القاهرة - وكالات
المنظر من أعلى الفندق، الذي يمتلكه محمد يونس في مدينة الجيزة، حيث يشق بريق الأضواء ظلمة الليل التي تلف نيل العاصمة المصرية القاهرة، يخطف الأبصار، إلا أن عدداً قليلاً من الزائرين هم فقط الذين يستمتعون بمشاهدة هذه اللوحة الساحرة وبينما يحضر أحد العاملين في الفندق زجاجة من البيرة وكوباً من الشاي، يطفئ يونس سيجارته من نوع "مارلبور"، ثم يتبعها بإشعال أخرى.. فيونس الذي يعمل كمرشد سياحي، وهو أيضاً شريك بملكية الفندق، يدرك جيداً أن مصدر رزقه يعتمد على السياحة، الأمر الذي يقلقه كثيراً وفي ضربة جديدة لقطاع السياحة في مصر، صنف المنتدي الاقتصادي العالمي مصر كواحدة من أكثر الأماكن خطورة على السائحين على وجه الأرض، حيث جاءت مصر في مرتبة متقدمة على دول مثل اليمن وباكستان، من حيث المخاطر التي قد يواجهها الزائرون وفي هذا الصدد، قال يونس إنه "مثل أي دولة أخرى، يوجد في مصر أماكن خطرة".. وتابع بقوله: "نعم، ارتفع معدل الجريمة منذ الثورة، بسبب الوضع الاقتصادي، ولكن هذا يؤثر على المصريين في الأساس، وليس السائحين." ويُعد يونس واحداً من الكثيرين غيره، حيث يتعرض العاملون في القطاع السياحي لضربات متلاحقة، جراء الاضطرابات السياسية، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية UNWTO، فإن عدد المصريين العاملين في هذا القطاع، يبلغ حوالي 18 مليون شخص وعلى مدار العامين الماضيين، شهد معدل التدفق السياحي إلى مصر تراجعاً حاداً، مقارنةً بالسنوات السابقة.. فإلى جانب أحداث العنف المتواصلة في الشارع المصري منذ ثورة 2011، فقد امتدت المخاوف أيضاً إلى عدد من المنتجعات الساحلية، ومنها الغردقة وشرم الشيخ وما يقلق الكثيرين المخاوف من أن تقدم الحكومة الجديدة، التي تقودها جماعة "الإخوان المسلمين"، على فرض قيود دينية أو أخلاقية بهذه المدن، التي تحظى شواطئها والحياة الليلية الصاخبة فيها بشهرة واسعة في مختلف أرجاء العالم وفي وقت سابق من الشهر الجاري، سعى وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، إلى التقليل من هذه المخاوف، خلال مشاركته في سوق السفر العربي بإمارة دبي، عند إشارته إلى دعوة بعض الجماعات الإسلامية بحظر بيع الخمور ومنع النساء من ارتداء "البكيني" على الشواطئ السياحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر