تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفسير الآية الكريمة

الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، معني الإسراف، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين"{الأعراف: آية 31}.

الإسراف هو مطلق المجاوزة للحدّ، والنهي القرآني عن السرف، يصحبهُ هذا التّحذير للمسلم من أن ينطبق عليه وصف فئام من الخلق لا يحبّهم الله، لهو من أوسع المعاني، وأعمها خيرًا، وأعودها فائدةً على الفرد والجماعة، وفيه صونٌ لحقوق الرّوح والجسد، إنّ كلا طرفي الأمور ذميم، والوسط هو المحببُ والمرضيّ عند الله؛ لأجل ذلك مدحَ هذه الأمة بقوله: "وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطا" {البقرة: 143}، وفي الحديث الشّريف :"كلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ"، إن الوسط مفهوم يتّسع كما أوردنا آنفًا ليشمل حقوق الروح والجسد، والفرد والجماعة، وهو فضيلةٌ بين رذيلتين، فقد حاد عن الوسط ومال إلى الشطط من تجاوز الحدود التي حدّها الشارع بالعصيان والبغي، كذا من خالف سنن الفطرة، وحمل نفسه على مشقةٍ وعنتٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، حاد عن الوسط من تجبّر على خلق الله وتكبر عليهم، سواءً بسواءٍ من أذلّ أنفه وأرغمها ضعةً، ولم يحفظ وسط النّفس هنا من الكرامة، حاد عن الوسط من أسرف في مشربه ومأكله، وبالغ في الشبع، وعرض نفسه للتخمة، وكذا من واصل الصيام، وحرّم على نفسه الطيبات التي أحلها الله، ومثل ما نهى الشارع عن مجاوزة الحدّ إسرافًا أو تقتيرًا في حقّ النفس، فقال سبحانه: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"{ الإسراء: آية 29}.

نهى كذلك عن الأمر ذاته في أبواب النفقة والبذل على الآخر، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" {الفرقان: آية 67} وعلى الجملة؛ فإنّ عاقبة السرف وخيمة المآل، تُذلّ بعد عزّ، وتفقر بعد غنى، وتهوي بصاحبها في المهلكة والعياذ بالله، إنْ هوَ أسرفَ في العصيان، وكم أفضى التّوسع في المباحات إلى طرق باب المحرمات، ثم إلفها، وصعوبة الانفكاكِ عنها، ومن أوتي القصد في أمره كلّه فقد أوتي من فقه النّفس أوفر النّصيب.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya