الدار البيضاء - زينب التهامي
احتفى سجناء وسجينات سجن تولال في مدينة مكناس برجال ونساء الفن والثقافة والإعلاميين، إذ حل مجموعة من الفنانين والإعلاميين بالمؤسسة السجنية تولال 2-3، وتم تكريم الفنانين والصحافيين الذين أعطوا للساحة الثقافية والفنية الشيء الكثير، على هامش مهرجان مكناس للدراما التلفزية في دورته السادسة، حيث عرض فيلم "لبس قدك" للمخرج محمد مونة وبطلة الفيلم مريم باكوش وطاقم الإنتاج، كما عرض فيلم "العطسة" لمخرجه نوفل البراوي الذي هو الآخر كان حاضرا برفقة الطاقم التقني الذي اشتغل معه في العمل التلفزيوني "العطسة".
ووجد الفنانون في استقبالهم أثناء وصولهم إلى المركب السجني كلا من مديرة السجن المحلي النسائي تولال 3، ومديري السجن المحلي تولال 1 وتولال 2 المخصصين للرجال، والطاقم الإداري والاجتماعي وحراس وحارسات المؤسسات السجنية الثلاث.
ولعل أقوى لحظات هذا اللقاء، بعد كلمتي الترحيب اللتين ألقتهما مديرة السجن النسائي والمساعدة الاجتماعية، هي تلك التي قامت فيها بعض نزيلات برقصة أمازيغية، عبرتا فيه بلغة الرقص، مفعمة بمشاعر الود والاعتراف، عن فرحتهما بهذه الالتفاتة التي خصها الفنانون المشاركون في المهرجان بنزيلات المؤسسة السجنية.
وصرح الفنان فريد الركراكي لـ"المغرب اليوم" بأن هذه بادرة طيبة لإدخال نوع من الفرحة وإشراك النزلاء في مشاهدة الإنتاج المغربي بحضور الممثلين، كما عبرت الفنانة مريم باكوش لـ"المغرب اليوم" عن فرحتها لزيارة نزيلات ونزلاء سجن تولال وعرض فيلمها داخل المؤسسة، كما صرح المخرج مصطفى مضمون بأن مثل هذه الالتفاتة هي متميزة وفريدة من نوعها من أجل التخفيف على السجناء.
وقبل العرض، قام طاقم الفيلم بتوجيه عبارات الامتنان لإدارة المؤسسة وإلى النزيلات، متمنيا أن يسهم مضمون الفيلمين في منحهن بعض المتعة وأن يبعث في دواخلهن بعض البهجة.
وعن هذا النشاط الاستثنائي الذي يُبرمج في المهرجان منذ دورته الأولى، صرح الفنان محمود بلحسن مدير المهرجان، وهو أيضا رئيس مصلحة الشؤون الثقافية في المديرية الجهوية لجهة مكناس تافيلالت، لـ"المغرب اليوم" بأن المهرجان أصبح الآن يسعى للانفتاح على المؤسسات وعلى هيئات المجتمع المدني، حيث تمت هذه السنة برمجة عروض أفلام في المعهد الفرنسي، وأكد أن التفكير في عرض فيلم في السجن المحلي تولال جاء نتيجة تعاون سابق جمعه في مناسبات سابقة مع هذه المؤسسة، من خلال مجموعة من الأنشطة التي سبق له أن نظمها هناك، بموجب اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة وبين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.
وأضاف محمود بلحسن أنه ما دام المهرجان يهدف في عمقه إلى المساهمة في بناء منظومة من القيم الراقية التي تساعد على السمو بالمواطن فكرا وسلوكا، فإن نزلاء ونزيلات السجون يندرجون ضمن الفئة التي يهدف المهرجان إلى الاقتراب منها، والتواصل معها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر