ربما كانت نتائج المنتخب الإسباني لكرة القدم في آخر بطولتين كبيرتين خاضهما الفريق دون المستوى المتوقع من هذا الفريق الذي فرض هيمنته على الساحتين الأوروبية والعالمية خلال الفترة من 2008 إلى 2012 ، ولكن مسيرة الفريق منذ 2016 تجعله ضمن أبرز المرشحين للفوز بلقب كأس العالم 2018 بروسيا.
ومنذ أن تولى المدرب جولين لوبيتيجي منصب المدير الفني للفريق خلفا لمواطنه فيسنتي دل بوسكي في منتصف 2016 ، لم يخسر الماتادور الإسباني أي مباراة.
كما تأهل الفريق بجدارة إلى المونديال الروسي عبر مجموعة قوية ضمت معه المنتخب الإيطالي (الآزوري) الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة.
ورغم ابتعاد عدد من اللاعبين البارزين في السنوات القليلة الماضية سواء للاعتزال أو الخروج من حسابات الفريق مثل حارس المرمى إيكر كاسياس والمدافع كارلوس بويول وصانع اللعب تشافي هيرنانديز والمهاجمين ديفيد فيا وفيرناندو توريس ، نجح لوبيتيجي في مزج عناصر الخبرة الباقية بالفريق مع عدد من الوجوه الجديدة والعناصر الشابة المتميزة ليعيد الماتادور الإسباني إلى مصاف المنتخبات المرشحة للفوز بالألقاب الكبيرة خلال فترة وجيزة.
وجاء الفوز الساحق 6 / 1 على المنتخب الأرجنتيني وديا في آذار/مارس الماضي ليضاعف من حجم التوقعات التي ترافق الفريق في المونديال الروسي ولكنه ضاعف أيضا من حجم الضغوط الواقعة على الفريق.
وفشل المنتخب الإسباني في الدفاع عن لقبه العالمي الذي أحرزه في جنوب أفريقيا عام 2010 وخرج من دور المجموعات في مونديال 2014 بعدما خسر أول مباراتين له في المجموعة أمام منتخبي هولندا وتشيلي اللذين يغيبان عن بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وأدى هذا إلى تغيير تدريجي في صفوف المنتخب الإسباني بعملية إحلال وتجديد لبعض عناصر الحرس القديم رغم استمرار لاعبين كبار مثل جيرارد بيكيه وسيرخيو راموس وسيرخيو بوسكيتس وأندريس إنييستا مع الفريق حتى الآن.
وتولى لوبيتيجي مسؤولية تدريب الفريق خلفا لدل بوسكي بعد الخروج صفر اليدين من بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا.
ووعد لوبيتيجي بعملية "تقييم" أكثر منها عملية "إطاحة" . والتزم لوبيتيجي ، الذي تولى من قبل تدريب منتخبات إسبانيا للشباب تحت 19 و20 و21 عاما ، بكلمته.
وقاد لوبيتيجي الفريق إلى كأس العالم 2018 من خلال الفوز بتسع من مبارياته العشر التي خاضها في مجموعته بالتصفيات الأوروبية ، وسجل لاعبوه 36 هدفا واهتزت شباك الفريق ثلاث مرات فقط.
ويتألق في صفوف الفريق كل من إيسكو لاعب وسط ريال مدريد الإسباني وماركو أسينسيو نجم الريال الشاب حيث يمثلان إضافة كبيرة للفريق الذي يعتمد حتى الآن على عدد من عناصر الخبرة في مقدمتهم أندريس إنييستا نجم برشلونة الإسباني وسيرخيو راموس مدافع الريال.
وفي قائمته للمونديال الروسي ، اختار لوبيتيجي الثلاثي رودريجو مورينو (بلنسية) وياجو أسباس (سلتا فيجو) ودييجو كوستا (أتلتيكو مدريد) لقيادة هجوم الماتادور بينما استبعد ألفارو موراتا مهاجم تشيلسي الإنجليزي.
وإلى جوار أسينسيو وإنييستا في وسط الملعب ، استدعى لوبيتيجي كلا من لوكاس فاسكيز (ريال مدريد) إضافة لساؤول نيجويز وكوكي وتياجو ألكانتارا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر