تفسير آية وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تفسير آية "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفسير آية

الأزهر الشريف
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى في الأزهر الشريف، السبت معني الوِحدة، من خلال تفسير الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " {آل عمران: آية 103}.

كان العرب في الجاهليّة، وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخوانًا، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التّفرق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التّدابر والقطيعة، إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلاّ بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التّخالف والفرقة .

وحذّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الفرقةِ فقال:" إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم:" يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عمليًّا حين أرادَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤسّسَ مجتمعًا قويًّا بالمدينة، فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم، نعم قد يطرأ على الأمّة أسباب الخلاف والفرقة، لكنّ الله أرشدهم إلى ما يحسم مادة النّزاع، وهو الاعتصام بكتاب الله وسنّة نبيه فهذا الّذي به تتّفق الكلمة، ويتبدّد الشتات، يقول الله تعالى:" فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"{آل عمران:59}، ومما يحسن إيراده أن الآية والأمر بالوحدة ليس فيها دليلٌُ على تحريم الاختلاف في وجهات النّظر، والرؤية لشئون الحياة، والفهم، فإن ذلك لا يتعذّر معه الجمع، ومازال الصّحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهمْ مع ذلك متآلفون، إنّ الأمّة اليوم على مفرق طرقٍ، وهي أحوج ما تكون إلى نبذ الشقاق، وجمع الكلمة، وتوحيد الصّف.

 ولا يمكن أن تجتمع القلوب إلا على أخوّة في الله، تنطفئ بها الأحقاد التّاريخيّة، والثّارات القديمة، والأطماع الشخصيّة، ورايات، العنصريّة،" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ "{ الأنبياء: آية 92} صدق الله العظيم .

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير آية وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا تفسير آية وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya