أنَا خَطَأُ النُحَاةِ
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

" أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الشاعر أحمد الشهاوي
الشاعر أحمد الشهاوي
أنَا خطأ النُحَاةِ ليسَ دمِي صدَقةً جارِيةً ولا أشْبِهُ أبَا الهَوْلِ فِي الصَّمْتِ . قد يكُونُ مثِيلِي فِي الشهَادةِ والكِتمَان لم آكلْ من لُحُوم البشَر ولم تكُنْ أصابعي العشْرَةُ يومًا منَ البارُود وليس فمِي قبْرًا يستقبلُ الغُربَاءَ  . حين يُسْرِفُونَ في شرَابِ الأمَل لا أبوابَ لِي أو نوافذَ وإنْ كانَ فهِيَ عميْاءُ لا ترَى أرْفَعُ سمَاءيْنِ على رأسِي . وأُعْطِي الحوائطَ وجْهِي يَصْعدُ النَّهْرُ لِي في الصَّباحِ بأسْمَاكِهِ وأنْزِلهُ كُلَّما حنَّ شيْخِي إلى المَاء أنا الأصْمَتُ بين النَّاسِ والأجَنُّ . وفي رِوايةٍ : أنَا آلةُ الجُنُونِ حينَ أُشْرِقُ لم تَمُر السُنُونُ منْ بينِ الأصَابِع بل خمَشَتْها الأظَافرُ أعادتْها إلَى الصِّفْرِ مَا مِنْ لُعبةٍ كسَبْتُها حتَّى صِرْتُ ابنًا للخَسَائِرِ ورُحْتُ فِي المتَاهَةِ لمْ أبرَأ منَ اللَّعبِ ولم تضَعْ لِي من أُحِبُّ حِجَابًا لأدخلَ النشِيدَ واحِدًا . وسائرًا في الحُلم أعطَيْتُ كُلَّ شَيءٍ ولمْ آخُذْ حتَّى مِنَ الظلِّ أسمَاءَهُ أثِمْتُ كَمَا إلهٍ مِنْ بُرونْزٍ حِينَ يصْدَأُ في العَرَاء ولم يغْفِرِ المَارُّونَ لِي تبدُّلَ اللَّوْنِ ولا سِحْنتِي الكالحةِ من فرْطِ بصمَاتِهِم فِي الوُجُوه خَلا من الهَمَزَاتِ والنقاطِ كعنْكبُوتٍ بلا أرجُلٍ يبْحَثُ عن عَكَاكِيزَ فوقَ حائِطٍ عَارٍ الكِتَابُ مُمْتلىءٌ بالدُّمُوع والكَلامُ الذي لا يرَاهُ سِواي أنا خَطَأُ النُحَاةِ  . والرسْمُ الفرِيدُ لطَائرٍ مُنْتَشٍ ذِي مِزَاجٍ منْ عِنَبْ أنا أحمدُ الشَّهاويُّ الذي رَتَّبَ الأبد كيْ لا تكُونَ هُنَاك فوائدُ منْ مصَائبَ قوْمٍ يغزِلُون العنكبُوتَ لا عيْنَ لي في المرَايَا إذْ لا حوائطَ في الفرَاغِ واللانهاياتُ بلا جسَدٍ باذِخٍ كأنَّ شيْطانًا يرْقدُ في المُتُونِ يمْلَا الدَّوَاةَ دمًا فاسدًا ويكتبُ عنِّي ما لمْ أقُل : البابٌ مَغلُوقٌ ولا منْ طريقٍ تُشِيرُ إلى جِهةٍ فِي اليسَارِ حيثُ تركتُ قلبي يسِيرُ طَوالَ الليلِ وحْدَهْ بلا بوْصَلةٍ أو دَلِيلْ .
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أنَا خَطَأُ النُحَاةِ  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya