة والتأمل وهم يرتدون الكهدي وهو القماش المنسوج يدويا الذي كان يرتديه غاندي على الدوام، طوال اقامتهم.
لكن عليهم ايضا ان يلتزموا نذور غاندي الاحدى عشر ومنها اللاعنف والتخلي عن كل الممتلكات واستهلاك المأكولات المحلية والعمل من اجل تحصيل القوت اليومي وضبط النفس بما في ذلك العفة والسيطرة على الحمية الغذائية.
وهم يشجعون الى اعتماد نمط حياة غاندي اليومي الصارم مثل النهوض عند الساعة الخامسة صباحا والقيام باعمال منزلية.
ويقول نيشالافالامب باروت وهو وكيل سفريات شارك ي اعداد برنامج "ليف غاندي فور ايه وايل" (عش غاندي لفترة) ان الهدف "من هذا البرنامج السماح للناس لتجربة نمط حياة قابل للاستمرار والتمتع ببساطة غاندي ومزاياه".
ويضيف باروت في مقابلة مع وكالة فرانس برس "قد يغير ذلك نظرة السياح الى الحياة والمجتمع والموارد الطبيعية. وقد يساعد ذلك ايضا السياح على ايجاد الهدوء والرضا الداخلي" .
وقد اقام غاندي في هذه المكان الذي يطلق عليه الان اسم "كوشراب اشرام" وكان يملكه يومها محام صديق له، بعدما عاد الى الهند من جنوب افريقيا في العام 1915.
ومن هذا المكان الواقع في بلدة في ضاحية مدينة احمد آباد نخلى غاندي عن الغنى المادي وطور بعضا من الافكار التي اشتهر بها لاحقا.
وفي احدى المرات اثار انزعاج الجيران بدعوته رجلا من طبقة "المنبوذين " للاقامة في الصومعة في اطار حملته ضد نظام الطبقات الصارم جدا في الهند.
وتدير الصومعة جامعة غوجارات فيديابيت المجاورة التي اسسها غاندي بنفسه العام 1920 "من اجل تحرير الشباب الهندي من قيود الحكم الاستعماري البريطاني".
واطلق برنامج "ليف ويذ غاندي" في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر تزامنا مع الذكرى 114 لولادة المهاتما غاندي. ولم تحصل بعد اي حجوزات لكن ثمة الكثير من الاتصالات للحصول على معلومات.
وفي الهند الكثير من المتاحف والنصب التي تكرم مهندس الاستقلال الذي يعتبر ناس كثيرون ان فلسفته الشخصية وافكاره اصبحت بالية في الهند الحديثة .
وقد قاد غاندي حملة لا عنفية ضد الاستعمار البريطاني ادت في النهاية الى اعلان استقلال الهند العام 1947 وقد اغتيل من قبل متشدد هندوسي في نيودلهي بعد اشهر قليلة على ذلك في العام 1948.
ويأمل بورات ان تقدم هذه الصومعة شيئا مختلفا عن كل النصب والمواقع الاخرى المخصصة لغاندي. لكنه يؤكد ان الاقامة فيها لن تكون سهلة.
ويوضح "عليهم ان يحترموا النذور التي اتبعها غاندي في الاشرام وعليهم ارتداء الكهدي طوال فترة البرنامج".
وكان غاندي ينسج هذا الرداء بنفسه ويشجع اخرين على ان يفعلوا مثله . وكان يعتبر ان الامر يشكل جزءا مهما من فلسفة الاتكال على الذات المناهضة للاستعمار المعروفة باسم "سواديشي".
واصبحت هذا الرداء رمزا لاسس الاقتصاد الهندي المستند على الحرف المحلية في البلدات بدلا من القطن المنتج صناعيا والمستورد في غالب الاحيان من بريطانيا.
وقال سودارشان يينغار نائب رئيس جامعة "غوجارات فيديابيت" انه على ثقة ان فتح الصومعة امام السياح سيساعد على الترويج لمثل غاندي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر