سياحة الكوارث في إندونيسيا للتعريف بهول السيول البركانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سياحة الكوارث في إندونيسيا للتعريف بهول السيول البركانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سياحة الكوارث في إندونيسيا للتعريف بهول السيول البركانية

تلتقطان صورة "سيلفي" امام منطقة غمرتها سيول الطمي في سيدوارجو
جاكرتا ـ أ.ف.ب

تبتسم هارواتي خلال ارشادها سياحا يلتقطون الصور امام بركان من الطين اتى على قريتها في جزيرة جاوة الاندونيسية... فبعد عشر سنوات، نجح سكان محليون في جعل هذه الكارثة مورد رزق لهم وتحويل منطقتهم الى موقع جذب سياحي.

ويمثل الزوار الذين يتوافدون بالالاف الى منطقة سيدوارجو خشبة خلاص لهارواتي وهي ام عزباء. فقد تبدلت حياتها بسبب سيول الطمي التي انبعثت من احد البراكين في 29 ايار/مايو 2006 وطمرت الكثير من القرى والمصانع والحقول.

وباتت هارواتي تعيش حاليا بفضل اموال السياح الذين يتوافدون لمعاينة الطين المنتشر على امتداد النظر والمنحوتات لاشخاص مدفونين جزئيا تحت التراب احياء لذكرى احدى اكبر الكوارث الاقتصادية والبيئية في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وتقول هارواتي "هذه الطريقة الوحيدة لكسب قوت العيش وتمويل دراسة اطفالي"، مضيفة "بعدما طمرت قريتي لم يعد هناك من عمل".

وأحيت القرية الذكرى السنوية العاشرة لهذه الكارثة الفريدة من نوعها في العالم والتي غطى فيها سائل سميك في حالة غليان وبرائحة نتنة مساحة توازي 650 ملعب كرة قدم بعدما تسرب من دثار الارض.

واضطر عشرات آلاف السكان إلى الفرار من منازلهم في حين قتل 13 شخصا جراء انفجار خط انابيب تحت الارض.

وعلى رغم انشاء سدود بارتفاع عشرة امتار، يستمر قذف الطين بمعدل 30 الف متر يوميا، اي ما يكفي لملء عشرة احواض سباحة اولمبية، وهو ما يثير حماسة السياح المتواجدين في المكان.

 

 

- انجذاب سياحي -

بعد عشر سنوات، لا يزال اصل هذه الكارثة موضع جدل. اذ ان خبراء كثيرين يعزون الامر الى خطأ في الحفر ارتكبته شركة "لابيندو برانتاس" للغاز التي تديرها عائلة ابو رضا البكري وهو رجل اعمال ومسؤول سياسي نافذ. أما آخرون فيؤكدون أن الكارثة سببها زلزال ضرب الجزيرة قبل يومين.

ولم تحمل الجهود التي بذلت من اجل سد التسرب من خلال الاستعانة بكميات هائلة من الاسمنت اي نتيجة. وتم تشكيل منطقة عازلة حول الموقع بدائرة قطرها 20 كيلومترا. غير أن هذا الامر لم يحد البتة من تدفق الفضوليين الى هذا المكان شأنه في ذلك شأن مواقع اخرى متضررة جراء ثوران براكين.

كما أن مواقف للسيارات تم استصلاحها خصيصا في سيدوارجو تكون عادة مليئة بالرواد خلال عطلة نهاية الاسبوع في ظل توافد السياح بأعداد كبيرة على متن حافلات. كما أن اقراص الـ"دي في دي" التي تتضمن مشاهد مؤثرة من الكارثة تلقى رواجا كبيرا لدى الباعة.

ويقول اندري وهو سائح من سورابايا لوكالة فرانس برس "كنت حائرا جدا، كنت ارغب حقا في رؤية مدى انتشار الطين بعد سماعي عن طمر منازل كثيرة".

وبعد اجراءات استمرت لسنوات، لم تقر شركة "لابيندو" التي كانت تجري عمليات حفر في حوض جيولوجي يحوي مخزونا للنفط والغاز الطبيعي، يوما بمسؤوليتها غير أنها اضطرت لدفع تعويضات للضحايا. وقد اثار تأخر الشرطة في دفع كامل التعويضات تظاهرات غاضبة.

وخلال العام الماضي، تدخلت الحكومة وأقرضت اموالا لهذه الشركة المتعثرة ماليا لمساعدتها على دفع تعويضات.

غير أن ناشطين بيئيين يؤكدون ان القضية لم تنته فصولا بعد. اذ ان عشرات الاف اللترات من الطين غير المعالج لا تزال تسكب يوميا في الانهر التي يستخدم سكان محليون مياهها وحيث رصد باحثون وجود كميات كبيرة من المعادن الثقيلة.

كما أن بعض السكان الذين تقاضوا تعويضات لا يزالون في وضع صعب بعدما اغرقتهم الديون ويتعين عليهم بناء حياتهم من الصفر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياحة الكوارث في إندونيسيا للتعريف بهول السيول البركانية سياحة الكوارث في إندونيسيا للتعريف بهول السيول البركانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya