الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

القرآن الكريم
القاهرة - المغرب اليوم

 تتباين بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة في كتاب الله تعالى، لكن هذا التشابه لا يعنى التطابق، فلبلاغة القرآن دور بارز وواضح في التفرقة بين معاني هذه المتشابهات من الألفاظ.

ولنعترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي لنبدأ بالتفرقة بين (الأب) و(الوالد):

جاء في معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم للدكتور محمد محمد داود:

(الأب) على الأجداد والرعاية والتربية.

(الوالد) على الأب المباشر أو الأدنى.

الأب في اللغة: سبب وجود الشيءـ أو إصلاحه، أو ظهوره، وسمي الأب أبا، لأنه يقوم على إصلاحا الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء.

والوالد في اللغة: الأب المباشر، الذي هو سبب وجود الابن. فالوالد خاص، والأب عام.

والاستعمال القرآني للفظين يراعي ما لكل منهما من ملامح دلالية خاصة، فالأب يطلق على الأب المباشر كما في قوله تعالى: "إذ قال يوسف لأبيه" (يوسف) 4

كما يطلق على الجد إن علا، نحو قوله تعالى: "ملّة أبيكم إبراهيم" (الحج) 78

وورد مجموعا للدلالة على سلسلة الأجداد، كما في قوله تعالى: "قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" (البقرة) 170

وقوله تعالى: "أنتم وآباؤكم الأقدمون" (الشعراء)

وهذا الاستعمال القرآني مرتبط باتساع الأصل اللغوي لكلمة (أب) وشمولها لكل ما كان سببا في وجود الشيء أو رعايته أو ظهور.

أما (الوالد) في الاستعمال القرآني فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذي هو سبب وجود الابن، وفي أكثر المواضع جاء في صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هي الوالدة على الحقيقة، وألحق بها الأب؛ لأنه السبب المباشر في وجود الابن، ومن ذلك قول الله تعالى: "لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا" (البقرة) 83

واستقراء الآيات التي ورد فيها لفظ (الوالد – الوالدين) يدلنا على دقة التعبير القرآني؛ حيث إن الوالد – وهو الأب الأدنى (أي المباشر) دون غيره.

قد استعمل في سياقات تقتضي قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله تعالى: "وبالوالدين إحساناً"؛ حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية في قوله تعالى: "واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والود عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا" (لقمان) 33.

فقد تضمنت الآية نفي النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: أن الواحج منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه لم تقبل شفاعته، فضلا عن أن يشفع لمن فوقه. ولم يرد الوالد مجموعا في القرآن الكريم، وفي هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره.

وقد ورد لفظ (الوالد) مفردا أو جمعًا في هذه الآيات الكريمة:

- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) (البقرة)

- كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) (البقرة)

- لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) (النساء)

- وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33) (النساء)

- وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)(النساء)

- رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) (إبراهيم)

وقد ورد لفظ (الأب) مفردا وجمعا في هذه الآيات الكريمة:

- فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ﴿٨٠ يوسف﴾

- اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي ﴿٩٣ يوسف﴾

- قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴿٢٥ القصص﴾

- قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ﴿١٣٣ البقرة﴾

- قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴿١٧٠ البقرة﴾

- فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴿٢٠٠ البقرة﴾

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya