تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفسير قوله تعالى

الأزهر الشريف
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف اليوم معني الكرامة، من خلال قول الحق سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" { الإسراء : آية 70}.

الكرامةُ مقوّم أصيلٌ من مقومات الإنسانيّة، ومن دعائم القدرة على السواء في التّعامل، ولقد تعاهد الله الإنسان منذ خلقه بالتّكريم، فخلقه بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، إمعانًا في إظهار كرامته على مولاه، قال سبحانه:

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ" {الأعراف: آية11} وإتمامًا للكرامةِ فقد خلقه في أحسن صورة، قال تعالى: "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" {غافر: 64} ومن إكرامِ ابن آدم أن حباهُ الله العقل والفهم، والنّطق، والقدرةَ على الإبانة، والتمييز، وتدبير أمر المعاش والمعاد، وأن جعله متصرفًا في طيّبات الأرض، كلّها مسخّرةٌ له، ومن أعظم صور التكريم المخاطبة بالشرائع، وحصر التوجه بالعبوديّة إلى الله وحده، وتحرير الإنسانية من أغلال الوثنية، وعبوديّة الفكر، ومن ذلك جعل التّقوى هي المعيار الأساسيّ الّذي يتفاضلُ به البشر، وليس الجنس، أو اللون، أو الصورة، يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" { الحجرات : آية 13} الأمر الذي جهر به النّبي – صلى الله عليه وسلم – مذكرًا في حجّة الوادع: "أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى" فمن أراد الكرامةَ حقّ الكرامة، فليتّق الله، ومن كرامة الإنسان على الله كذلك أن عقد له الخلافة في الأرض، ووكل إليه إعمارها، وحمّله أمانة ومسئولية القيام بذلك على أوفق الوجوه، وربط له ذلك بأهداف عليا محررًا إرادته، ومطلقًا لها العنان في أنْ تشرّق وتغرّب، ما دامت تسيرُ على منهاج الله، إنّ حفظ كرامة الإنسان هو ما تصلح معه المطالبة بالتبعة، وتتحقق به المسئولية، والقرآن الكريم مشحون بالآيات التي تنهى عن ظلم الإنسان، بأي صورة من صور الظلم بما في ذلك النّيل من كرامته، إن النفوس الكريمة تستشرف للمهام الكريمة، وتقهر الصعاب، أمّا ذلك الّذي يرغم الأنفس تحت صنوف المذلة والمهانة فلا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقى.

نقلًا عن بوابة الأهرام

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya