المترجمون عملة نادرة في مخيم ادغال كاليه للمهاجرين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المترجمون عملة نادرة في مخيم "ادغال" كاليه للمهاجرين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المترجمون عملة نادرة في مخيم

مهاجرون في "ادغال" كاليه الفرنسية في
كاليه ـ أ.ف.ب

عاد قيس رضائي قبل تسعة اشهر الى مقر اقامته السابق في مخيم اللاجئين في مدينة كاليه الفرنسية للعمل كمترجم بلغته الأم الداري، ليكون احد القلائل الذين يمتهنون الترجمة في هذا المخيم العشوائي الذي يعج بمهاجرين من جنسيات مختلفة.

ويتعايش اشخاص ناطقون بما لا يقل عن عشر لغات بينها الداري والفارسية والبشتون والبنجابية والعربية والانكليزية، في هذا المخيم الضخم الواقع في شمال فرنسا والذي يضم ما بين سبعة وعشرة الاف مهاجر متحدرين من بلدان القرن الافريقي والسودان وباكستان وافغانستان اضافة الى اخرين من سوريا والعراق، وجلهم من الطامحين للانتقال الى بريطانيا المجاورة.

ويقول فرانك اينيه وهو رئيس بعثة منظمة "اطباء بلا حدود" في كاليه، وهي من المنظمات القليلة التي تستعين بخدمات مدفوعة لمترجمين، "إنه الموقع الوحيد في العالم الذي نحتاج فيه لهذا العدد من اللغات".

وينتمي قيس رضائي المتحدر من افغانستان الى فريق من ستة مترجمين متعاقدين مع منظمة "اطباء بلا حدود" ويعمل مع قاصرين معزولين.

ويوضح "نحن صلة وصل بين لغتين وثقافتين. حتى لو كان في الامكان قول بعض الامور بالاشارات او بالاستعانة بكلمات قليلة بالانكليزية، لا يمكننا شرح كل شيء على هذا النحو".

ويضيف هذا الشاب البالغ 26 عاما "ابعد من الترجمة، نحن نفسر الواقع وعلينا ارساء علاقة ثقة مع المهاجرين واقناعهم بأننا لن ننقل المعلومات الخاصة بهم الى اجهزة الدولة او الشرطة".

- "اولوية" -

وبالنسبة لفرانك اينيه، بات المترجمون "اولوية" في مخيم كاليه العشوائي المزمع تفكيكه قريبا.

ويلفت رئيس بعثة "اطباء بلا حدود" في المخيم الى انه "في حال اردنا ان يثق الناس بالاجراءات المقترحة من جانب الدولة، علينا التأكد من انهم يفهمون بشكل جيد جدا الاقتراحات المقدمة لهم".

ويتكلم مهاجرون كثيرون بعض الانكليزية، "لكن في ما يتعلق بالمصطلحات التقنية او الارشاد القانوني او المرافقة النفسية، من الضروري التحدث معهم بلغتهم" وفق اينيه.

وتؤكد مايا كونفورتي من منظمة "لوبيرج دي ميغران" الناشطة في المخيم أن الاستعانة باللغة الانكليزية كافية في الامور الحياتية اليومية في مخيم اللاجئين الملقب بـ"أدغال" كاليه. غير ان المهمة تصبح اكثر تعقيدا على نحو كبير في المسائل القانونية اذ عندما يلتقي المهاجرون بالهيئات المكلفة البت بطلبات اللجوء، "يتعين عليهم سرد تفاصيل رحلة الهجرة التي قاموا بها لكن من دون وجود مترجم في لغتهم".

في بعض الاحيان، ينبري بعض الاشخاص المتطوعين في "ادغال" كاليه لتولي مهمة الترجمة، على غرار الياس الذي قدم خدماته خلال تفكيك الجزء الجنوبي من المخيم في آذار/مارس الماضي كمترجم بين مهاجرين ايرانيين خاطوا افواههم احتجاجا على تدمير مساكنهم، وبين الهيئات الحكومية.

ويوضح هذا الطالب الفرنسي "بهذه الطريقة غير الرسمية كنت اواكب هذه المجموعة من المهاجرين للتأكد من انهم بخير، وفي يوم من الايام اتى عناصر حكوميون لمحاولة وقف تحركهم، عندها بدأنا باجراء محادثات واضطررت للوساطة".

- اجراءات بدائية -

ويعاني عناصر الشرطة من المشكلة عينها. ويقول مصدر في الشرطة "نحن مرغمون على العمل مع مترجمين. لقد شهدنا ثغرات في الاجراءات بسبب عدم وجود مترجمين".

ويلفت المصدر الى أن "المهاجرين يعون هذه المشكلة ويستغلونها، اذ انهم يؤكدون لنا انهم يتكلمون بلهجة نادرة نعلم اننا سنجد صعوبة في ايجاد مترجم ملائم لها".

لكن النقص الاساسي في المترجمين يتجلى خصوصا في المواكبة الطبية وفق اينيه الذي يقول "النساء الناطقات باللغة التغرينية او الامهرية لا يذهبن الى المستشفى لأن احدا لا يتحدث بلغتهن"، وهي من لغات بلدان القرن الافريقي.

بالتالي، يتعين التحلي بسعة الحيلة حتى في المستشفيات. وفي هذا الاطار، تستذكر المتطوعة في منظمة "الاغاثة الكاثوليكية" مريم غيري حادثة حصلت معها مع احدى مهاجرات مخيم كاليه قائلة "اخيرا، اتصلوا بي من المستشفى لمساعدة مهاجرة سودانية كانت تواجه صعوبة في التوليد، فوضعوني على مكبر الصوت وكنت اترجم اوامر القابلة القانونية: +شدي+ و+استعيدي انفاسك+، الى ان صدح صوت الطفل المولود".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المترجمون عملة نادرة في مخيم ادغال كاليه للمهاجرين المترجمون عملة نادرة في مخيم ادغال كاليه للمهاجرين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya