داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

داليا مجدى عبد الغنى تكتب" الثأر الشرعى"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - داليا مجدى عبد الغنى تكتب

الثأر الشرعى
القاهرة_ المغرب اليوم

 

من أصعب المشاعر التى تواجه الإنسان فى حياته هى الاضطهاد، فهذا الشعور إذا تَوَلَّدَ بداخل إنسان ونال منه، يجعله يرفض كل من حوله، لاسيما لو شعر بعجزه عن استرداد حقوقه، والاقتصاص لنفسه، فيظل هذا الشعور راسخًا فى وجدانه، ومُتعمقًا داخل عقله الباطن، وللأسف، كلما كَبُرَ الإنسان فى السن، كلما ازداد هذا الشعور بداخله، لدرجة أنه يكون شديد الحساسية تجاه الآخرين، وربما يفهم الكثير من تصرفاتهم بصورة خاطئة، ويُترجم سُلوكياتهم، بما لا يتماشى مع أغراضهم الحقيقية؛ والسبب فى ذلك، هو أنه عندما تعرض للاضطهاد فى بداية حياته، لم يَثْأرْ لنفسه، أو حتى يعترض؛ بسبب ضعف موقفه حينذاك، ولكى نتجنب هذه المشاعر السلبية، ولا نجعلها تترسخ بداخلنا، علينا أن نُفرغ الطاقة السلبية فورًا؛ حتى لا تتراكم بداخلنا مع مرور الوقت، وتصبح جُزءً لا يتجزأ منا، ويمكن أن يحدث ذلك لو تعلمنا كيف نرد الإهانة بما لا ينال منا أو يُحْسَب علينا.ومن لا يعرف "نيلسون مانديلا"، الذى شغل منصب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، منذ عام 1994 حتى 1999م، فحين كان يدرس الحُقوق فى الجامعة، كان أحد الأساتذة العنصريون، ويُدْعى "بيتر"، وقد كان أبيض البشرة، وكان يكره "مانديلا" بشدة، وفى أحد الأيام، كان الأستاذ "بيتر" يتناول الغذاء فى مطعم الجامعة، فاقترب من "نيلسون مانديلا" حاملاً طعامه، وجلس بجواره، فقال له الأستاذ "بيتر": "يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسون معًا ليتناولا الطعام"، فنظر إليه "مانديلا"، وقال بهدوء: "لا تقلق يا استاذ، فسأطير بعيدًا عنك"، ثم ذهب وجلس على طاولة أخرى، فلم يتحمل الأستاذ جواب "مانديلا"، فقرر الانتقام منه، وفى اليوم التالى، طرح الأستاذ "بيتر" فى المُحاضرة سؤلاً على "مانديلا"، قائلاً: "سيد مانديلا، إذا كنت تمشى فى الطريق، ووجدت صُندوقًا، وداخل هذا الصُّندوق كيسين، الكيس الأول فيه المال، والكيس الثانى فيه الحكمة، أى كيس تختار؟"، ومن دون تردد أجابه "مانديلا": "طبعًا، سأختار كيس المال"، ابتسم الأستاذ، وقال ساخرًا منه: "لو كنت مكانك لاخترت كيس الحكمة"، بكل بُرود، أجابه "مانديلا": "كل واحد يأخذ ما يحتاجه".
 وفى هذه الأثناء، كان الأستاذ "بيتر" يستشيط غضبًا وحقدًا، لدرجة أنه كتب على ورقة الامتحان الخاصة بـ"مانديلا" "غبي"، وأعطاها له، أخذ "مانديلا" ورقة الامتحان، وحاول الاحتفاظ بهدوئه، وبعد بضعة دقائق، وقف "مانديلا"، واتجه نحو الأستاذ، وقال له بنبرة مُهذبة: "أستاذ بيتر، لقد وَقعتْ الورقة، ولكنك لم تضع لى أى علامة"، فلا شك أن كل مُحاولات "مانديلا" فى الحصول على حقة، والثأر لنفسه فى ذات اللحظة، هى التى جعلته شخصية مُتوازنة، لدرجة أنه أصبح من أهم السياسيين الثوريين، حتى أصبح رئيس جنوب إفريقيا؛ وذلك لأنه لم يدع لمشاعر الاضطهاد أن تتراكم بداخله، وتسلُبه ثقته فى نفسه وفى الآخرين، فكان دائمًا ما يُفرغ تلك الطاقة السلبية، بمجرد مُهاجمتها له، فإذا كانت فكرة الثأر فى حد ذاتها مرفوضة، ولكن فى بعض الأحيان، تكون هى الحل الأمثل، لاسيما لو كانت للحفاظ على الكرامة، ولو كانت بالأسلوب اللائق الذى لا يتسبب فى المزيد من الخسائر، فهذا حقًا هو الثأر الشرعى.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:25 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بدران يؤكّد أن "الكاكا" تخفض مستوى الدهون في الدم

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 00:11 2018 الأحد ,15 إبريل / نيسان

اغتصاب فتاة "صماء" وحملها في الدار البيضاء

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 18:30 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

جمهور الكوكب المراكشي يطالب بإبعاد عاطيفي

GMT 10:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

رحمة حسن في إطلالة طبيعية تنال إعجاب جمهورها

GMT 06:04 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فندق "Desa Atas" من الأماكن الساحرة في جزيرة بالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya