تشاوشيسكو يجذب السياح الاجانب الى رومانيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تشاوشيسكو يجذب السياح الاجانب الى رومانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تشاوشيسكو يجذب السياح الاجانب الى رومانيا

تارغوفيست - ا.ف.ب

تحول الرئيس الروماني السابق، الديكتاتور المصاب بجنون العظمة نيكولاي تشاوشيسكو (1918-1989)، الى مركز جذب سياحي في البلاد، فاصبح منزله وداراته والمكان الذي اعدم فيه مقصدا للسياح.فالقاعدة العسكرية السابقة الواقعة على بعد مائة كيلومتر شمال غرب بوخارست ستحول الى متحف يفتح ابوابه امام زواره الاوائل في ايلول/سبتمبر.ويقول مدير متحف تاريخ تارغوفيست اوفيديو كارستيتنا لوكالة فرانس برس "لقد تلقينا الكثير من الطلبات من اشخاص يريدون ان يروا الثكنة التي اعدم فيها تشاوشيسكو مع زوجته ايلينا في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 1989.في كانون الاول/ديسمبر من العام 1989، بينما كان الستار الحديدي يتهاوى فاتحا المجال لسقوط عدد من الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية، سقط نظام تشاوشيسكو في تمرد شعبي واسع سانده الجيش. واوقف الزعيم الشيوعي السابق بينما كان يهم بالهروب من التظاهرات التي عمت بوخارست، وحوكم ميدانيا وحكم عليه بالاعدام هو وزوجته ونفذ الحكم بسرعة.وانتشرت في كل انحاء العالم تلك المشاهد والصور التي تؤرخ لنهاية حقبة امتدت على عقدين من الزمن عاشت رومانيا فيها في ظل حكم قائم على عبادة الشخص والنظام الامني القمعي.ويقول اوفيديو كارستينا وهو يشير الى الغرف التي جرت فيها المحاكمة الميدانية "هدفنا ان نعرض الامر كما جرى، من دون التعليق على المحاكمة ولا على حياة الزوجين تشاوشيسكو او فكرة عبادة الشخص".وما زال المكان يحمل اثارا تشهد على ما جرى فيه من احداث تاريخية. فما زالت غرفة المحاكمة على حالها، حيث جلس الطاغية وزوجته للاستماع الى الاتهامات الموجهة اليهما.وفي غرفة مجاورة، ما زال السريران اللذان امضى فيهما الزوجان لياليهما الثلاث الاخيرة موجودين في مكانهما.وفي الباحة الداخلية، ما زال الحائط الذي شهد اعدام الزوجين يحتفظ بآثار الرصاص.وستعرض مشاهد المحاكمة التي اثارات انتقادات حول احترام اصول المحاكمات القضائية.يرى عالم الاجتماع الروماني فاسيل دانسو أن "كل شعب عليه ان يقر بتاريخه، كما هو".ويقول لوكالة فرانس برس "لا يمكننا ان نمحو صورة هذه المحاكمة الصورية التي تشير الى التدني الذي اصاب المجتمع الروماني في تلك الحقبة".وبالاضافة الى هذه الثكنة السابقة، هناك مواقع عدة في البلاد تجذب السياح، ولا سيما "قصر الشعب" الضخم الذي بناه تشاوشيسكو في الثمانينات على انقاض احد اجمل احياء بوخارست التاريخية.وقد اجلي نحو اربعين الف شخص من منازلهم لتهدم بيوتهم كي يبنى هذا القصر على مساحة 350 الف متر مربع، ليكون ثاني أكبر بناء في العالم بعد مبنى البنتاغون الاميركي، بينما كان الشعب الروماني يرزح تحت الجوع والفقر.وهو الان المقصد الاول للسياح في رومانيا. ففي العام 2012، دخل اليه 144 الف زائر من بينهم 110 الاف اجنبي.لكن البعض لا يرى في تحويل اثار تشاوشيسكو الى معالم سياحية فكرة جيدة، على غرار لوسيا موراريو رئيسة جمعية شركات السياحة الرومانية.وتقول لفرانس برس "لماذا احياء هذه الذكريات؟"، مشيرة في المقابل الى ما تتمتع به البلاد من ثروات طبيعية تجذب السياحة مثل دلتا نهر الدانوب المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومحمية ريتيزات الطبيعية.لكن البعض لا يوافقها هذا الرأي، مثل الخبير السياحي ترايان بادولسكو الذي يعتبر ان رومانيا "عليها ان تزيد من الاماكن السياحية فيها، بما في ذلك التركيز على تاريخها".ويقول "سواء احببنا ذلك ام لا، لقد ترك تشاوشيسكو بصمته على تاريخ رومانيا، وهناك الكثيرون من السياح الذين يريدون ان يتتبعوا اثاره".وارسى تشاوشيسكو في بلاده فكرة عبادة الشخص بشكل لم يكن له مثيل في اوروبا الشرقية، فكانت كل مؤسسات البلاد مجبرة على ارسال معايدات له في عيد ميلاده تتضمن مديحا وتبجيلا.وما زال كثيرون يركنون سياراتهم امام المنزل الصغير في مدينة سكورنيستسي حيث ولد في العام 1918 لالقاء نظرة عليه.وما زال هذا المنزل في حالة جيدة، وهو يفتح بين الحين والآخر أمام الزوار. وهو في عهدة احد اقارب تشاوشيسكو ويدعى اميل باربيلوسكو، وهو مقيم في الجوار. وما زال هذا الرجل الذي كان رئيسا للميليشيات الشيوعية المؤيدة للنظام يتذكر عهد تشاوشيسكو بحنين.ويقول لمراسل وكالة فرانس برس "التاريخ سينصفه".ويتردد الى بيته عدد من الاشخاص الذين ما زالوا يحتفظون بولاء للزعيم الشيوعي السابق.لكن بعض الزوار لا يخفي عدم أسفه على المصير الذي لاقاه.ويقول ايوان دونغا الذي شغل منصبا عاما في ظل الحكم الشيوعي السابق "لا أحن الى شيء" من تلك الحقبة.لكن الطريقة التي أعدم بها تشاوشيسكو ما زالت جرحا مفتوحا عند الكثيرين.ويقول دونغا "كان يستحق الاعدام بالرصاص، لكن الامور ما كان ينبغي ان تتم بتلك الطريقة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشاوشيسكو يجذب السياح الاجانب الى رومانيا تشاوشيسكو يجذب السياح الاجانب الى رومانيا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya