عمان - المغرب اليوم
يستعد الأردن لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، التي ستبدأ السبت المقبل وتستمر يومين بالمملكة قبل أن يتوجه إلى الأراضي المقدسة، في رحلة تعول عليها عمان في إظهارها كـ "واحة سلام" في منطقة مضطربة.
وأعدت السلطات الأردنية خطة أمنية محكمة لتأمين البابا منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته.
وستنتشر قوات من الحرس الملكي والقوات الخاصة والدرك على طول خط سير موكب البابا من مطار الملكة علياء الدولي إلى عمان وبموقع المغطس (موقع تعميد المسيح) في غرب عمان، حسب وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني.
كما سينتشر نحو 700 شرطي مرور وأمن لتسهيل حركة المرور في البلاد.
وفي الساحات والميادين العامة والشوارع الرئيسية بالعاصمة عمان، رفعت صور كبيرة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والبابا، ومثلها في استاد المدينة الرياضية.
وعلت أيضا صور للبابا والمغطس والملك وصورة للمسيح ولافتات تؤكد على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
ومن المقرر أن يجرى استقبال رسمي للبابا لدى وصوله من قبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، إذ سيتوجه مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي إلى المكاتب الملكية في منطقة الحمر بعمان، حسب المومني.
وقال المومني في مؤتمر صحفي اليوم (الأربعاء) إن البابا سيلقي كلمة أمام الملك والملكة والحضور، وسيلتقي شخصيات سياسية وإعلامية.
وأضاف أن البابا سيقيم القداس الحبري الحاشد في ستاد عمان الدولي، إذ من المتوقع أن يحضر 25 ألف شخص من ابناء الطوائف المسيحية.
وبعد ذلك سيتوجه البابا لزيارة إلى موقع المعمودية في المغطس، وسيلتقي لاجئين سوريين وعراقيين وذوي إعاقات في كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بنديكت خلال زيارته للمملكة قبل أربعة أعوام، ثم يعود إلى عمان ليغادر في اليوم الثاني إلى بيت لحم.
وسجلت السلطات الأردنية نحو 1047 صحفيا وإعلاميا لتغطية زيارة البابا، وأقامت مركزا إعلاميا في المركز الثقافي الملكي في عمان مجهزا بكامل الاحتياجات من اتصالات وخدمة التلفزة والانترنت والترجمة، إضافة إلى التلفزيون الرسمي.
وقال رئيس الوزراء الأرني عبدالله النسور، خلال تفقده المركز الإعلامي الخاص بتغطية زيارة البابا في تصريحات للصحفيين " إن زيارة قداسة البابا إلى الأردن هي شرف كبير لنا بأن تأتي في العام الأول لسيامته الحبر الأعظم في رحلته إلى الأرض المقدسة ".
وتابع " أننا نحترم البابا ونعتبره رمزا من رموز السلام في العالم "، مضيفا أن قداسة البابا هو رجل دين والكلمة الطيبة الداعية إلى السلام في العالم.
وأضاف " نحن فخورون أن يبدأ قداسة البابا زيارته إلى الأرض المقدسة من الأردن وفي هذا مغزى لا تخطئه العين "، معتبرا أن في الزيارة رسائل عميقة جدا عن مكانة هذا البلد.
ومضى قائلا إن هذه المملكة صغيرة الحجم قليلة الموارد استطاعت أن تكون شعلة مضيئة في هذه العتمة الموجودة في الشرق الأوسط، داعيا جميع الإعلاميين الأردنيين والعرب وأصدقاء الأردن إلى أن يحملوا رسالة الأردن هذه.
وأوضح النسور أن العالم سيرى هذه البقعة المضيئة والقطر العربي المسلم واحة سلام في بحر من الحروب والدماء والاضطهاد والاحتلال.
ويرافق البابا في رحلته وفد رسمي من 30 شخصا و70 صحفيا، بينهم صحفي عربي واحد، حسب ما قال الأب رفعت بدر الناطق الإعلامي باسم الزيارة البابوية إلى الأردن.
وتابع " نحن جاهزون لاستقبال البابا واللمسات الأخيرة توضع الآن "، مضيفا أن البابا سيستقبله في المطار 200 طفل و2000 على دوار المطار، إضافة إلى 1400 طفل وطفلة سيرتدون الثوب الأبيض ويكونون في استقباله في المغطس.
كما سينشد أطفال معاقون وأيتام أناشيد القديس فرنسيس.
وقال الأب رفعت بدر إن البابا سيلقي في الأردن ثلاثة خطابات رسمية، الأول في حضرة الملك عبد الله الثاني ، والثاني في استاد عمان والأخير في موقع المعمودية.
وقد تركت الزيارة المنتظرة اثارها على السياحة في الأردن.
وقال وزير السياحة والاثار الأردني نضال القطامين، " إن المؤشرات السياحية لزيارة البابا بدأت بالظهور (..) ففي الثلث الأول من عام 2014 ارتفع مؤشر السياحة وبلغ عدد سياح المبيت 864 الف سائح بارتفاع 13 بالمئة مقارنة بنظيره من العام الماضي " بعد تركيز الوزارة على السياحة الدينية.
وتابع أن نسب المجموعات السياحية وزوار الأماكن السياحية في الأردن ارتفعت، كما ارتفعت نسبة اشغال الفنادق إلى 70 بالمئة ، و80 بالمئة بفنادق العقبة.
وتوقع القطامين زيارات من قبل اللبنانيين إلى الأردن، حيث يشارك راعي الكنيسة المارونية في لبنان الكاردينال بشارة بطرس الراعي في زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر