على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

ريما شهاب
بقلم -ريما شهاب

كلما مررت بجانبه شعرت بحنين غريب لمكان لم أسكنه ولا أعلم شيئاً عن ماضيه لكن جماله الخالي من الحياة وشيخوخة أحجاره وانهزام أغصان أشجاره يضفي عليه وقاراً صارخاً يجعلك تدرك قيمته حتى وإن كنت تجهله. أنا لم أزره قبلاً، لكن عراقته المهترئة تمسّني فيخيل لي كما لو أني قد قضيت عمراً طويلاً هنا.

أليست هذه الأرجوحة مكاني المفضل؟ وهذا الشباك المحطّم كم كنت استمتع حين انظر من خلاله فأرى غابة من أشجار الصنوبر تعيد إليّ الروح بعد قضاء يوم دراسي متعب، وكم كان أبي يحب الجلوس على هذه الشرفة ليرتشف قهوته الصباحية على صوت جدتي المتقطع والتي لا تكف عن السؤال أين ابني؟ و ما أن استرخي حتى تصرخ بي والدتي:"هل انتهيت من واجباتك" فأركض مسرعة حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو اكثر من ذلك.

فجأة سمعت صوتاً قريباً: "يا آنسة، يا آنسة. انتبهي قد يكون هناك أفاعي وحشرات سامة في الداخل فالمكان مهجور منذ سنوات طويلة ولا أحد يدخله. نظرت خلفي إلى العجوز الهزيل الذي ينده عليّ وعدت أدراجي إلى باب المدخل، شكرته ومشيت.
منذ أيام مررت حيث المنزل العابق بالأصالة فوجدته جثة هامدة أمام حضارة الباطون العصري الهامشي الكثيف ووجدتني اصرخ بالرجل العجوز المسكين:" أنت! اين أرجوحتي؟ لما لا تجيب؟ أرأيت أهلي؟ أتأخذني إليهم؟ فابتسم لي ببرودة وأدار ظهره ورحل.

قد يهمك ايضا

علماء الآثار يحددون مكان ظهور أول كائن بشري في التاريخ في القارة الأفريقية

جامعة ميامي تكذب ميليسا هوارد المرشحة لولاية فلوريدا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:25 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بدران يؤكّد أن "الكاكا" تخفض مستوى الدهون في الدم

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 00:11 2018 الأحد ,15 إبريل / نيسان

اغتصاب فتاة "صماء" وحملها في الدار البيضاء

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 18:30 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

جمهور الكوكب المراكشي يطالب بإبعاد عاطيفي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya