تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية

الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوي بالأزهر الشريف، معنى التواضع، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" {الإسراء: آية 37}.

الكبر: هو بطر الحقّ وغمط النّاس، وبطرُ الحقّ: إنكارهُ، وغمط النّاس: احتقارهم، والنّبي –صلى الله عليه وسلم – يقول :"لا يدخُلُ الجّنّةَ مَنْ كَانَ في قلبِهِ مثقَالُ ذَرّةٍ مِنْ كِبْرٍ"، وعكس الكبر التّواضع، والتّواضع من أهم أخلاق السّائرين إلى الله، وخصلة لا بدّ للعبد أن يتعاهد نفسه حتى يحققها، إن التواضعَ أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع الناس، أدبٌ مع الله بعدم منازعته في أوصافه، ففي الحديث القدسيّ، يقول الله – عزّ وجل -:"الكِبريَاءُ رِدَائِي، والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَن نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، ألقَيْتُهُ فِي جَهَنّم" وأدب مع الله تعالى كذلك بلزوم وصف العبوديّة، وأدبٌ مع النّاس بإعلاء قيمة الأّخوة الإنسانيّة، وأخوة الدين، إنّ المجتمعات التي يتخلّق أفرادها بالتّواضع، تنفض عنها أمراض الطّبقية والعنصريّة، والآفات التي يجلبها العجبُ والخيلاء، إن من نظر في حقيقة نفسه بعين البصيرة والهدى تواضع لا محالة، ورسول الله هو الأسوة الحسنة، قد حثّ على التّواضع قولاً، فقال في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" وفعلا، فقد أتى رجلٌ إلى النبي – صلّى الله عليه وسلم – فكلّمه، فجعلت فرائصه ترعد، فقال له النبي - عليه السلام-: "هوّن عليك، إنما أنا ابن امرأةٍ من قريش، كانت تأكلُ القديد"، وكانت الجارية تأخذ بيده ، فتذهب به في المدينة حيث شاءت، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلبُ الشاة لأهلهِ، ويأكل مع الخادم، ويمشي مع الأرملة، ويحبّ المساكين، ويبدأ من لقيه السّلام، ويجيب من دعاه، وَمما يستعان به على التواضع، أن يدفع العبد خاطر السوء الّذي قد يجعله يرى لنفسه على أحدٍ من عباد الله مزيةً بأن يقول: لعله عند الله أوفر منّى حظًا، وأكرم منّي مكانة، ولعل في قلبه من التقوى ما لم أبلغه، وليستغفر له، ويجاهد هذا الخاطر ما استطاع، والتواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمة الله تعالى، كما يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري، وعنه – رحمه الله –"ليسَ المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه فوقَ ما صنع، بل المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه دونَ ما صنع" ومن ثمرات التواضع طهر القلب، وتفرغه لما وكِل إليه من العبادات، وسلامته من الغلّ والغش للمسلمين، ومن ثمرته أيضا الرّفعة التي أخبر عناه النّبي –صلى الله عليه وسلم – في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لله، إلاّ رَفَعَهُ الله".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya