برلين - المغرب اليوم
أشياء كثيرة في ألمانيا لها جمالها وسحرها وجاذبيتها الخاصة، مما يجعلها قبلة للسواح من مختلف أنحاء العالم، فالكثيرون يتوجهون إليها للإطلاع على معالمها التاريخية، وللاستجمام والتسوق وزيارة المتاحف والاستمتاع بجمال الطبيعة فمن معالم ألمانيا التاريخية الجديرة بالزيارة كاتدرائية كولونيا الرائعة، وقلعة نويشفانشتاين المدهشة... أما أكثر المناطق جمالاً واستقطاباً للسواح من أجل الاستجمام والمتعة، هي الغابة السوداء ذات الطبيعة الخلابة والساحرة... طبعاً لا يفوّت السواح الاطلاع على النشاطات الاجتماعية والمشاركة فيها. فالحياة الليليّة في برلين مثلاً تجذب الكثير منهم لما لها من أهمية خاصة... وعلاوة على كل ذلك، تم استحداث بدائل عن الفنادق الغالية الثمن للمبيت والإقامة، وبأثمان معقولة ومناسبة جداً
بحسب المكتب الاتحادي للإحصاء، باتت ألمانيا تسجل أرقاماً قياسية كبيرة في عدد زوارها، حيث سجل في عام 2011 أكثر من 64 مليون غرفة تم حجزها في الفنادق الكبيرة أو الصغيرة على حد سواء. ويعود سبب ذلك، حسب أكسِل غورس من مركز السياحة الألماني، إلى انخفاض أسعار المبيت في ألمانيا، حيث يقول: " أن انخفاض أسعار المبيت في برلين يجعلها منفردة بين العواصم الأوروبية." ويضيف متسائلاً: "أي عاصمة أوروبية تستطيع أن تنافس برلين في انخفاض أسعار المبيت...؟".جلسة رومانسية حول موقد النار
بالإضافة إلى الفنادق التقليدية يجد السائح في ألمانيا ما يقارب 530 بيتاً للشباب. وكما يدل الاسم، فأن الهدف من فكرة دور الشباب هو توفير مأوى آمن ورخيص ودون عناء للشباب.
وقد أصبحت دور الشباب اليوم تختلف عما كانت عليه من ذي قبل. حيث تم تحديثها من كل النواحي المعمارية والتنظيمية وأضحت تقدم الآن إضافة إلى خدمة المبيت عدد من الأنشطة الترفيهية أيضاً.
وفي كثير من دور الشباب، تحولت صالات النوم الكبيرة إلى غرف نوم مريحة جداً ومؤثثة بسريرين إلى أربعة أسرّة. ويقول غيرهارد كولّر من الجمعية الألمانية لرعاية دور الشباب: "ما يسرنا بشكل خاص أن بيوت الشباب أصبحت بعروضها الحالية تستقطب العائلات على نحو متزايد."
فجمعية دور الشباب الألماني ليست جمعية خاصة تسعى للربح المادي، بل أنها منظمة شبه خيرية مبنية على أساس تفعيل شبكة اجتماعية بين بيوت الشباب في ألمانيا. تعد بطاقة العضوية شرطا للمبيت فيها، إلا إذا كان الضيف واحدا من أعضاء ناد آخر يقيم فعالية أو يكون ضمن رحلة طلابية، هنا لا تكون بطاقة العضوية الدولية التي يحصل عليها كل شخص مقابل خمسة عشرة يورو ونصف اليورو ضرورية. وعلى الأغلب يكون السعر لليلة الواحدة ولشخص واحد مع وجبة الإفطار من عشرين يورو إلى ثلاثين.
يستطيع السائح الأجنبي أن يتعرف على جزء من الثقافة الألمانية من خلال إقامته في بيوت الشباب ويستطيع أن يقترب من العائلات الألمانية عامة والشباب الألماني خاصة من خلال حفلات السمر التي تُعقد حول موقد النار الرومانسي...!فقط لمحبي الطبيعة
ليس كل واحد منّا مستعد للنوم في الغرف المشتركة في بيوت الشباب رغم جاذبيتها، لذلك هناك عروض أخرى لأولئك الذين يفضلون النوم في أرجاء الطبيعة ويكون باستطاعتهم تحمل تقلبات درجة الحرارة. لهؤلاء تقدم ألمانيا واحات خضراء تنصب فيها الخيام أو المركبات المتنقلة. وتكون مجهزة بكل ما يحتاجه المرء من مرافق صحية وحمامات ومطابخ...
ويعتبر المبيت في المخيمات، التي تكون عادة قريبة من المدن، بديلاً جيداً عن الفنادق الباهظة الثمن، وقد أقام في هذه الواحات الخضراء، في العام الماضي فقط، وعلى سبيل المثال أكثر من 1.5 مليون هولندي، اتخذوها مكاناً للإقامة والاستجمام. وبذلك يعتبر مواطنو البلدان المجاورة لألمانيا من الجهة الشمالية الغربية من أهم زوار هذه المخيمات.
ومن يرغب بأن يكون من روّاد هذه المخيمات، وأن يستمتع بالاقامة فيها، عليه أن يحجز في الفترة ما بين أبريل وأكتوبر، حيث تبدأ هذه المخيمات بفتح أبوابها أمام الزوار. وعادة تكون درجات الحرارة في هذه الفترة معتدلة نوعاً ما.
ولكن من يريد أن يتمتع بخدمة المخيمات الخمس نجوم، عليه أن يتوجه إلى مخيم "كلاوديا ليشبروك" الذي يقع على ضفاف بحيرة في بافاريا. فهذا المخيم مزود بالمرافق الصحية الحديثة. يوجد فيها مسبح خاص للأطفال ومطعم داخل "حديقة البيرة" كما يسميها الألمان، وإضافة إلى الكثير من العروض الترفيهية الموجودة داخلها... هناك خدمة الإنترنت المجانية. وعلى بعد بضعة كيلومترات منه تقع قبلة السياحة الألمانية، أي قصر نويشفانشتاين.
الإقامة عند الغرباء وحسن الضيافةمن لا يريد أن يدفع المال مقابل الإقامة، يستطيع أن يقضي ليلة أو أكثر في بيوت الآخرين. حيث يتم تبادل امكانيات المبيت بين الناس مجاناً في كل أنحاء العالم عن طريق "موقع حسن الضيافة" في الشبكة العنكبوتية. ويعتبر "نادي حسن الضيافة الألماني" الذي تأسس من قبل الألماني "فايت كُونَه" عام 2000 أقدم نادي في العالم، ويتم تنظيمه من قبل متطوعين على وجه الحصر. وهنا يقول كُونه: "إن مثل هذه المواقع والأندية تعزز التقارب الثقافي بين البشر وتدفع عجلة السلام إلى الأمام..." ويضيف:: "لقد وصل عدد أعضاء المسجلين في مواقع الضيافة في العالم قرابة سبعمئة ألف عضو".
وأكثر المواقع شهرة هو الموقع الأميركي "كاوتش سيرفينغ" الذي بدأ يمول صفحته الإلكترونية عن طريق مستثمرين خاصين. فعن طريق هذا الموقع جاءت ماريا كروز من بوينيس آيريس إلى ألمانيا. فبعد مكالمة هاتفية واحدة فقط، ترك رجل وزوجته من مدينة فرايبورغ مفاتيح شقتهم لها ولصديقها دييغو. وهنا تقول ماريا: "للوهلة الأولى ترك ذلك انطباعاً كبيراً." وتضيف: "إذا فتح كلّ منّا باب بيته أمام شخص غريب بكل هذه البساطة، كما فعل الألمان معنا، سوف تتغير وجهات النظر الخاصة عند الناس تجاه العالم".
ونظراً لارتفاع معدل الجريمة في الأرجنتين فهذا الأمر يتعذر فيها حالياً، أما وجوده في أماكن ومجتمعات أخرى، يعزز الأمل عند ماريا في تغيير العالم نحو الأفضل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر