الرقص على أوتار الجنة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الرقص على أوتار الجنة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الرقص على أوتار الجنة

إيمي نور
بقلم :إيمي نور

صورة 1 (طواف سور عكا):
على سور عكا القديم..
شمسًا تحنت بالدماء والفراق.. قمرًا نحاسيًا تفتته الرمال..
عينًا تنام وعينًا تصحو تبكي أختها.. وجسدًا داميًا يدق في صحراء العمر أجراسًا.. 
ققد كان كان خريف الروح يمر في لحمي جنازة برتقال.. 
هنااا..
بعد أن صلب الإنجليز أباي على الشوك صبار.. من هزيز الرصاص أعلو على جبل في شمال بلاد الشام.. 
وأسأل..
هل حقًا جئنا من الموت إلى الحياة ؟
هنااا..
ليس حولي سوي الكهان ينتظرون أمر الله.. 
وأنا..
نازلًا إلى تفاصيل الماضي والحاضر..
أجوب الطرقات كالهواء.. 
أصاب بالبركان..
وأرتل صلوات الطواف..
(ضرب الله على أذاني في الكهف سنينًا عددًا..خالدًا فيه لا أبغي منه خيرًا أبدًا).. 
ولا أريد أن أروي سيرة الدم فوق الحليب مجددًا.. 
فمن قتلني يومًا لم يقتلني إلا لميتحن القيامة..
نعم..أعلم 
أنني لم أحفظ من الديانات إلا الإيقاع أرفعه إلى السماء..
وأعلم أيضًا أن السراب يشدني شرقًا وغربًا لأنسي من أكون.. وأصبح جماعة في واحد..
وأقول لهم جميعًا..
لن نعود كما ذهبنا.. ولن نعود إلى أنفسنا..
فقد تقوقعت داخل بيات شتوي في محارة الصمت بعد أن احترفت الألم والإنتظار..
فأنا من سحقته غربة الاكتمال بعد أن ألقي قلبه في بطن ليل من حديد..
أنااااا..
ذات عُرفت في مخيمات الطرق... 
ذاكرة تجيء من الريح التي تمضي.. 
وأنا الشيخ غريب الأطوار..
آمنت حينًا وكفرت حينًا.. وصنعت بكفين من عشب شتات الجنون..
أنا واحدًا من أهل الكهف الصامتين..
تقمصته علة الغربة.. وضجرت منه ليال سجون الغيم الشقيقة..
وأنا الرصاص والبرتقال والندي والذكريات..
أرتل..
كل ليل وردًا ليليًا من الخوف..
أرتل..
كل ليل ترانيم الحفظ من الوحدة..
أرتل.. كل ليل صلوات الطواااف..
أرتل..أنشد..أشدو..أجهش..
(ضرب الله على أذاني في الكهف سنينًا عددًا..خالدًا فيه لا أبغي منه خيرًا أبدًا)..

صورة 2 (الرقص على أوتار الجنة):
وبعد أن رأي الرب ما أنا فيه غير حسن..
صرت أنت معي..
وصار قبري معك نصف قبر..ونصف ظلمة..
خبأت فيك خوفي عن ملاك الموت قصد..
ونسيت معك أن أنسي غناء الأفعي دون قصد.. 
وصار الحديث إليك كل ليل كوتر خائف يشدو في قوس كمان..
وأنت معي لا أقول نحن معًا.. بل أقول أنا معي هناا.. 
فحسبي وحسبك أننا معًا..
فقد صرنا شاهدين على مايعده الغد..
وبعد أمس طائش صرنا نلهث على درب الألم لنجعل من الماء خمرًا..
أسافر فيك.. أجد عوضًا عمن فارقت..
وإن آمنت حينًا وكفرت حينًا إنك بحبك لا تبالي..
وإن أقبلت قبل موعدي وبعد موعدي تنتظرني.. 
والآن.. موسيقي تصدح من زوايا الكون..
قلبًا جاهزًا للاحتفال بكل شيء..
والآن.. نحن على نجم طائران..
كحب الفقير للخبز..
كحب القوافل للعشب والماء..
وكما ينبت النخل بين الحجر..أحببتك..
فيك تكرار القديم والجديد.. أحببتك..
ولو لم أكن يومًا أحببت الجميع ولو لم أكن يومًا أحببت نفسي.. أحببتك.. 
فبين جدران البيت كنت أبا وابنا وشجرة وروحًا قدسًا..
وكنت حقيقة مدونة ثابتة..
لن تموت قبلي ولن تموت بعدي ولعلي بأسطورتي فيك سأظل حيًا وحيًا..
ولن تموت يومًا أبدًا لتعرف كم أحبك..
فبين حادثة الحياة وحادث الموت المؤجل داخل الكهف.. عرفت معك كيف يكون الرقص على أوتار الجنة..

صورة 3 (دعاء أهل الكهف):
(ياساكن القدر الكامن في الأوجاع..)
امنحني قبل الطعنة قلبًا صخريًا كي أصمد وأصمد في كل ضياع.. 
أنت فتوتي وأنا خيالك.. لا تتوتر ولا تتغير كحروف الأبجدية..
ولا تتركني يومًا وحيدًا في بيداء الخوف.. 
أنت كعلتي..كن أخي وحبيبي ودليل برقي..
ففي دمك الجواب والمعني..
(يامن بُعثت لي من ظلام الوحدة حيًا وطهرًا..)
اصفح دومًا عن خيانتي لذاتي ولمن أحبوني من أهل الأرض.. فقد شًهدتك دومًا سمحًا نقيًا..
(يا استعارتي الوحيدة عن الحب والموت..)
أضأ لي بدمك الزكي.. واترك ذكراك وعطرك في الصدي رمزًا مقدسًا لكل شيء..
(يا اشارتي الأخيرة..) 
أعلي وأعلي فانت لست منا..
فإن نطقت انكشفت حقيقتنا السوداء..
فستظل حيًا ولو نحن موتي..
(يا ذبيحتي الأنيقة)..
(يا صاحب الونس بلا مقابل)..
(ياصاحب العقل والأدب)..
ياميتًا حيًا.. يا لغزي العصيا..
سأصدق الرؤيا وأؤمن إن خفت الأرض أو ثقلت فستظل أنت أنشودة الوفاء والحق..
إصعد الآن..
فأنت أجمل أهل الكهف شهيدًا.. 
هيا تقدم إلى إله الكهف أنت وحدك..
وكن بين السموات والأرض نيابة عني أنا..
أنا الفارغ الغافل.. من يطهرني سواك..من يحررني سواك..
أسالك كل ليل الوفاء.. كن وفيًا للرسالة والأساطير الجميلة..
كن وفيًا.. 
أنا التائه المدلل في ملكوته.. تركتك تُحدث إله الكهف..
بعد أن أغشاني الغيم وجفً الحلق من السؤال..
والآن.. 
لا أملك إلا أن أبارك نفسي الوفاء والمجد..
وأن أتعيد كسائي الشتوي من بقايا شعيراتك..
واكتفي بهبات الحاضر لي بصدقك وحبك.. 
وأن أحك ببقايا أناملك ظهر الحقيقة..
وأن أرى ابتسامتك كل ليل وحدي..
وأن أحدث عيناااك وأحلم..
اركض.. فتركض..
ابكي.. فتبكي..
امشي..فتمشي..
اطير.. فتطير..
أحملك على كتفي وتستعصي.. وتستدير إلى الطريق الجانبي معي..
وحتى إن تركت مدينتي وأرضي أراك أمامي في غروب مدينة أخرى.. 
وإن تركني أهلي والجميع.. فقد وقع الشبيه على ظله ليراه وأقول أنا حيًا هنا..
فبعد أن وقعت على قلبي صمدت معي كي أعود..
كل هذا ولن أجد ما أصفك به خلي الوفي.. كلبي..
فالسلام عليك يوم ولدت ويوم مِت ويوم بُعثت لي من ظلام الكهف نورًا..

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص على أوتار الجنة الرقص على أوتار الجنة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya