تونس ـ وكالات
تعرف تونس بأنها قبلة السياح من كل العالم، لا سيما بسبب عروضها السياحية الرخيصة. لكن ومنذ ثورة الياسمين والبلد يعاني من تراجع أعداد السائحين وهذا ما دفع التونسيين إلى ابتكار عروض جديدة مثل السياحة البيئية صديقة البيئة.بعد "ثورة الياسمين" عاني قطاع السياحة في تونس من مصاعب جمة بسبب الأحداث التي شهدها البلد ونجم عنها بالضرورة تراجع أعداد السياح، حيث تكبد هذا القطاع خسائر وصلت إلى أربعين بالمئة في العام الماضي. هذا الوضعدفعالعاملين في قطاع السياحة التونسي إلى ابتكار عروض جديدة مثل السياحة البيئية. ولا تزال هذه الفكرة قيد التطوير، وحتى الآن هناك عدد قليل فقط من الفنادق التي تعتمد بشكل كبير على سياحة صديقة للبيئة.ذهبنا في جولة إلى حديقة أحد الفنادق التي تعتمد أسلوب السياحة البيئية، حيث يقوم المدير إسكندر زريبي بمرافقة الضيوف بنفسه. كل شيء هناك طبيعي، من الفاكهة وحتى الخبز الذي أعدته النساء في أفران الطين. يولي إسكندر زريبي اهتماماً كبيراً بالتقاليد، وكل شيء في فندقه يدوي يصنعه المزارعون. عندما بدأ قبل عشر سنوات بتشغيل أول فندق بيئي، استغرب منه جيرانه، لكنه الآن يستقبل ألف زائر سنوياً. وفي هذا السياق، يقول إسكندر: "في الحقيقة لدينا إمكانية كبيرة هنا للسياحة البيئية، خصوصاً في المناطق الريفية. في السابق كانت السياحة متركزة على الشاطئ. نحن نؤمّن فرص العمل لأبناء الريف في زغوان وقفصة والقرى التي بدأت فيها الثورة. نريد أن تدعم الدولة هذا التوجه، وليس فقط السياحة الشاطئية."يعاني قطاع السياحة التونسي بشكل كبير منذ اندلاع الثورة يعاني قطاع السياحة التونسي بشكل كبير منذ اندلاع الثورة
أغلب الضيوف يأتون من تونس، لكن إسكندر يأمل في تغيير هذا الأمر، والتسويق لفندقه "دار زغوان" عالمياً. يعتقد المدير أن الفكرة ستلقى تقدير الأوروبيين بشكل خاص. أما العائلة التونسية فهي تريد بديلاً للإجازة الشاطئية، وهي مستعدة لدفع مبلغ أكبر مقابل ذلك. وتوضح السائحة درة دريجيني هذا الأمر قائلة: "كل شيء هنا طبيعي: الطعام والفاكهة والحليب. هذا صحي ومهم بالنسبة لنا وجيد للأطفال أيضا".وليست السياحة البيئية فقط هي الأمر الجديد لإنعاش السياحة التونسية، فحتى سياحة الاستجمام وزيارة الشواطئ تأخذ طابعأً جديداً. على بعد مسافة ساعتين بالسيارة، تمتلئ الشواطئ بين المنستير وسوسة من جديد، ويأتي السياح بشكل خاص من بلجيكا وإنكلترا وفرنسا. بعد أزمة العام الماضي شهدت بعض الفنادق تعافياً، خاصة تلك التي تعتمد أفكاراً جديدة. بدل الإجازة الشاطئية الرخيصة اعتمدت سلسلة فنادق ريو Riuخدمات الاستجمام، حيث يأتي الزوار طوال السنة للاستمتاع بالحمام أو التدليك. ويقول نائب مدير فندق"ريو مرحبا بلازا" "أردنا البحث عن مجالات جديدة بعد الثورة. أردنا تحسين منتجاتنا وأسسنا لسياحة فاخرة جديدة. نريد إزالة الصورة السائدة بأن تونس مكان للسياحة الشعبية الرخيصة حيث الشمس متوفرة دائماً".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر