أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا

أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا
ماغواهارجو ـ أ.ف.ب

 تتوارث القبائل الاندونيسية تقليد دق الاوشام منذ ازمان غابرة، لكن هذا الفن الذي كان يواكب الحياة اليومية للسكان الاصليين عانى سنوات من الافول قبل ان يحمل لواء اعادة احيائه رسامون يمارسون عملهم هذا بازياء تقليدية في قلب الغابة.

ويقبل البعض على تزيين اجسامهم باوشام الورود بالحبر الاسود مقتبسين من الاوشام التقليدية لقبيلة داياك في الجزء الاندونيسي من جزيرة بورنيو، فيما يتباهى آخرون بخيوط طويلة كالتي يدقها السكان الاصليون في الجزر المعزولة غرب اندونيسيا.

وهذه الاوشام التي سلط الضوء عليها مهرجان للاوشام اخيرا، تدق على الجلد بطرق تعود الى مئات السنين، اذ ينبغي استخدام قضبان دقيقة من الخشب يكون طرفها حادا، يغمس في الحبر ويغرس في الجلد.

مع مرور الزمن، كادت صفحة هذه الاوشام التقليدية ان تطوى في ظل ظهور التقنيات الحديثة مثل الابر الالكترونية.

لكن منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عادت الطرق التقليدية لدق الاوشام الى الظهور مجددا في اندونيسيا وغيرها من جزر المحيط الهادئ، وهي شهدت في السنوات الماضية ازدهارا بفضل مجموعة من الرسامين الذين يعملون على احياء هذا الفن.

ويقول هربيانتو هندرا احد الرسامين التقليديين للاوشام "الناس باتوا يرغبون في ان يعرفوا اكثر عن الاوشام التقليدية".

ويعرب عن سعادته الكبيرة لان الناس يقبلون على التعرف على ثقافة مجموعة ايبان احدى فروع جماعة داياك.

 

- طقوس قديمة وشعارات حربية -

درجت تقاليد الايبان على دق الاوشام على شكل زهرة الباذنجان على كتف الشاب المتحضر لدخول سن الرشد.

وفي كل مرحلة من مراحل العمر، تواكب الاوشام ابن القبيلة، وتؤرخ محطاته الهامة، كعودته من الحرب مثلا.

ودرجت جماعات داياك التي تعيش في غابات بورنيو الكبيرة الواقعة بين ماليزيا واندونيسيا وبروناي، على توثيق مراحل عمر ابنائها باوشام الحيوانات والازهار والنجوم.

واعتمدت جماعات اخرى في اندونيسيا، ولاسيما في جزر مالوغ وجزيرة سولاواسي اوشاما مماثلة.

ومن المؤشرات على ازدهار الاوشام التقليدية الاندونيسية الاقبال الواسع الذي لقيه الرسام دورغا في مشغله من هواة قصدوه من اندونيسيا ودول اجنبية، خلال مهرجان الاوشام الذي اقيم في كانون الاول/ديسمبر في قرية ماغواهارجو في جزيرة جاوا.

ويحمل دورغا لواء الاوشام التقليدية في جزر منتاوي غرب سومطرة، وتنطوي رسومه على خطوط طويلة متناسقة تدق على اليدين والرجلين، في اشارة الى التناغم بين جماعات السكان الاصليين والطبيعة. وهو يجوب بفنه ايضا تقاليد من ثقافات هندوسية وبوذية وارواحية.

 

- روحانيات عالية -

كان المبشرون المسيحيون يعارضون الاوشام التقليدية، وكذلك لا تحبذها السلطات اليوم معتبرة انها تقاليد مضى عليها الزمن. ومع هجرة شباب القبائل من مواطنهم في الغابات الى المدن بحثا عن ظروف افضل للحياة، توشك هذه التقاليد ان تختفي.

في المقابل، تسعى جماعات الفنانين ورسامي الاوشام الى ابقاء هذا الفن على قيد الحياة لما فيه من "فرادة وجمال وعمق روحاني"، على ما يقول عالم الانتروبولوجيا الاميركي لارس كروتاك.

ويضيف "يبحث سكان المدن الكبرى عن اشياء ذات معنى، لاسيما وان الاوشام ترافق الانسان طول حياته".

اقيم في العاصمة جاكرتا متحف صغير مخصص لتزيين الجسم بحسب التقاليد القديمة، وهو يعرض مقتنيات للقبائل وصورا لاشخاص تحمل اجسامهم اوشاما تقليدية.

ويبدو ان ذلك يجذب الكثيرين، حتى ان بعض الرسامين تركوا التقنيات الحديثة المستخدمة لدق الاوشام وعادوا الى الطرق التقليدية.

لكن ذلك لا يعني ان تقاليد الاوشام في منأى عن الاندثار في اندونيسيا، اذ يتخوف بعض الخبراء من ان تختفي تقاليد الاوشام العائدة لبعض القبائل المعزولة.

ويقول كروتاك "اخشى ان تختفي هذه المعارف التقليدية للابد ان لم تبذل جهود سريعة للحفاظ عليها"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا أوشام القبائل التقليدية في إندونيسيا تظهر مجددًا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya