تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة

أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة
القاهره-المغرب اليوم

منذ أن بعث الله نبيّه محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - برسالة الإسلام وهو يتعرّض ومن آمن معه إلى صنوف العذاب من قبل المشركين، الذين رفضوا دعوة الله تعالى وأصرّوا على البقاء على ضلالهم، وقد صمد النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام في سبيل الدّعوة، وقد كان يعلم قبل ذلك أنّ قومه سوف يخرجونه من مكّة المكرّمة أحبّ البلاد إلى قلبه ووطنه الذي تربّى ونشأ فيه، فقد أخبره بذلك خال السّيدة خديجة ورقة بنو نوفل، الذي علم بخبر الملك الذي جاء النّبي في غار حراء، فقال له أنّ قومك سيخرجونك من مكة، وأنّه سُيبعث إلى النّاس رسولًا ونبيًّا، و استعد النّبي عليه الصّلاة والسّلام لذلك قبل أن يحدث، وقد ساهمت عوامل كثيرة في هجرة الرّسول الكريم إلى المدينة المنوّرة، وسنتطرّق إلى هذا الموضوع في هذا المقال بالتفصيل.

 لقد نجح المسلمون في الخروج من مكة المكرمة في العام الثّالث عشر من بعثة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، واستطاعوا أن يتغلبوا على المصاعب والعقبات التي حاولت قريش وضعها في طريقهم، والحيلولة دون وصولهم إلى أرض يثرب، ليجدوا حينها إخوانهم الأنصار وقد استقبلوهم ببشاشة وجهٍ ورحابة صدر، وقاموا بفتح بيوتهم لهم، ممّا كان له أعظم الأثر في أنفسهم , وعندما أحسّت قريش بكلّ المخاطر التي تنتظرهم، وأدركوا أنّهم لن يقدروا على تدارك الموقف وإعادة الأمور إلى نصابها، إلا من خلال الوقوف بأيّ وسيلة دون إتمام هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم , ولذلك كانت قريش تعمل في الخفاء، وتحيك المؤامرات التي تسعى من خلالها إلى القضاء على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ففي يوم الخميس من شهر صفر، اجتمع المشركون من قريش في دار النّدوة، وتشاوروا فيما بينهم بشأن الطريقة المُثلى لتحقيق مقصودهم، فمنهم من قال بضرورةِ قتله عليه الصّلاة والسّلام والتخلّص منه، ومنهم من رأى أنّه يجب حبسه وإحكام وثاقه، وثالث اقترح نفيه وطرده، حتى اتفقوا في نهاية المطاف على قتله عليه السّلام، ولكن من خلال طريقة يعجز بعدها بنو هاشم عن أخذ الثّأر والمطالبة به، وذلك من خلال اختيار قريش لصفوة فتيانها من جميع القبائل، ليقوموا على النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قومة رجلٍ واحد ويقتلوه، وبالتالي يتفرّق دمه بين القبائل، وفي هذه الحالة لن تقدر بنو هاشم أن تقاتل سائر النّاس، ولن يبقى أمامهم سوى خيار واحد هو أن يقبلوا الدّية ، وصدق الله عزّ وجلّ إذ يقول:" وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "، الأنفال/30 , وحينها لم تكن قريش على علم بأنّ الله سبحانه وتعالى قد أذن لنبيّه بالهجرة إلى المدينة، فبينما هم يبرمون خطّتهم ويحيكون مؤامرتهم، كان النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - على استعداد تامّ إلى السفر.

 وانطلق إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه في وقت الظهيرة متخفّيًا على غير عادته، وذلك لكي ليخبره بأمر الخروج. وقد خشي أبو بكر رضي الله عنه من أن يُحرم شرف الخروج في هذه الرّحلة المباركة، فقام باستأذن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في أن يصحبه في رحلته تلك فأذن له، وكان قد جهّز راحلتين استعدادًا إلى الهجرة ، فلمّا أخبره النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّ الرّحيل قد اقترب وقته، قام من فوره واستأجر رجلًا مشركًا من بني الدّيل يُقال له عبد الله بن أُريقط، ودفع إليه الرّاحلتين لكي يقوم برعايتهما، واتفقا على أن يلتقيا في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، في حين قامت عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما بتجهيز ما يلزمهما من المتاع والمؤن.

و تسارعت الأحداث، وعندما حانت اللحظة المرتقبة انطلق النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - وهو متخفّ نحو بيت أبي بكر رضي الله عنه، وكان ميعادهما ليلاً، وأمر النّبي - صلّى الله عليه وسلّم عليًا بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلّف عن السّفر، وذلك لكي يؤدّي عنه ودائع النّاس وأماناتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة؛ من أجل إيهام قريشٍ.

وكان للمرأة دور هامّ في الهجرة، مثل عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وأختها أسماء ذات النّطاقين، والتي ساهمت في تموين الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وأنّها قد تحمّلت الأذى في سبيل الله، وذلك كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السّيرة النّبوية أنّها قالت" لما خرج رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأبو بكر - رضي الله عنه - أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي؟، قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت: ثم انصرفوا ". (2) دروس من الهجرة إنّ من يتأمّل حادثة الهجرة وكيفيّة التخطيط لها، يدرك تمامًا حسن توكل النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ على ربّه عزّ وجلّ، وأنّه كان على يقين تامّ بأنّ الله سبحانه وتعاىل حافظه وناصر دينه، وهذا التوكّل لا ينافي أو يتعارض مع أخذه صلّى الله عليه وسلّم , فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية بأسباب عادية من التخفي، والصّحبة، والزّاد، والنّاقة، والدليل، ولكن دقّة الأخذ بالأسباب لا تعني دائماً الحصول على النّتيجة المرجوّة، لأنّ هذا أمر يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله، لتقتدي به أمته في التوكل على الله، والأخذ بالأسباب وإعداد العدّة.

يقول أبو بكر رضي الله عنه" نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؟!، فقال: يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما "، رواه مسلم، يقول النووي" وفيه بيان عظيم توكل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في هذا المقام، وفيه فضيلة لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وهي من أجَّل مناقبه .

 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya